لا يعتبر الثوم من التوابل المستخدمة في إعداد بعض الاطباق فحسب بل لديه فعالية للوقاية من مرض السرطان وعلاج بعض الامراض. وخاصة أن الصينيين لا يمكن أن يعدوا الاطباق الصينية الشهية بدون الثوم. ودائما ما يستخدمون الثوم مع بعض الخضروات الاخرى لاعداد بعض الاطباق التقليدية وخاصة عندما يتناولون الشعرية يأكلون الثوم الطازج باعتباره نوعا من التوابل الضرورية. أما الاجانب فيعتبرون الثوم من المواد الضرورية أيضا عند اعداد أطعمتهم. زار مراسل إذاعتنا مؤخرا رجلا إسمه قاو خه بينغ وأخبر مراسلنا إن مسقط رأسه بمقاطعة شاندونغ هى من الاماكن التي يزرع فيها الثوم بكثرة. وتصدره الى اليابان والولايات المتحدة والدول الاوروبية الاخرى وقال هذا الفلاح لمراسلنا:

" مسقط رأسي هو بلدة جين شيآنغ وهي مشهورة بإنتاج الثوم. وتوجد الان في هذه البلدة أكثر من ثلاثين ألف هكتار من الاراضي تشتغل الان لانتاج الثوم وإذا جئت الى بلدة جين شيآنغ فستشاهد كل الحقول مزروعة بالثوم. وجدير بالذكر أن حجم الصادرات من الثوم المنتج في هذه البلدة يشكل سبعين بالمائة من أجمالي حجم صادرات الثوم المنتج في الصين كلها .... "

إذا زرت مسقط رأس قاو خه بينغ/ بلدة جين شيآنغ بمقاطعة شاندونغ فستشاهد نباتات الثوم مزروعة في كل جزء من الاراض سواء في الحقول الزراعية أو أمام بيوت الفلاحين وخلفها. وأخبر قاو خه بينغ مراسلنا أن بلدة جين شيآنغ تقع في منطقة السهول بجنوب غربي شاندونغ ومعظم آراضيها مالحة قلوية حتى مياهها الجوفية مالحة جدا. غير أن الثوم الذي يزرع وينمو في آراضي هذه البلدة يتميز بكبر حجمه وجودته الممتازة ولونه الابيض، كما يحتوي على مادة الزلال والفيتامينات والمواد الغذائية الاخرى بنسبة أكثر من الثوم الذي ينمو في المناطق الاخرى .

قاو خه بينغ يتولى منصب مدير عام شركة جين شون للفواكه والخضروات في محافظة جين شيآنغ. وعندما يحين موسم حصاد الثوم في صيف كل سنة تشتري شركته الثوم الطازج من الفلاحين ثم تبيعه في الاسواق الداخلية والخارجية. وتوجد الان في محافظة جين شيآنغ أكثر من عشرين شركة شأنها شأن شركة قاو خه بينغ تقوم بشراء الثوم المحلي ثم تصدره الى أسواق مختلف دول العالم. وقال قاو خه بينغ أن ثوم محافظة جين شيآنغ ظل يحظى بقبول واستحسان الاسواق الدولية منذ سنوات طويلة. ورغم أن هذه الاسواق رفعت وما زالت ترفع معايير جودة المنتجات الزراعية المستوردة، ولكن كمية الصادرات من الثوم محافظة جين شيآنغ الى الاسواق الدولية ظلت ترتفع ارتفاعا مستمرا سنة بعد أخرى. وأمام هذا الاقبال المتزايد قال قاو خه بينغ إن هذا يرجع الى جهودنا الكبيرة وإرشاداتنا الصحيحة لمساعدة الفلاحين على كيفية زرع ورعاية الثوم:

" هذا وقد اعتمدنا نظام إدارة قواعد الانتاج لمساعدة الفلاحين على زرع الثوم في محافظة جين شيآنغ ، ونستخدم فقط الاسمدة العضوية في حقول الثوم طول الموسم، ونمتنع عن استخدام مبيدات الحشرات الملوثة للبيئة بشكل كامل، لذلك كان جميع الثوم الذي تم انتاجه وتصديره الى الخارج متفقا تماما مع المعايير العالمية للاغذية في الدول المستوردة له ".

نظام إدارة قواعد الانتاج عبارة عن إقامة الاتصالات الثابتة بين الشركة التجارية وبين الفلاحين المحليين وتعتبر كل عائلة من عوائل الفلاحين قاعدة انتاجية للشركة. ويشارك عمال الشركة الفلاحين في زراعة ورعاية الثوم في الحقول ويرشدونهم في تحديد الاوقات المناسبة للبذر والري وتسميد الاراضي. وبفضل تطبيق هذا النظام تستطيع الشركة أن توفر ضمانا لجودة الثوم. ومهما عملت الدول المستوردة على رفع معايير جودة المنتجات المستوردة فأن نوعية الثوم الذي يتم إنتاجه في محافظة جين شيآنغ تظل مقبولة وفقا للمعيار المحدد في الاسواق الدولية. وفي العام الماضي تم تصدير حوالى ثلاثمائة ألف طن من ثوم محافظة جين شيآنغ الى اليابان والولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط ورابطة دول دول الكومنولث المستقلة، ومن بين هذه الصادرات خمسة عشر ألف طن من الثوم تم تصديرها الى الخارج عبر شركة قاو خه بينغ.

معظم شركات محافظة جين شيآنغ التي تقوم ببيع وتصدير الثوم بما فيها شركة قاو خه بينغ تابعة للجمعية التعاونية للتموين والتسويق في محافظة جين شيآنغ، وقال قاو خه بينغ إنه لم يمض وقت طويل على بدء تطبيق نظام إدارة قواعد الانتاج لزرع وتسويق الثوم، لان الفلاحين كانوا في الماضي يقومون بزراعة وبيع الثوم بأنفسهم، وكانت نوعية الثوم غير متساوية وسعره عند التسويق منخفض نسبيا، وخلال السنوات الاخيرة قادت الجمعية التعاونية للتموين والتسويق بمحافظة جين شيآنغ الفلاحين في عملية الانتاج المشترك مما وسع حجم انتاج الثوم ورفع جودته العامة كما رفع دخل الفلاحين بشكل تدريجي أيضا وحول هذا الموضوع تحدث قاو خه بينغ قائلا:

" يعتمد فلاحو محافظة جين شيآنغ على زراعة وبيع الثوم بشكل رئيسي لكسب رزقهم. وإذا كان الوضع في السوق جيدا فقد يرتفع الدخل السنوي للفرد منهم حتى يصل الى عشرين الف يوان صيني .... "

يوقع الفلاحون عقودا بشأن إنتاج الثوم مع الشركات التابعة للجمعية التعاونية للتموين والتسويق بمحافظة جين شيآنغ في بداية كل سنة، وفي شهر يونيو حيث موسم حصاد الثوم ترسل الجمعية التعاونية شاحناتها الى بيوت الفلاحين لشراء محصول الثوم منهم مقابل أسعار ترضيهم، ثم تنقل الثوم الى المناطق الاخرى لبيعه أو تصدره الى الخارج. وبهذا الاسلوب يركز الفلاحون جهودهم على زراعة ورعاية الثوم في حقولهم فقط ولا يفكرون في أشياء أخرى لذلك يرغب جميع الفلاحين في توقيع العقود مع الجمعية التعاونية بشأن أنتاج الثوم ...

تشو هونغ جون مسئول بالجمعية التعاونية للتموين والتسويق بمحافظة جين شيآنغ وأخبر مراسلنا أن مسئولية الجمعية التعاونية هى تموين والتسويق أي تزويد الفلاحين بالبذور في موسم البذر وتسويق المنتجات الزراعية بعد موسم الحصاد. وبعد انجاز هذه الاعمال تحتفظ الجمعية بمبلغ من المال باعتباره ميزانية إدارية لها بينما تعيد الاموال المتبقية الى الفلاحين ...

توجد في المناطق الريفية المختلفة داخل البلاد جمعيات تعاونية للتموين تم تأسيسها بعد إقامة الصين الجديدة عام 1949 وفي المرحلة التي كانت الصين تطبق فيها نظام الاقتصاد المخطط كانت هذه الجمعيات التعاونية مسئولة عن تموين وتسويق جميع البضائع والمنتجات من أجهزة التلفزيون حتى الكتب. وبعد فتح الاسواق في الصين بدأت هذه الجمعيات تستغل شبكتها الواسعة المتكاملة في الارياف لتوفير الخدمات للفلاحين من أجل تطوير تصنيع المنتجات الزراعية وتسويقها مما شكل سلسلة متكاملة تربط حلقات الانتاج والتصنيع والتسويق والتصدير، وبفضل أعمال هذه الجمعيات بدأ المزيد من المنتجات الزراعية الممتازة الجودة والصديقة للبيئة تتدفق من المناطق الصينية المختلفة الى الاسواق الدولية، وبفضل هذا أيضا يرتفع تدريجيا دخل الفلاحين الصينيين .

نأخذ مدينة جي نينغ بمقاطعة شاندونغ مثالا لذلك، لقد نجحت الجمعية التعاونية للتموين والتسويق بهذه المدينة في خلق علامات تجارية عديدة مشهورة من المنتجات الزراعية التي تنتجها المحافظات الخاضعة لادارة مدينة جي نينغ بما فيها محافظة جين شيآنغ ونجحت أيضا في تصدير هذه المنتجات الى الاسواق الدولية. وتحدث السيد وانغ تشون مينغ/ نائب مدير الجمعية التعاونية للتموين والتسويق بمدينة جي نينغ قائلا :

"من بين المنتجات الزراعية المشهورة في منطقة مدينة جي نينغ الثوم والبصل والخضروات في محافظة جين شيآنغ والمنتجات المائية في بحيرة وي شان بما فيها بيض البط والبط اللاحم والمنتجات النباتية المائية اضافة الى أسماك البحيرة ... "

وقبل وقت غير بعيد تم تسجيل ثوم محافظة جين شيآنغ باعتباره نوعا من المنتجات ذات حقوق المنشآ الاصلي، وحقوق المنشأ الاصلي هى نوع من حقوق الملكية الفكرية، وإذا تم تسجيل نوع من المنتجات ضمن هذه الحقوق لا يحظى بالحماية داخل البلاد فحسب بل يحظى أيضا بحماية توفرها المعاهدات الدولية المعنية العديدة. لذلك تبذل كل شركة من الشركات التابعة للجمعية التعاونية للتموين والتسويق بمحافظة جين شيآنغ جهودا كبيرة لاختراع تقنيات جديدة لتصنيع منتجات الثوم الجديدة كحبات الثوم ومسحوق الثوم وخلاصة الثوم وغيرها وفقا لطلب وحاجة الاسواق داخل البلاد وخارجها .