ستجري مباريات البطولة الآسيوية الثالثة عشرة لكرة القدم في الفترة بين السابع عشر من يوليو الجاري والسابع من أغسطس المقبل في مدن بكين وجينان وتشينغدو وتشونغتشينغ الصينية. في بطولة كأس أوربا لكرة القدم تأهّل الفريق البرتغالي المستضيف للمباريات النهائية. ويتمنى الفريق الصيني الآن تحقيق نتائج ممتازة في مباريات كأس آسيا لكرة القدم أيضا.
في بطولة كأس أوربا لكرة القدم التي انتهت قبل أيام فاز الفريق البرتغالي المستضيف بالمرتبة الثانية، وهذه أفضل نتيجة حققها الفريق البرتغالي في المباريات الدولية حتى الآن. ويرى كثير من الشخصيات في وسط كرة القدم الدولي أن فوز الفريق البرتغالي بمثل هذه النتيجة الممتازة يرتبط بخوضه هذه المنافسة على أرضه ارتباطا وثيقا.
وحدثت سوابق مماثلة في مباريات كأس آسيا لكرة القدم أيضا، حيث فاز الفريق الكوري والفريق الايراني والفريق الكويتي والفريق الياباني بالبطولات مستفيدا من أرضه وجمهوره عندما استضافت تلك الدول البطولة الآسيوية. وتحلّ مباراة كأس آسيا لكرة القدم لأول مرة في العام الجاري، ولا شك أن ذلك فرصة سانحة لتحقيق الفريق الصيني اختراقا في نتائجها. وحتى الآن كانت أفضل نتيجة حققها الفريق الصيني في مباريات كأس آسيا هي فوزه بالمرتبة الثانية عام 1984. وبهذه المناسبة حدد الاتحاد الصيني لكرة القدم هدفا للفريق الصيني، ألا وهو التأهّل للدول نصف النهائي على الأقل. بل أعرب كثير من المسؤولين بهذا الاتحاد عن أنهم يتمنون كثيرا فوز الفريق الصيني بالبطولة هذه المرة.
ويعرف المدرّب الرئيسي الهولاندي الجنسية للفريق الصيني أري هآن بوضوح آمال عشاق كرة القدم الصينيين للفريق الصيني. وفي نظره إن الضغوط ليست أمرا طيبا في أية حالة، لأنها تُعجز الفريق عن بلوغ مستواه الحقيقي %100.
وقبل أيام فاز الفريق الصيني على الفريق اللبناني ب6:1 في مباراة تجريبية لكأس آسيا، حيث أبدى مستوى طيبا. ولكن أري هآن نبّه أعضاء فريقه الى عدم الإفراط في الثقة بالنفس، بل يجب مواجهة كل خصم في مباراة كأس آسيا بجد. اذ قال:
"دائما ما تكون الاستعدادات الكافية للمباريات مفيدة في رفع الثقة بالنفس، ولكن قد تلعب دورا معاكسا في بعض الأحيان، مثلا قد يؤدي إفراط الفريق في الثقة بنفسه الى خسارة. وإن لم تكن الأوضاع الطيبة قبل المباريات أمرا حسنا دائما، وأخبر أعضاء الفريق بوجوب المشاركة الجادة في كل مباراة وإظهار أفضل أوضاعهم في المباريات، واذا فعلوا ذلك، سيحققون نتائج جيدة في المباريات بالتأكيد."
مع أن الاستضافة امتياز، ولكن يجب الاعتماد على القدرة الذاتية لتحقيق الانتصارات. وبخصوص مكانة الفريق الصيني لكرة القدم في آسيا فلأهل الاختصاص آراؤهم الخاصة. وأعرب السيد تشين تشينغ دا النائب السابق لرئيس اتحاد كرة القدم الآسيوي عن أن الفريق الياباني والفريق الكوري اللذان حققا نتائج ممتازة في كأس العالم لكرة القدم عام 2002 هما أعلى فريقين مستوى بآسيا في الوقت الحالي، ولا يزال هناك بون ما بين الفريق الصيني وبينهما. وأشار السيد تشين تشينغ دا الى نواقص الفريق الصيني الفنية قائلا:
"إن أكبر نواقص الفريق الصيني هو عدم الامتياز في المهارات الفردية والقدرات الفردية. وقدرات لاعبي الفريق الهجومية ضعيفة، فيصعب عليهم اختراق دفاع الخصم المحكم. مع أن جودة الهجوم على الخصم من أطراف الملعب لا بأس بها، ولكن الهجوم على الخصم عن الطريق الأوسط ضعيف ويفتقر الهجوم إدراك إيقاع اللعب. ومع أن الهجوم يكون سريعا، ولكن نسبة الأخطاء عالية جدا، وفي ناحية الدفاع يكون الظهير ضعيفا في ملأ الفراغ، ويفتقر الفريق الى قلب للهجوم والدفاع. لذلك يواجه الفريق الصيني صعوبات كبيرة جدا لدخول المرتبات الثلاث الأولى في مباراة كأس آسيا هذه."
ويبرهن موقف الاخصائيين ضرورة توخي الحذر لأن أداء الفريق الصيني قد لا يكون سلسا في منافسات كأس آسيا. ولكن لاعبي الفريق الصيني تحدوهم ثقة تامة فيما حققوه من نتائج طيبة. ويرى اللاعب شياو جيا يي الذي يلعب محترفا في نادي ميونيخ 1860 الألماني أنه مع أن هناك فرقا بين الفريق الصيني وبين الفريق الياباني والفريق الكوري، ولكن اذا تحلى الفريق الصيني بعزيمة أقوى وتضامن جميع لاعبي الفريق، قد يحقق نتائج مرضية. وقال:
"أرى أن الجو في منتخبنا الوطني الآن جيد جدا. وإن لم تكن قدرتنا قوية جدا، ولكن بفضل عزيمتنا والعلاقات الودية بيننا ستحقق نتائج حسنة في مباريات كأس آسيا لكرة القدم بلا شك."
مع أن مباريات كأس آسيا لكرة القدم لا يمكن اعتبارها في نفس مستوى كأس أوربا، ولكنها تعكس أعلى مستوى لكرة القدم في آسيا، وتعتزّ كل الفرق الآسيوية بما فيها الفريق الصيني اذا فاز ببطولة كأس آسيا، وهذه المرة قد تكون أقرب لحظة يقترب فيها الفريق الصيني من الفوز بالبطولة.