في ليلة قبل أيام رفعت قاطرتان صغيرتا الحجم جديدتان كل الجدة إلى عربة حاملة ضخمة لنقلهما من مصنع القاطرة ببكين إلى ميناء تيانجينغ ثم نقلهما بسفينة إلى تايوان ولذلك أقبل كثير من عمال المصنع تلقائيا إلى هاتين القاطرتين اللتين صنعوهما خصيصا لتايوان من أجل توديعهما وأخذ الصور معهما للذكرى.
وعلم مراسلنا من المصنع أن هاتين القاطرتين قد وصلتا إلى تايوان وكان نائب مدير المصنع والمهندس العام تشانغ جيان تشونغ قد وصل إلى تايوان أيضا لحضور مراسم تسليم القاطرتين.
وقبل مغادرته بكين قابل المهندس العام تشانغ مراسلنا حيث عرفه بالتفصيل أحوال إنتاج هاتين القاطرتين في مصنعه من أجل تايوان لأول مرة. إذ قال " عرفت في سبتمبر عام 2002 وكيلا تايوانيا للقاطرة جاء إلى بر الصين الرئيسي لشراء القاطرة المناسبة لأنه عرف أن القاطرات المستعملة في بر الصين الرئيسي مصنوعة محليا ممتازة النوعية وذات مستوى عالمي بينما لا تقدر تايوان على إنتاج القاطرة. وإن مصنعنا يتحلى بتاريخ طويل يرجع إلى مائة سنة لإنتاج القاطرة فتحقق التعاون بينه وبين مصنعنا بطبيعة الحال." ومضي تشانغ يقول إننا من أبناء الصين ونتكلم نفس اللغة، لذلك لا عرقلة بيننا في المحادثة وتبادل الآراء. فقط بسبب القيود المتنوعة التي فرضتها سلطات تايوان على منتجات البر الرئيسي وجدنا صعوبات أثناء عمليات الإنتاج والبيع.
ومضي تشانغ يقول إن المناقصة حول هذا المشروع تسع مرات وأخيرا حصلنا على هذا المشروع. وبدأنا عملية التصميم لهذا المشروع بعد توقيع الإتفاق بين جانبينا في الثلاثين من سبتمبر عام 2003 وفي إبريل هذا العام أنجزنا جميع التصميمات لهذا المشروع وتم صنع القاطرتين خلال أكثر من شهرين وإجتازت القاطرتان كل الاختبارات من قبل تجار تايوان.
وعلم أن مصنع القاطرات ببكين ظل ينتج نوعا آخر من القاطرة و لم ينتج مثل هذا النوع من القاطرة الصغيرة الحجم التي تسير على القضيبين اللذين تبلغ المسافة بينهما 1.067متر لأن المسافة بين القضيبين في البر الرئيسي 1.435 متر. لذلك هناك إختلافات كثيرة في صنع هاذين النوعين من القاطرات. ومع أن إنتاج القاطرتين المذكورتين الذي تبلغ كلفته سبعمائة وعشرين الف دولار أمريكي ليس من المشاريع الكبيرة غيرأن مصنعنا أولى إهتماما كبيرا به. إذ أثناء صنع القاطرتين إخترنا قطع الغيار والأعتدة الجيدة التي بلغت نوعيتها المستوى العالمي المتقدم، حتى إن المفتاح المجهز في القاطرة الذي إختارناه يحمل الماركة العالمية المشهورة.لأننا نعرف أن هاتين القاطرتين ستسيران في تايوان وتعبران عن عواطف عمال البر الرئيسي نحو أبناء تايوان، والأهم من ذلك نستطيع عبر إنتاج هاتين القاطرتين فتح أسواق جديدة لمنتجاتنا أثناء دخولها مجال مواصلات السلك الحديدية في المدن .
وفي ختام المقابلة أخبر تشانغ المراسل أن وكيلا في تايوان عبر قبل أيام عن أمله في إشتراك مصنع القاطرات ببكين في مناقصة أعلنتها هيئة ائتمانية في تايوان حول إنتاج 154 قاطرة.