يحب التجار المسلمون ممارسة مهنة الجزارة وإدارة المطاعم وغيرهما على مدار أجيالهم بتاثير من عاداتهم التقليدية في الطعام ومواقعهم السكنية. ويوجد حاليا كثير من المسلمين يديرون مطاعم إسلامية ويبيعون لحوم الابقار والاغنام والخضروات والفواكه في مختلف مناطق الصين. وجدير بالذكر أن محلات الجزارة في منطقة نينغشيآ الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة تعود كلها تقريبا للمسلمين المحليين. هناك كلام قديم يتردد دائما بين المسلمين يقول: للمسلمين سكّينان يستخدم أحدهما لذبح الاغنام ويستعمل الآخر لقطع حلاوة الارز اللزج الممزوج بالمطيبات والمكسرات. ويعكس هذا الكلام بشكل واقعي خصائص التجارة لدى المسلمين الصينيين. وجدير بالذكر أنه أقيمت في المنطقة المعروفة بإسم لاو خه تشياو الواقعة بين مدينتي لينغ وو ووو جونغ بمنطقة نينغشيآ أكبر سوق في منطقة شمال غربي الصين لبيع لحوم الاغنام والابقار بالجملة، وتبلغ مبيعاتها أكثر من عشرين مليون يوان صيني سنويا. كما أقيمت في حي لي تونغ بمدينة وو جونغ أكبر سوق أيضا في شمال غربي الصين وهى خاصة لبيع المنتجات الزراعية، وكلما فتحت في أيام منتظمة أصبحت هذه السوق مزدحمة بعشرات الآلاف من الناس الذين يبيعون ويشترون منتجات مختلفة وبضائع متنوعة. ويمكن أن يتذوق الزائر في هذه السوق مختلف الاطعمة الاسلامية التقليدية في منطقة نينغشيآ ويشترى المنتجات المحلية المختلفة والبضائع المصنوعة في المناطق والمقاطعات الاخرى، ويمكنه أن يلمس أيضا خصائص قومية هوي المسلمة المميزة المحلية ...
تعتبر الصناعة اليدوية احد أهم القطاعات الاقتصادية لقومية هوي المسلمة وجاء في السجلات التاريخية أن العمال المسلمين القادمين من شرقي الصين هم من أوائل السكان الذين شكلوا قومية هوي المسلمة. وكانوا يعملون حينذاك بشكل خاص في خدمة الجيش أوعوائل مسئولي الحكومة ولا يقومون بأعمال الانتاج المستقل أو يبيعون منتجاتهم مباشرة، غير أنهم أرسوا أساسا جيدا لتطوير الصناعة اليدوية لقوميتهم. وخلال التطور التاريخي نشأت محلات صغيرة عديدة للصناعة اليدوية لابناء قومية هوي المسلمة تقوم بتصنيع وانتاج المنتجات الجلدية والاقمشة الوبرية واللوازم اليومية الاخرى. وجدير بالذكر أن مهارتهم الفنية لانتاج العطور والعقاقير والمنتجات الجلدية كانت تتمتع بمستوى مرتفع مرموق، وما زال إناء الحساء البرونزي والازياء القومية الخاصة والسجاجيد المزخرفة والزينات الصغيرة المتنوعة تحظي حتى الان بحب وإقبال أبناء قومية هوي المسلمة والقوميات الأخرى التي تعتنق الدين الاسلامي .
توفر سياسة الاصلاح والانفتاح وإستراتيجية تنمية غرب الصين فرصا سانحة وظروفا صالحة لنمو أقتصاد قومية هوي المسلمة. ومنذ تطبيق سياسة الاصلاح في الصين حقق الاقتصاد المحلي في منطقة نينغشيآ نموا سريعا ويرجع أهم أسباب ذلك الى أن أبناء هذه القومية أنتهزوا الفرصة السانحة في ظل الوضع الجديد لتطوير ميزتهم المتفوقة في ممارسة التجارة. وجاء في أحصاء أن النسبة بين عدد المسلمين العاملين في قطاع التجارة في نينغشيآ في السنوات الاخيرة وبين إجمالي عدد سكان هذه المنطقة تتجاوز بكثير نفس النسبة للقوميات الصينية الأخرى.
وحتى الان ما زال أتجاه نمو الاقتصاد المحلي في نينغشيآ يتركز على وراثة القطاعات التقليدية المتفوقة وتطويرها. ومن بين هذه القطاعات التقليدية :
أولا:أنتاج المنتجات الزراعية الجانبية الاسلامية والصديقة للبيئة. فمعظم المناطق المكتظة بالسكان المسلمين في منطقة نينغشيآ لم تتعرض للتلوث الصناعي وظلت صالحة لتنمية قطاع الزراعة الحيوية وأنتاج المنتجات الزراعية العضوية. ويطور المسلمون المحليون في نينغشيآ هذه الميزة المتفوقة لانتاج المنتجات الزراعية الجانبية الاسلامية والصديقة للبيئة كلحوم الاغنام والابقار التي ظلت تحظى بترحيب وإقبال من المواطنين المحليين وتتمتع بشهرة كبيرة وسمعة جيدة أيضا في مناطق الصين الأخرى حتى أن العرض دائما لا يكفي الطلب في بعض المدن الصينية الكبرى ....
ثانيا: تنمية أعمال التجارة والمطاعم. ومن بين الانشطة التجارية التي يمارسها المسلمون في نينغشيآ أنتاج الاطعمة والمشروبات والادوات القومية الخاصة والمنتجات المحلية والزراعية والاشغال اليدوية. ويعتبر قطاع المطاعم أكثر القطاعات ازدهارا بين الانشطة التجارية المذكورة ويبلغ عدد المطاعم الاسلامية الموجودة حاليا في منطقة نينغشيآ أكثر من ستة آلاف مطعم، كما تحقق المنتجات ذات الخصائص القومية الاسلامية تطورا مستمرا وتشهد رواجا كبيرا حتى في المقاطعات والمناطق الاخرى.
ثالثا: تنمية السياحة. تعتبر الثقافة الاسلامية لقومية هوي المسلمة إحدى أهم الخصائص السياحية المميزة في منطقة نينغشيآ وأصبحت المساجد وقاعات الصلاة والعمارات الاسلامية الفريدة والبيوت المحلية في مختلف البلدات والمحافظات داخل المنطقة من أهم المواقع السياحية ذات الثقافة القومية الخاصة في نينغشيآ. وألى جانب ذلك كانت المنطقة في قديم الزمان مقرا لدولة شي شيآ ذات الحضارة العريقة الحافلة ويصف كثير من السياح مقبرة ملك هذه الدولة في نينغشيآ بأنها" أهرام شرقية " والى جانب ذلك توجد في نينغشيآ كثير من المناظر الطبيعية الجميلة كبحيرة شاهو وموقع شا بوه تو ومدينة شي شيآ للانتاج السينمائي والتلفزيوني ومصدر نهر جينغ خه وبحيرة لاو لونغ والتضاريس العجيبة في قرية هو شي والبحيرة العجيبة في دانغ جيا تشآ وغيرها وتجذب هذه المناظر عشرات الالاف من السياح القادمين اليها من مختلف المناطق الصينية ودول العالم كل سنة لزيارتها .