الطاؤوس يطير الى جنوب الشرق
إن آلة كونغ هو آلة وترية نقرية صينية قديمة، يرجع تاريخها الى ما قبل أكثر من ألفي سنة. وانتشرت هذه الآلة من القصور الملكية الى عامة الناس في تاريخ الصين القديم. فتقول قصائد شعر قصصي صيني طويل كتبت قبل 1700 سنة بعنوان:"الطاؤوس يطير الى جنوب الشرق":"استطاعت الفتاة نسج الأقمشة في الثالثة عشرة من عمرها، وتعلمت تفصيل الثوب في الرابعة عشر من عمرها، وعزفت آلة كونغ هو في الخامسة عشر من عمرها، وقرأت القصائد في السادسة عشرة من عمرها." ويبرهن ذلك أن الصينيين القدماء في ذلك العصر كانوا معجبين جدا بهذه الآلة. وفي أسرة تانغ الملكية، وصل العزف على آلة كونغ هو الى مستوى عال جدا. لكن منذ أواخر القرن الرابع عشر توقف انتشار هذه الآلة القديمة حتى تلاشت في تيار التاريخ، وبعد ذلك لم يستطع الناس إلا رؤية رسومها في اللوحات الجدارية والمنحوتة.
ومنذ الخمسينات من القرن العشرين، عمل الموسيقيون الصينيون على دراسة وتصميم عدة أنواع من آلة كونغ هو، لكن هذه الآلات لم تنتشر بسبب عدم استكمالها. وفي أوائل الثمانينات صمم نوع جديد من آلة كونغ هو متكاملة التركيب وعذبة الصوت، وانتشرت بين أوساط الموسيقى باسم "آلة يان تشو كونغ هو". والآن نستمع الى مقطوعة معزوفة على "يان تشو كونغ هو" بعنوان:"خيزران حظية شيانغ"، ويصف لحنها المناظر الطبيعية الجميلة في غابة الخيزران بمقاطعة هو نان الصينية.
يشبه شكل آلة "يان تشو كونغ هو" شكل قيثارة الغربية، إلا أن ليان تشو كونغ هو صفّين من الأوتار، وفي كل صف ستة وثلاثون وترا، ويربط كل وتر بعصا صغير الى علبة الصوت، ويشبه شكل العصا شكل صف الوزات البرية الطائرة في السماء، لذلك يسميها الناس "يان تشو كونغ هو" أى آلة كونغ هو بعصا على هيئة صف الوزات البرية.
صوت آلة يان تشو كونغ هو عذب وجلي، متعدد الطبقات وقوي التعبير، له جاذبية لا تضاهيها الآلات الأخرى. والآن لنستمع الى مقطوعة من عزف ثنائي على آلة كونغ هو والمزمار الخيزراني العمودي بعنوان:"لوحة تشينغ مينغ شانغ هه".
أستوحيت هذه المقطوعة من لوحة صينية قديمة مشهورة تسمى "تشينغ مينغ شانغ هه"، تصور حياة عامة الناس وعاداتهم وتقاليدهم في مدينة بيان ليانغ عاصمة أسرة سونغ الشمالية الملكية قبل ثمانيمائة سنة.
الفتيات الحارات الصينيات
تستمعون الآن أعزائي الى أغنية بعنوان:"أفرح لك" من أداء فرقة غنائية شابة مكونة من أربع فتيات جميلات تدعى "الفتيات الحارات الصينيات". تخرجت فتيات الفرقة في كلية الموسيقى بمعهد الرقص بكين، وأرست دراستهن للموسيقى والرقص والأوبرا في المعهد حجر أساس متين لنجاحهن في وسط الغناء والعرض الفني. فأصدرت الفرقة أول ألبوم لها بعنوان "DJ للحب" عام 2002، ولفتت أنظار المستمعين وأعجبوا بأسلوبهن الشبابي وغنائهن الراقص وقوي التأثير. وهذه الأغنية التي تستمعون اليها الآن "أفرح لك" هى الأغنية الرئيسية في هذا الألبوم.
نستمع الآن أعزائي الى أغنية بعنوان:"المطر" من تأليف وأداء المطرب وكاتب الأغاني الشاب الراحل قاو فنغ. أصدر هذه الأغنية عام 2000 بعد عودته الى بكين من دراسته العليا في لندن. تتميز هذه الأغنية بلحنها اللطيف والمحزن، وتقول كلماتها الدقيقة والمؤثرة:"ذات يوم رأيتك عندما أمطرت السماء فجأة. لم تكن لك مظلة، فأعرتك مظلتي. ومنذ ذلك اليوم وجدنا آلاف الحجج وآلاف الأماكن للقاء وبقينا مع آلاف الذكريات. واليوم لا بد أن أسافر عنك، وسامحيني ، لا أريد أن أجعلك تبكين، قدري أن أتجول في العالم، فسامحيني."
تم تأليف هذه الأغنية وانتاجها في بريطانيا، وقال قاو فنغ إنها نتيجة تجربته الخاصة خلال دراسته في الخارج. وقال إنه درس في جامعة لندن لوقت طويل، وساعده الكثير من الأصدقاء مساعدة صادقة ومخلصة. وعندما غادرهم شعر بأنه لا بد أن يكتب أغنية لهم.
تتميز هذه الأغنية "المطر" بأسلوب الموسيقى الشعبية الأوربية. ويتحدث قاو فنغ عنها قائلا، إنه يريد ان يشعر المستمعون بأنها أغنية قديمة تذكرهم بالأيام الماضية.