أعلن مهعد بحوث الجيوفيزياء التابع لجامعة المكسيك الوطنية مؤخرا أنه اكتشف مع جامعة تكساس الأمريكية وجامعة بريمن الألمانية فوهة بركان يطلق الأسفلت في قاع بحر يقع على عمق أكثر من ثلاثة آلاف متر تحت سطح البحر بخليج المكسيك، وهي المرة الأولى التي تجري فيها بحوث في المياه العميقة.
حسب البيان الصادر عن فرقة البحوث المكسيكية فإن مكان الاكتشاف يقع تحت سطح البحر بأكثر من ثلاثة آلاف متر، كما وجدت مجموعات أحياء كثيفة قرب فوهة البركان بما فيها جراثيم تعتمد في بقائها على مواد كيماوية تطلق من بركان الأسفلت ورخويات وقشريات تعيش على هذه الجراثيم كطعام، مشكلة سلسلة أحيائية فريدة.
قال المعهد إن هذا الاكتشاف سيتميز بمغزى له ثلاث نواح، الناحية الأولى هي الاكتشاف الجغرافي، حيث لم يكتشف أي بركان من هذا النوع في الماضي، والناحية الثانية هي الاكتشاف الأحيائي حيث تم العثور على مجموعات أحيائية كثيفة تعتمد في بقائها على الأسفلت في قاع البحر وذلك سيقدم للناس جينات أحيائية وموارد دوائية ثمينة، وبالإضافة إلى ذلك وجدنا أيضا الميثان بشكل بلورات، وهذا دليل على أن الميثان في هذه المنطقة مازال في وضع مستقر ولم يشكل بعد خطرا على الأوزون في الجو.
أوضح المعهد أن فرقة البحوث المكونة من باحثي الدول الثلاث أطلقت على هذا الكشف تأثير بركان الأسفلت الذي انطلق عادة بمجرد انكسار الرواسب في قاع البحر.
أشار المعهد إلى أن هذا التأثير قد ظل موجودا لمدة ملايين السنين، وشكل خزان ميثان هائلا في قاع البحر، وإذا فقد الميثان وضعه المستقر واختلط بالطبقة الهوائية فسيؤدي إلى تدمير خطير لطبقة الأوزون، ولكن جراثيم الكبريت وجراثيم الميثان حول فوهة البركان المسماة بفتحة المدخن تستهلك هذا الغاز مشكلة حاجزا لحماية الطبقة الهوائية.
وقال المعهد: إننا لم نتمكن حتى الآن من معرفة الحجم الاحتياطي للهيدروكربون تحت قاع البحر على وجه التحديد، ولكننا نعرف حقيقة وهي أنه بسبب ضغط الرواسب المتدفقة إلى قاع البحر في هذه المنطقة، ظل الأسفلت والميثان يتسللان إلى الخارج مثل معجون الأسنان المضغوط، وذلك يدل على وجود حجم كبير من المواد المعدنية الهيدروكربونية في قاع البحر، وباستطاعة المكسيك حاليا على استخراج النفط من عمق ألف متر فقط تحت سطح البحر، أما تقنية استخراج النفط من عمق أكثر من ثلاثة آلاف متر تحت سطح البحر فتحتاج إلى خمس عشرة سنة من البحوث.