هناك قول مأثور يرددها ابناء الشعب الصيني دائما مفاده ان في السماء الجنة وفي الارض مدينتي سوتشو وهانتشو وذلك لما تتمتعان به من جمال طبيعي. سيعقد مؤتمر التراث العالمى الثامن والعشرون في اواخر يونيو الحالي في مدينة سوتشو التي تشتهر في العالم بحدائقها الجميلة الرائعة الكثيرة الامر الذى يجعلها تحمل بامتياز لقب مدينة الحدائق و تجذب مرة اخرى انظار العالم.

ان الحدائق البستانية الصينية هى اصل هذا النوع من الحدائق في العالم و خاصة حدائق مدينة سو تشو حسبما وصفتها لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة التربية والثقافة و العلوم التابعة للامم المتحدة ( اليونسيكو).

وتشير الوثائق الى ان تاريخ انشاء الحدائق البستانية في مدينة سوتشو يرجع الى ما قبل اكثر من 2000 سنة. ففي قديم الزمان كانت مدينة سوتشو المتمتعة بمناخ جيد ومواصلات سهلة تجذب دائما الموظفين الحكوميين والمثقفين المشاهير اليها للسكن بعد التقاعد حيث يقومون ببناء هذا النوع من الحدائق . وفي فترة اسرتى مينغ وتشينغ الملكيتين وصلت التطورات الاقتصادية والثقافية لمدينة سو تشو الى ذروتها واخذ فن الحدائق البستاني ينضج تدريجيا وبلغت نشاطات بناء الحدائق البستانية الى القمة. وحول ذلك قال شيوى ون تاو مدير مصلحة البساتين بمدينة سو تشو ان اكبر عدد لهذا النوع من الحدائق في مدينة سوتشو بلغ في أن واحد اكثر من مائة وكانت مساحاتها غير واسعة.اغير ان الناس بنوا في هذه المساحة المحدودة الجبال الاصطناعية والجواسيق والجسور والبرك كما زرعوا الاشجار والنباتات الخضراء بأساليب مختلفة وعلى اشكال متنوعة مما يجعل زوارها كأنهم يعيشون في دنيا خيالية تغي بها شعراء في اسرتي تانغ وسون الملكيتين في اشعارهم حيث تغرد الطيور وتتفتح الازهار وتنمو الاشجار.

كانت حدائق تشو تشينغ وليوان ووانغ شي وهوان شيوى شان زوانغ من الاعمال المتميزة للحدائق البستانية لمدينة سو تشو القديمة. واذا دخلت حديقة بستانية في فصل الصيف فستشعر بالهدوء والراحة رغم انها تقع في مناطق عمرانية مزدهرة ومع انها مكان للسكن لكنها تظهر للزوار مناظر فنية خلابة مختلفة المزايا متناسقة الترتيب بجبالها الاصطناعية المتناثرة واشجارها الخضراء وبركاتها الصافية المياه فيتصور الزوار كانها صورة مجسمة او كأنها متحف للثقافة التقليدية الصينية يمكن ان يتمتع الزوار فيه بفن الخط الدقيق والرسم الرائع وفن المناظرالمنمنمة للاشجار والجبال والنباتات كما يمكن للزوار ان يشاهدوا فيه الاثاث القديمة الطراز ومختلف الاشجار الثمينة والازهار النفيسة.

في الحقيقة كان الناس في مدينة سو تشو يبنون حدائقهم معتمدين على ذكائهم و مستخدمين اساليب المقارنة وابراز الجمال والمقياس واظهار الطبقات والاستعانة بالمناظر واسلوب ابراز الاشياء الكبيرة من بين الاشياء الصغيرة واظهار الاشياء القليلة بدلا من الاشياء الكثيرة وغيرها من الاساليب الفنية في بناء الحدائق البستانية بحيث تكون الجواسيق والقصور والبيوت والاحجار والجبال والاشجار والازهار والبرك متجمعة بصورة منسقة ومنسجمة تخلق ظروفا طبيعية مريحة للسكن في المدن.