تتميز قومية هوي المسلمة عن القوميات الصينية الأخرى في المعتقد الديني والعادات المعيشية التقليدية وغيرها. ولإقتصادها المحلي خصائص متميزة واضحة وعلاقات وثيقة جدا مع حياة أبناء هذه القومية وأعمالهم وتشكيل وتطور المنطقة الاقتصادية لهذه القومية. وتتمثل أهم هذه الخصائص فيما يلي :
الخاصية الاولى هى أن الاقتصاد الزراعي هو أهم وأكبر جزء في إقتصاد منطقة نينغشيآ الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة، وبدأت الاجيال الاولى لأبناء هذه القومية تمارس الزراعة على نطاق واسع إعتبارا من أسرة يوان الملكية الصينية الممتدة من عام 1206 الى عام 1368 الميلادي. وفي الفترة ما بين الخمسينات من القرن السابع عشر الى الخمسينات من القرن التاسع عشر الميلادي شهدت الزراعة في هذه المنطقة تطورا وإزدهارا كما شهدت قرى أبناء هذه القومية توسعا وتطورا أيضا حيث ازداد عدد القرى التي يسكنها المسلمون فقط. وخلال هذه الفترة حققت مختلف المناطق الريفية والجبلية المكتظة بالسكان المسلمين في منطقة نينغشيآ تطورا جياشا في الزراعة مستغلة الظروف الجغرافية المحلية الصالحة لتنمية الزراعة في مناطق الجبال والتلال والاحواض والاودية وغيرها، كما إستغلت بشكل فعال موارد المياه المحلية لشق قنوات وبناء منشآت ري بما فيها منشآت الري في مجاري نهر جينغ خه ونهر روه خه ونهر تشينغ شيوي التابعة لمنطقة جبال ليو بوآن مما دفع تطور الزراعة في آراضي هذه المنطقة بشكل أفضل مما كانت عليه في عهد أسرة مينغ الملكية في الصين القديمة ....
والى جانب ذلك تم بناء قناة دا تشينغ الكبيرة على مجرى النهر الاصفرلنقل مياهه الى شمال منطقة نينغشيآ عبر مسافة تتجاوز أكثر من سبعين كيلومترا وبنيت أكثر من عشر قنوات فرعية لها لري أكثر من ألف هكتار من الآراضي الزراعية كما تم بناء منظومة قناة هوي نونغ التي يتجاوز طولها آلاف الكيلومترات وبنيت أكثر من خمسمائة قناة فرعية لها خلال سبعة أعوام لري أكثر من عشرين ألف هكتار من ألآراضي الزراعية . وبنيت أيضا قناة تشانغ رون لري أكثر من عشرة آلاف هكتار من الآراضي الزراعية. الامر الذي حوّل المنطقة الواقعة في مجرى النهر الاصفر بمنطقة نينغشيآ الى منطقة زراعية متطورة يطلق عليها لقب " موطن الارز والسمك في شمال الصين " أما المنطقة الجبلية بجنوب منطقة نينغشيآ فتحولت كثير من أراضيها الجرداء في الماضي الى آراض خضراء عبر الجهود المبذولة من أبناء قومية هوي المسلمة. وجدير بالذكر أن مستوى الانتاج الزراعي في منطقتي سهول وي نينغ وسهول يين تشوآن المكتظتين بالسكان المسلمين وصل اليوم الى درجة مرتفعة نسبيا حيث يتراوح معدل إنتاج الارز لكل مو من الاراضي الزراعية بين سبعمائة وسبعمائة وخمسين كيلوغراما ويتراوح معدل إنتاج القمح لكل مو بين أربعمائة وخمسمائة كيلوغرام. وتجدر الاشارة الى أنه يزرع الان في بعض الحقول الزراعية القمح والذرة الصفراء بشكل متناوب. ويصل معدل الانتاج في كل مو من هذه الحقول الى ألفي كيلوغرام .
تعتبر ممارسة التجارة إحدى أهم الخصائص الاقتصادية لدى أبناء قومية هوي المسلمة بعد الزراعة، لان المسلمين ظلوا ماهرين في ممارسة التجارة على مدار أجيالهم السالفة. ولا شك أنهم مؤمنون بالتجارة تأثيرا بالدين الاسلامي. ومن بين كثير من الكتب الدينية الاسلامية المقدسة سطور وأحاديث تشجع المسلمين على ممارسة التجارة في الخارج للحصول على الارباح الشرعية كما تدعو الى الالتزام بالسلوك التجارية العادلة ووجوب الوفاء بالوعود والاهتمام بالثقة والاخلاص. لذلك ساهم الدين الاسلامي والتجارب المشتركة في تشكيل نفسية مشتركة وصلة دينية وثيقة للجيل الاول من المسلمين تحولت من خلال التطور التاريخي الطويل الى وعي قومي قوي للمسلمين الصينيين يعزز قوة تماسكهم من جهة ويؤثر أيضا على حياتهم الاقتصادية من جهة أخرى. وبفضل هذه النفسية المشتركة تم توثيق العلاقات الاقتصادية بين المسلمين في مختلف المناطق الاقتصادية كما تم تعزيز التضامن والتعاون فيما بينهم بسهولة من أجل تعزيز وصيانة مصالحهم القومية المشتركة. ويمكن القول إن الدين الاسلامي والوعي القومي المشترك يلعبان دورا هاما لتوحيد أبناء قومية هوي المسلمة ويدفعان تطور أعمالهم الاقتصادية والتجارية بشكل فعال...