حل فصل الربيع الان فى بكين ، واصبح الجو دافئا ، بدأ الناس يخرجون من بيوتهم الى الطبيعة لاستنشاق الهواء النقى والتمتع بملامح الطبيعة الجميلة . وفى هذا الفصل يحب الناس ممارسة فونغ تجينغ اى الطائرات الورقية التى تعتبر نوعا قديما من الالعاب التقليدية الصينية ، ويرجع تاريخها الى اكثر من الفى سنة ، وسميت هذه اللعبة فى البداية الطائر الخشبي ، ثم سميت الطائرة الورقية. ويقال ان الطائرة الورقية الاولى صنعت قبل الميلاد ، ولا تمثل هذه اللعبة عملا فنيا ولعبة جماهيرية فحسب بل كانت وسيلة لنقل المعلومات العسكرية بين الجيوش القديمة .
وبدأ انتشار لعبة الطائرات الورقية بين عامة الناس منذ اسرتى مينغ وتشنغ الملكيتين واشتهرت بصناعتها مدينة بكين ومدينة تيانجين وبلدة وى فان بمقاطعة شانغدونغ وبلدة نانتونغ بمقاطعة جيانغسو .وقبل اكثر من خمسمائة سنة ، انتقلت لعبة الطائرات الورقية من الصين الى كوريا ثم الى اليابان ومختلف دول جنوب شرقى آسيا حتى الى الدول العربية واوروبا وقارة امريكا .
تماشيا مع تطور العلوم والتكنولوجيا ، دخلت صناعة الطائرات الورقية القديمة مرحلة جديدة ، وظهرت فى منطقة بكين وتيانجين وبعض مناطق جنوب الصين مجموعة كبيرة من الفنيين المهرة فى صناعة الاوراق الطائرة ، وجدير بالذكر ان الطائرات الورقية من صناعة محل " تشانغ تشينغ تجاى " الذى تديره اسرة وى يوان تاى ، من اشهر الطائرات الورقية الصينية ، وحتى اليوم يرث هذا الفن التقليدى ، الجيل الرابع من اجيال هذه الاسرة وتتميز الطائرات الورقية من صناعتهم باسلوب فريد وجودة عالية واصبحت اعمالا فنية مشهورة فى داخل الصين وخارجها بعد حصولها على الجائزة الاولى فى معرض بنما الدولى الذى اقيم فى مدينة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة عام 1914 بمناسبة اكتمال بناء قناة بنما .
مع تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح الى الخارج فى الصين ، كثرت الاتصالات والتبادلات الثقافية بين الصين ودول العالم وخاصة بعد اقامة مهرجان العاب الطائرات الورقية كل سنة فى بلدة وى فانغ بمقاطعة شانغدونغ باعتبارها موطن الطائرات الورقية ، وبدأ العالم يعرف هذا الفن التقليدى الصينى اكثر فاكثر . وفى الوقت نفسه ادرجت لجنة الدولة الصينية للتربية البدنية والرياضة لعبة الطائرات الورقية فى جدول المباريات الرياضية الصينية الوطنية تشجيعا لمزيد من تطوره كنشاط رياضى جماهيرى ومن اجل رفع مستوى صحة عامة الناس .