أشار خبراء برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة (الأيدز) مؤخرا إلى أن انتشار الأيدز لم يقل في العالم، وحققت أعمال السيطرة على انتشار الأيدز وتعزيز علاج المصابين تقدما محدودا فقط.
وأشارت نائبة المدير التنفيذي للبرنامج المذكور إلى أنه منذ عقد الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر مرض الأيدز في برشلونة الأسبانية في يوليو عام 2002 ظهر تسعة ملايين من حاملي فيروس مرض الأيدز في العالم وتوفي أكثر من خمسة ملايين مصاب بالأيدز. وأظهرت أحدث معلومات دقيقة أن العالم مازال يواجه تحديات صارمة من حيث الوقاية من انتشار الأيدز وتعزيز علاج المصابين.
وأشار التقرير السنوي لحالات الإصابة بمرض الأيدز عام 2004 في العالم الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الأيدز في السادس من يوليو الحالي أشار إلى أن هناك 38 مليون حامل لفيروس مرض الأيدز، وتوفي مليونان و900 ألف شخص بسبب الأيدز. ودعا البرنامج حكومات دول العالم إلى الاهتمام بالوقاية من انتشار الأيدز وتجنب تدهور الأوضاع بعمل فوري.
وفي المناطق الإفريقية جنوب الصحراء حيث أصبحت حالات الإصابة بالأيدز خطيرة انتشر المرض بين متعاطي المخدرات وممارسي الدعارة وغيرهم من المجموعات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بل انتشر إلى المجموعات العادية. ازداد عدد المصابين ثلاثة ملايين شخص وتوفي مليونان و200 ألف مصاب بالأيدز في هذه المناطق في العام الماضي. وحتى الآن يوجد 25 مليون من حاملي فيروس مرض الأيدز في المناطق الإفريقية جنوب الصحراء ويشكلون 70 بالمائة من اجمالي عدد حاملي الفيروس في العالم ولكن يشكل عدد سكان المناطق هذه 10 بالمائة فقط من سكان العالم. وتجاوزت نسبة الإصابة بالأيدز 17 بالمائة في سبع دول بهذه المناطق وتجاوزت هذه النسبة 35 بالمائة في بعض الدول.
وقال التقرير إن آسيا التي يوجد بها عدد كبير من السكان تمر بمرحلة حاسمة للسيطرة على انتشار الايدز، حيث شكل عدد حاملي فيروس الأيدز أقل من 1 بالمائة في معظم الدول الآسيوية واقتصر انتشار الأيدز بين المجموعة الأكثر عرضة لخطر الإصابة فقط من ناحية ومن ناحية أخرى قد أصبحت هذه المنطقة من أسرع المناطق التي ينتشر فيها المرض، وظهر ربع المصابين الجدد في العالم في آسيا. في عام 2003 أصيب مليون ومائة ألف شخص بالأيدز في المنطقة الآسيوية وتوفي أكثر من 500 ألف مصاب بالأيدز ويوجد سبعة ملايين و400 ألف من حاملي فيروس الأيدز في هذه المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك لم تخف درجة انتشار مرض الأيدز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق أوروبا. وفي الدول الأوروبية والأمريكية المتقدمة، مع انتشار العلاج انخفضت نسبة الوفاة بسبب الأيدز بشكل كبير. ولكن تراخي حذر بعض الناس وتقاسم حقن المخدرات والدعارة والشزوز الجنسي أدى إلى ارتفاع عدد المصابين الجدد بالأيدز في كثير من الدول المتقدمة.
وتعقد الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر مرض الأيدز العالمي خلال الفترة ما بين الحادي عشر إلى السادس عشر من الشهر الحالي ببانكوك العاصمة التايلاندية، ويحضر المؤتمر 17 ألف مندوب من أكثر من 160 دولة ومنطقة بالعالم بمن فيهم مسؤولو الحكومات والعلماء والعاملون في الحقلين الطبي والاجتماعي.