يصادف اليوم الاثنين (31 مايو) اليوم العالمي للامتناع عن التدخين وأصدرت منظمة الصحة العالية مؤخرا بيانا أكدت فيه أن التدخين ليس ضارا بالصحة فحسب بل لا يخدم التخلص من الفقر وإنما يعزز الفقر. لذلك أقرت المنظمة الشعار الرئيسي لليوم العالمي للامتناع عن التدخين: التدخين والفقر، حلقة سلبية.

وأشار البيان إلى أن في العالم مليارا وثلاثمائة مليون مدخن ويموت أربعة ملايين وتسعمائة ألف شخص بسبب الأمراض المتعلقة بالتدخين سنويا، مما أدى إلى خسائر اقتصادية مباشرة تبلغ عشرين مليار دولار أمريكي وإذا لم تتخذ اجراءات لحظر التدخين فسيتجاوز عدد المدخنين مليارا وسبعمائة مليون حتى عام 2025.

وقال البيان إن 84 بالمائة من المدخنين يعيشون في الدول النامية أو الدول التي تمر بمرحلة تحول الاقتصادي. وفي الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل، خمسون بالمائة من الرجال مدمنوا تدخين، وظاهرة التدخين وسط الجماهير في أدنى الطبقات الاقتصادية والاجتماعية أوسع، ويواجهون ضخوطا اقتصادية كبيرة ومشاكل صحية خطيرة. في المغرب، تساوي نفقات التدخين النفقات التعليمية في الأسر الفقيرة، وفي الأسر الفقيرة المصرية تشكل نفقات التدخين عشرة بالمائة من اجمالي نفقات الأسر، وفي الهند وصلت نسبة التدخين 64 بالمائة بين الأميين، وفي بنغلاديش، تكون الأوضاع الاقتصادية لملايين من المدخنين منخفضة مما أدى إلى سوء التغذية. وشكلت نفقات التدخين لبعض الناس نسبة مماثلة للنفقات التعليمية والصحية وغيرهما وأصبحت من العوامل الهامة المؤثرة على التخلص من الفقر. ويرى البيان أن مشكلة التدخين للطبقات الفقيرة قد أثرت على التنمية الاقتصادية بصورة خطيرة.

ومن أجل المساعدة على ازالة العراقيل أمام التنمية الاقتصادية دعت منظمة الصحة العالية الدول النامية إلى اتخاذ اجراءات تدعو الفقراء إلى الامتناع عن التدخين لتجنب دخولهم في الحلقة السلبية للتدخين والفقر. كما دعت المنظمة الدول إلى اتباع المعاهدة الاطارية للسيطرة على التدخين المبرمة في السنة الماضية. إن المعاهدة أول معاهدة عالمية للسيطر على التدخين، اجمعت عليها مائة واثنان وتسعون عضوا بالمنظمة في الدورة السادسة والخمسين لمؤتمر الصحة العالمي الذي عقد في الحادي والعشرين من مايو العام الماضي. طلبت المعاهدة من الدول حظر اعلان التدخين بقوانين على الأقل وحظر رعاية شركات التدخين للنشاطات الدولية وبجانب حظر نشاطات الترويج لبيع التبغ ومكافحة تهريب التبغ وحظر بيع التبغ للقاصرين ووضع علامة "التدخين يضر بالصحة" على ثلاثين إلى خمسين بالمائة من مساحة العلبة وحظر استخدام العبارات الخادعة بما فيها نسبة قطران منخفضة ونوع التبغ الخفيف.