بئر المحظية تشين
إن قاعة له شو مكان عاش فيه الامبراطور تشيان لونغ عندما كان الامبراطور الأب. وأطلق تشيان لونغ عليها اسم قاعة له شو بمعنى السعادة والعمر المديد. كما كتب تشيان لونغ "قصيدة عن قاعة له شو".
تعرض على جانبي قاعة له شو قطعتان كبيرتان من النقوش اليشمية، وإنهما منحوتتان بدقة وأصليتان صنعتا في فترة حكم الامبراطور تشيان لونغ.
وسكنت الامبراطورة الأم تسي شي هنا بمناسبة عيد ميلادها الستين في عام 1894. كانت الدفينة الغربية غرفة نومها. وفي هذه الغرفة ستائر صفراء مزيّنة بالمقاطع الصينية ورسوم الخفافيش معلقة أمام السرير. وبعد انتهاء الامبراطورة الأم تسي شي من التزيين كل يوم، يحضر هنا الامبراطور قوانغ شو وزوجاته لتحيتها في القاعة. كما كانت تلتقي بالأمراء والوزراء والسفراء الأجانب هنا.
وهناك قطعة ضخمة من النقوش اليشمية خلف القاعة. يبلغ وزنها حوالي خمسة أطنان، وتم نحتها في فترة حكم الامبراطور تشيان لونغ حسب حكاية تنظيم دا يوي للأنهار. كان الرخام اليشمي ينقل من منطقة خه تيان بشينجيانغ، ومن الصعب نقل هذه القطعة الضخمة من اليشم، واستغرق نقلها الى القصر الامبراطوري أكثر من ثلاثة أعوام. وأمر الامبراطور تشيان لونغ بنحتها في يانغتشو حسب لوحة تنظيم دا يوي للأنهار المعروضة في القصر. لذلك استغرق نقل هذه القطعة من اليشم وتصميمها ونحتها أكثر من عشر سنوات. إنها كنز غال حقا!
وفي القصر الإمبراطوري دار غير كبيرة، ولكنها مشهورة جدا. وتشتهر هذه الدار ببئر يحمل قصة مثيرة. ويسمى هذا البئر ببئر المحظية تشين. كانت المحظية تشين محبوبة لدى الامبراطور قوانغ شوي من أسرة تشينغ الملكية، ودخلت القصر مع أختها وهي في الثالثة عشر من عمرها. كانت المحظية تشين متفائلة المزاج وجميلة ومتعددة المواهب وذكية. وكانت زوجة الامبراطور- بنت أخ الامبراطورة الأم تسي شي دائما تحقد عليها. وفي عام 1898 بسبب دعمها للامبراطور قوانغ شوي في إجراء الإصلاح الدستوري والتجديد، ضربتها الامبراطورة الأم تسي شي أمام الجماهير. وبعد فشل الإصلاح سجنت تسي شي الامبراطور قوانغ شوي في ين تاي، أما المحظية تشين فسُجنت في الدار الكائنة شرق هذه البئر لسنتين. وفي عام 1900 غزت قوات التحالف بكين، فهربت تسي شي مع الامبراطور قوانغ شوي الى شيآن. وقبل سفرها أمرت تسي شي برمي المحظية تشين في هذه البئر وكانت المحظية تشين في الخامسة والعشرين من عمرها. ويُحكى أن تسي شي كانت خلال فترة هروبها تداهمها كوابيس مزعجة. وبعد عودتها الى بكين وافقت بمكر على انتشال أهل المحظية تشين لجثمانها ودفنها في قرية تيان خارج بوابة شي تشي مون ببكين. وبعد وفاة الامبرطورة الأم تسي شي أسست المحظية جين أخت المحظية تشين قاعة تأبين بشمالي البئر تخليدا لذكراها. وفي عام 1915 أقامت لها حفل تأبين لدفنها بجانب مقبرة الامبراطور قوانغ شوي.