تقع بحيرة ينابيع الفراش اسفل جبل تسانغ شان وتبعد عن بلدة دالى سبعة وعشرين كيلومترا ومساحتها تبلغ اكثر من خمسين كيلومتر مربعا وتتميز بالمياه الصافية وتنمو على جوانبها الاشجار الخضراء الكثيفة ، وسميت بينابيع الفراش بسبب ان هناك كمية كبيرة من الفراش تأتى الى هنا كلما حل فصل الصيف وتتجمع تحت الاشجار بجانب بحيرة الينابيع وترقص وترفرف وتجذب الانظار بالوانها الزاهية ، ومن العجيب ان تتصل مئات الآلاف من الفراش بعضها مع البعض الاخر وتتعلق على غصون الاشجار من الرأس الى القدم باتجاه عرض بحيرة الينابيع مما يشكل عددا من عقود الفراش التى تعجب المشاهدين .
من أين جاءت هذه المجموعة الكبيرة من الفراش ؟ ولماذا تجمع هنا كل سنة ؟ لا احدا يعرف ذلك . ولكن تتناقش قصة اسطورية جميلة بين ألسنة الناس منذ زمان . ويقال ان ينابيع الفراش كان اسمها "بحيرة عميقة بلا قاع " وكانت تعيش فى اسفل
جبل تشانغ شان فتاة انيقة من قومية باى تدعى ون قو ، بينما يعيش على قمة الجبل صياد شاب وسيم يدعى شيا لانغ ، انهما عشيقان سعيدان . ولكن اميرا من ملكة قومية باى ، كان يحب الفتاة ون قو ، وامر اتباعه باختطافها الى داخل القصر. فاشتاقت الفتاة الى عشيقها كثيرا ، وفى ليلة يوم من الايام تسلل الصياد الشاب الى القصر وانقذ حبيبته ، عندما هربا الى جانب الينابيع باسفل الجبل، طوقهما المطاردون ، ولم يجدا خيارا وتماسكا يدا بيد ورميا بنفسهما الى بحيرة الينابيع . وفجأة طارت من قاع البحيرة فراشتان ملونتان جميلتان، وظلتا ترفرفان باجنحتهما وترقصان حول البحيرة ، وبعد قليل ، طارت الى البحيرة من نواح عديدة انواع كثيرة من الفراش لتشاركهما فى الرقص . ومن اجل ذكرى الشاب شيا لانغ والفتاة ون قو اطلق الناس على هذه البحيرة اسم ينابيع الفراش وصار اليوم الخامس عشر من ابريل كل سنة حسب التقويم القمرى الصينى " يوم اجتماع الفراش ".
وعرفت ينابيع الفراش بينابيع الحب فى داخل الصين وخارجها وتجذب كل سنة عديدا من الزوار اليها للتمتع برقصات الفراش المختلفة وتنسم رائحة الازهار الزكية وكلما يحل" يوم اجتماع الفراش " ، يأتى الى هنا كثير من الشباب والفتيات من قومية باى وهم فى ازياء زاهية حيث يرقصون ويغنون ويبحثون عن عشاقهم ويتمتعون بسعادة الحب مع الفراش الجميل .
ومن اجل تنمية السياحة المحلية بنى على قرب من بحيرة ينابيع الفراش معرض "عالم الفراش " لارضاء السياح الذين يزورون ينابيع الفراش فى اوقات غير موسم تجمع الفراش ، ويعتبر هذا المعرض الاكبر من نوعه فى العالم حاليا نسبة لحجمه الضخم وانواع فراشه العديدة ويعرض للناس معارف عن انواع الفراش المختلفة وظروف حياتها . وجدير بالذكر ان المعرض مبنى تحافظ فيه درجة الحرارة على اعتدالها طول السنة لتلائم حياة الفراش فيه ، ويمكن ان يتجول السياح فيه بحرية ويتلاعبون مع انواع الفراش المتعددة مباشرة ويتعرفون عليها بدقة من قرب . واوضح السيد تشانغ ون هاو رئيس المعرض قائلا : توجد فى الصين اكثر من الف وثلاثمائة نوع من الفراش ومنها سبعمائة نوع تعيش فى مقاطعة يوننان ، وتوجد فى داخل المعرض فقط مائة نوع منها وقال :
"بنينا معرض الفراش هذا ليرفرف الفراش طول السنة مهما كان الجو ممطرا او مثلجا ، لان فى داخل المعرض الجو معتدل وبدون الشتاء الذى يقضيه الفراش غالبا فى نوم عميق ."
ويقال ان الفراش حشرة جميلة فى العالم الطبيعى، وتحبها البشرية حبا جما بسبب الوانها المتعددة العجيبة ورقصاتها الجميلة وظهورها الدائم بجانب الازهار العطرة ويشبهونها بالازهار الطائرة فى الطبيعة ، كما أنها رمز السعادة والخير والبركة لدى الصينيين منذ القدم .
وبالاضافة الى الفراش يمكن ان يرى السياح فى المعرض العديد من النباتات المتنوعة التى يحتاج اليها الفراش فى حياته . وقال السيد ون لايانغ احد السياح فى المعرض للمراسل :
"سمعت بينابيع الفراش من قبل ولكنى زرتها ومعرض الفراش لاول مرة ، اشعر بالجمال فى كل مكان وخاصة تمتعت بجمال انواع الفراش المختلفة من قرب فى المعرض ."
وقال السيد خه يى تشانغ مدير ادارة السياحة المحلية :
" نفكر الان فى كيفية تطور ثقافة الفراش فى بلدة دالى لتعريف الناس بمعارف الفراش والتقاليد القومية المحلية . ونركز جهودنا حاليا على تربية الفراش بطريقة اصطناعية لاطلاقه فى الطبيعة فى كل الاوقات المناسبة ."