مناظر داخلية لجناح تشانغ تشون
ينتمي جناح تاي جي إلى الأجنحة الغربية الستة، ويوجد شماله جناح تي يوان وجناح تشانغ تشون، إنه دار مكوّنة من ثلاثة صفوف ومكان سكنت فيه زوجات ومحظيات الأباطرة في عهدي أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين. إنه هادئ وأنيق. وكان اسمه جناح وي يانغ في بداية إنشائه في عهد أسرة مينغ الملكية. وعن هذا الجناح قصة: في عهد أسرة مينغ الملكية هناك فتاة ولدت في جنوب حوض نهر اليانغتسي، وفي صغرها بسبب فقر عائلتها بيعت الى خصي بمدينة هانغتشو. وبعد بلوغها أرسلها الخصي الى البلاط للمشاركة في منافسات اختيار المحظيات، وأخيرا اختيرت فعلا، وأصبحت محظية لامبراطور شيان تسونغ في عهد أسرة مينغ الملكية. وكانت السيدة شاو غير مرتاحة في بداية دخولها الى القصر. وفي ذلك الحين كانت محظية الامبراطور شيان تسونغ السيدة وانغ طاغية في القصر، ولا تتجرأ محظية على منافستها في كسب ود الامبراطور. درست السيدة شاو الشعر منذ صغرها، وقيل إنها كانت تخطط ألف قصيدة لأسرة تانغ الملكية الصينية. وعندما كانت تنشد قصيدتها الجديدة عن أوراق الشجر الحمراء ذات عصر، سمعها الامبراطور الذي كان يتجوّل في الحديقة الامبراطورية. وتأثّر الامبراطور شيان تسونغ بموهبتها الأدبية وجمالها، وبدأت تحظى بحبّ الامبراطور وصارت محظية تشين وسكنت هنا. وبعد فترة أنجبت ولدا وارتقت الى مرتبة محظية عليا. ولكن لم يمض وقت طويل حتى توفّي زوجها الامبراطور، واعتلى الامبراطور شياو تسونغ العرش، حيث اختير ابنها الأمير شينغ للسفر الى مستعمرة هوبي جنوب الصين، ولم تستطع مرافقته واضطرت الى فراق ابنها. وتوفّي ابنها بسبب مرض في هوبي بعد اثنتين وثلاثين سنة، فظلت المحظية شياو تبكي كل يوم، وبعد سنتين أصبحت مكفوفة. وتوفّي الامبراطور شياو تسونغ من جراء مرض بعد خمس عشرة سنة من اعتلائه العرش. ولم يكن له ابن ولا شقيق، لذلك قرّر الوزراء أن يعتلي تشو هو تسونغ - ابن الأمير شينغ، حفيد المحظية شياو العرش، وهو الامبراطور جا جينغ. عندما جاء الامبراطور جا جينغ الى جدته الشمطاء والمكفوفة، بكت المحظية شياو مرحا. وبعد اعتلائه العرش عيّن الامبراطور جا جينغ جدته شاو الامبراطورة الأم. وأمرت بعدم الذهاب الى جنوب حوض نهر اليانغتسي لاختيار وصائف. وبعد وفاة الامبراطور الأم شاو غيّر الامبراطور جا جينغ اسم المكان الذي سكنت فيه جدته وولد والده فيه الى "جناح تشي شيانغ".
شمال جناح تاي جي جناح تي يوان. كان هذا الموقع باب يسمى "تشانغ تشون"، وتم ترميمه وأصبح يشكله الحالي في أواخر عهد أسرة تشنيغ الملكية. ويبرز الجزء الشمالي من الجناح، وإن الجزء البارز منه كان مسرحا. ما زالت في المدينة المحرّمة الحالية خمسة مسارح، وهذا واحد منها كان مخصصا للامبراطورات والمحظيات. وبمناسبة عيد ميلاد الامبراطورة الأم تسي شي الخمسين في اليوم العاشر من أكتوبر القمري الصيني عام 1884، بدأ تقديم عروض هنا قبل ذلك بخمسة أيام، واستمرت تلك العروض لأكثر من نصف شهر. وفي الأيام العادية ومن أجل التسلية والترفيه أمرت الامبراطورة الأم تسي شي صغار الخصيان أو الموهبين في فنون السمر الشعبي بالعاصمة بتقديم عروض. ودعت الأمراء والوزراء وزوجاتهم الى القصر لمرافقتها في مشاهدة العروض.
وشمال جناح تي يوان جناح تشانغ تشون. وكانت الامبراطورة شياو شيان زوجة الامبراطور كانغ شي تسكن فيه. وبعد وفاة الامبراطورة شياو شيان أمر الامبراطور كانغ شي بعرض زيناتها وحاجاتها اليومية هنا، كما عُلّقت صورتها هنا في الأعياد إحياء لذكراها.
وفي الممر حول جناح تشانغ تشون عُلقت لوحات جميلة مغطاة بالزجاج على الجدار. واستوحيت هذه اللوحات كلها من الرواية الكلاسيكية الصينية المشهورة "أحلام القصور الحمراء". قيل إن الامبراطورة الأم تسي شي كانت تحبّ مطالعة هذه الرواية كثيرا، وتم رسم هذه اللوحات بموافقتها وباقتراح من المحظيتين جين وتشين – محظيتي الامبراطور قوانغ شوي. إن هذه اللوحات الحية تجسد جوهر حضارتنا التقليدية.