لقد عكست الحدائق البستانية بمدينة سوتشو قد عكست بتصاميمها الدقيقة واسلوب بنائها الرائع ميزات الثقافة الصينية المتمثلة في إنبعاثها من الطبيعة إلى ما وراء الطبيعة وأدرجت حدائق مدنية سو تشو في "قائمة التراث العالمي" وعند تقدير لجنة التراث العالمية للحدائق البستانية في مدينة سو تشو ذكرت انه لا توجد اى حديقة بستانية يمكنها اظهار ميزة التصميم الفني للبساتين القديمة التقليدية في الصين مثل حدائق مدينة سو تشو.
ومنذ أواخر عهد اسرة تشينغ الملكية حتى قبيل انشاء الصين الجديدة تجاوز عدد الحدائق البستانية المتهدمة على عدد الحدائق الحديثة البناء حيث تعرضت معظم الحدائق للخريب بسبب عدم أجراء الترميم والاصلاح لها وباتت خالية ومقفرة. ولكن خلال السنوات الخمسين الاخيرة تقريبا دأبت مدينة سو تشو على ترميم وحماية هذه الحدائق وقد تم حتى الآن ترميم اكثر من سبعين حديقة لاستعادة ملامحها الاصلية.
وابتداء من ثمانينات القرن العشرين المنصرم تشكلت في مدينة سو تشو على التوالى مصلحة الحدائق البستانية وجمعية ومركز البحوث ودار التصاميم والمتاحف المعنية بهذه الحدائق ومدرسة الفن البستاني ومؤسسة انشاء الحدائق البستانية ومؤسسة صنع الالمناظر المنمنمة للاشجار والجبال كما بني مستودع الآثاث الكلاسيكية وبنيت ايضا قاعدة التحريج وانشئت ايضا مؤسسة الخدمة السياحية. كما تم اجراء الاستقصاء الدقيق لجميع الحدائق المعروفة فى المدينة المشهورة وبالتالي تم جمع كمية من المعلومات المكتوبة والمصورة والمرسومة.
وفي شهر ابريل من عام1997 طبق في الصين رسميا اول قانون محلى لحماية الحدائق البستانية اى" قانون حماية حدائق سوتشو وادارتها". ومن اجل الحفاظ على الملامح الخارجية الاصلية للحدائق نقل 27 مصنعا من اماكنها الاصلية القريبة من البساتين وهدمت بنايات احتلت مساحتها اكثر من10000 متر مربع وكانت مبنية بجوار الحدائق.
وخلال الفترة من االاربعينات حتى الثمانينات من القرن العشرين لم يبن حديقة جديدة خاصة واحدة بسبب الحروب والحظر الحكومي ولكن خلال التسعينات بدأت مجموعة من أغنياء مدينة سوتشو بناء الحدائق والسكن فيها تحت تشجيع حكومة المدينة فظهرت علي التوالي دفعة من مناطق القصور والحدائق الخاصة مثل حديقة تونغ فانغ وحديقة جيانغ فينغ.
وأما أول من بدأ في بناء حديقة خاصة فهو رجل اعمال منحدر من عائلة فلاحية اسمه تشين جين قين. حيث بدأ عام 1988 بانفاق اموال كبيرة لشراء مواد بستانية اصلية نفيسة ونظم مجموعة من الفنيين والمهندسين النبغاء وبعد عشر سنوات من الجهود تم بناء حديقة اسمها جينغ سى يوان.
إن إنعقاد مؤتمر التراث العالمي قد رفع حماس اهالي مدينة سو تشو في بناء الحدائق البستانية وحمايتها. فخلال السنتين الاخيرتين تم في المدينة بناء مائة من الحدائق الصغيرة التي تحتل مساحة كل واحد منها اكثر من 500 متر مربع وتوجد فيها الجواسق والقصور والبركات والجبال الاصطناعية والاشجار والنباتات الاخرى.
"ان الحدائق البساتينية تتهدم في ايام الحروب وتكثر في زمن السلم والازدهار ومن المؤكد ان بساتين مدينة سوتشو ستستقبل مرحلة ازدهارها" هذا ما قاله مدير مصلحة ألحدائق البستانية شيوى ون تاو.