منذ دخول أواخر يونيو خيمت على شوارع مدينة تشينغ داو طبقة رقيقة من الضباب كأن المدينة لبست طبقة رقيقة من الستر وتختفي جميع الكائنات الموجودة في شوارع المدينة مثل الأشجار والبنايات والمارة والسيارات وراء الضباب المبلل حتى لا يستطيع الناس رؤيتها من بعد مسافته مائة متر وإن المناخ المنعش المعتدل لا يشعرالناس بأنهم يعيشون في فصل الصيف الحار.فأصبحت مدينة تشينغ داو التي تشهد 50 يوما من الضباب في فصل الصيف من كل سنة مدينة الضباب تطابق واقع الحال.
والمعروف لدى الجميع أن لندن تلقب ب" عاصمة الضباب" في العالم إذ إنها تشهد حوالى سبعين يوما من الضباب في السنة. وكذلك مدينة تشونغ تشينغ الصينية وهي تلقب ب" مدينة الضباب" أيضا لموقعها الجغرافي الذي هو عبارة عن الحوض. أما مدينة تشينغ داو فتدخل أيام الضباب عادة فيما بين شهرى مايو و أغسطس كل سنة حيث تبلغ أيام الضباب بالمعدل 53 يوما وكان أطول مدة لأيام الضباب في السنة في التاريخ قد بلغ مائة وأربعة وعشرين يوما وأقلها 38 يوما وكان أطول مدة ضبابية قد إستمرت 9 أيام متتالية منها 5 أيام ظل الضباب مخيما على كل الشوارع طول اليوم. وخاصة شهدت مدينة تشينغ داو تكرار ظهور الضباب البحري هذا العام أكثر عن الأعوام الماضية.إذ فى الفترة ما بين يوم23 إلى يوم30 من يونيو ظلت مدينة تشينغ داو تعيش في الجو الضبابي لثمانية أيام متتالية وفي اليوم 26 كان مدى الرؤية في أحياء المدينة 50 مترا فقط وفي اليوم 28 كان مدى الرطوبة يقارب 100 في المائة.
قال لي ده بينغ كبير المهندسين في محطة الأرصاد الجوية بمدينة تشينغ داو إن الضباب المخيم على مدينة تشينغ داو يختلف عن الضباب المخيم على مدينة لندن إذ ضباب مدينة لندن ينتمي ألى الضباب الإشعاعي أما تسعون بالمائة من ضباب مدينة تشينغ داو فهو ينتمي إلى الضباب المنتقل الأفقي أو يسمى بالضباب البحرى لأن هذا الضباب ينتقل أفقيا من سطح البحر إلى البر.
الإنتشار الضبابي البحري على مدينة تشينغ داو المطلة على البحر للأيام المتتالية يجعل مناخ هذه المدينة منتعشا أكثر ويجعل معدل درجات الحرارة بالمدينة في فصل الصيف يراوح في 23.3 درجة مئوية. طبعا أن الرطوبة البالغة في أيام الضباب تشعر الناس غير مرتاحين وعلم أن معدل درجات الرطوبة النسبية بمدينة تشينغ داو في شهرى يونيو ويوليو يبلغ 71 في المائة ودرجة الرطوبة الصغرى 63 في المائة.