بيت تقليدي لآهالي آي ني
زار مراسل اذاعتنا مؤخرا قرية صغيرة يقطنها اهالى آى نى بمقاطعة يوننان جنوب غرب الصين اسمها يوا دنغ ويسكن فيها سبعون اسرة فقط. ان اهالى آى نى ينتمون الى قومية هانى التى تعد من اكبر الاقليات القومية الصينية ويبلغ عدد سكانها حوالى مليون ومائتين وخمسين الف نسمة. وتكتظ قومية هانى رئيسيا فى مقاطعة يونان جنوب غرب الصين.
لم يدخل مراسل اذاعتنا مدخل هذه القرية الصغيرة حتى سمع اغانى قومية آى نى التى يغنيها اهالى القرية كبارا او صغارا رجالا او نساء عند مدخل القرية لاستقبال الضيوف. رغم ان مراسل اذاعتنا لا يعرف معنى كلمات الاغانى ، ولكنه تاثر جدا بحماسة اهالى القرية ووجوههم المبتسمة واغانيهم الرائعة .
استقبل عمدة القرية تشين ده لان مراسل اذاعتنا عند مدخل القرية . واعجب المراسل اعجابا شديدا بملابسه وزينته خاصة القبعة والملابس المصنوعة من لحاء الاشجار، كانه عاد توا من الصيد . ورجح مراسل اذاعتنا ان عمدة القرية اراد ان يستعرض له حياة اهالى آى نى القديمة بهذا الشكل المتميز .
ان مراسل اذاعتنا قد عرف قبل مجيئه الى هذه القرية ، ان معظم القرى مبنية فى المناطق الجبلية وشبه الجبلية الواقعة على ارتفاع ما بين الف متر او الفين وخمسين مترا عن سطح البحر. وكان اهالى آى نى يعتمدون على الصيد لكسب زرقهم ، ولكن فى الوقت الحاضر، يمارس اهالى آى نى رئيسيا الزراعة ، فتوجد مساحات واسعة من الحقول المدرجة داخل هذه القرى.
قدم عمدة القرية تشينغ ده لان احوال قرية يوه دنغ الى مراسل اذاعتنا اذ قال:
" توجد اربع وسبعون اسرة فى قرية يوه دنغ من اهالى آى نى، واجمالى عدد افرادها ثلاثمائة وسبعون شخصا. وتتركز مصادر دخلهم المالية رئيسيا على زراعة المطاط . ولكن في الماضى، كانوا يمارسون الزراعة و قطع الاشجار. وبدأنا نعتمد على زراعة المطاط منذ تحويل الاراضى المزروعة الى
غابات فى عام 1996. ونسكن الان فى المبانى التى تم اصلاحها . وفى الايام الماضية ، كنا نعيش داخل ابراج الخيزران، نربى الدجاج والدواجن الاخرى فى الطابق الاول من البرج، ونسكن فى الطابق الثانى. فنحن الجيل الثالث الذى يعيش داخل هذه الابراج الصغيرة.
حينما دخل المراسل قرية يوه دينغ ، وجد الحقول المدرجة واسعة مثل البساط الاخضر امام القرية ، والمنحدرات الجبلية وراء القرية مغطاة بالشجيرات ، وزرعت الاشجار المتنوعة حولها ، منها اشجار البالما والخيزران وشجر الكمثرى وشجر الخوخ وشجر البرقوق وغيرها . وفى ميدان قرب قرية يوه دينغ، نصب عمود ارتفاعه متران وقطر دائرته حوالى خمسة وعشرين سنتمترا. ويعتبر علامة مميزة لقرية قومية هانى.
وقال عمدة قرية يوه دينغ لمراسل اذاعتنا: ان الذين يبقون داخل القرية هم النساء. والرجال فى اغلبية الاسر قد خرجوا للعمل فى المدن . فنساء قومية آى نى مجتهدات للغاية ، لانهن لا يمارسن الاعمال المنزلية ورعاية الاولاد والمسنين وزراعة الاراضى فحسب، بل يحبكن الملابس بانفسهن. وجدير بالذكر ان هذه الملابس مزينة بالاقمشة الملونة ومطرزة برسومات متنوعة بالاضافة الى السلاسل الفضية والعملة الفضية والكرات الفضية المعلقة عليها .
مدرسة يوه دينغ المدرسة الوحيدة داخل هذه القرية . فيذهب اطفال القرية الى مكان آخر للدراسة بعد انتهاء دراستهم فى الفصل الثالث . المعلم تشين جيو جيان ومدير المدرسة هو مثقف عالى المستوى داخل هذه القرية .وقال لمراسل اذاعتنا انه ظل يدرس هنا لعشرين سنة ، وفى الايام الماضية ، كان تلاميذه يحبون حكايته عن العالم الخارجى . ولكن فى الوقت الحاضر، هو يشعر بخيبة الامل لان السياح يتوافدون اكثر فاكثر الى هذه القرية الصغيرة ، فلم يعد تلاميذه يتلهفون الى الاستماع الى حكايته عن" العالم الخارجى. " اذا قال:
"فى الماضى لم تكن هناك نشاطات سياحية فى قريتنا . وبعد تطويرنا السياحة، اصبحنا اغنى من الايام الماضية ، وتستخدم كل الاسرة الكهرباء وتمتلك الاجهزة الكهربائية المنزلية و احواض غاز الميثان وغيرها. وعلاوة على ذلك، تقع قريتنا داخل محمية طبيعية على مستوى الدولة، فيمكنك رؤية الفيل والفهد والثور البرى وغيرها من الحيوانات . فاصبحت هذه القرية تدريجيا قرية سياحية ياتى اليها السياح للتمتع بالعادات والتقاليد الشعبية لقومية آى نى. "
فى الوقت الذى تتقدم فيه قرية آى نى نحو الحداثة ، اصبحت التقاليد والعادات الشعبية اعز مع مر الايام. وبالنسبة الى ملابس الصيد التى يلبسها عمدة القرية ، فاصبحت من المشاهد المسرحية الاحب لدى السائحين لتصويرها.
وعندما خرج مراسل اذاعتنا من قرية يوه دينغ ، صادف عدة اطفال عند مدخل هذه القرية. واهداهم المراسل بعض الاقلام ، فشعروا بفرح وسرور بالغين. وقال المراسل لنفسه ان هولاء الاطفال يحبون العالم الخارجى المتنوع المضامين ، ولكن اهل الحضر الذين يعيشون داخل المدن لمدة طويلة ، يفضلون المجىء الى هذه القرى الصغيرة للتمتع بهدوءها وجمالها.