تعتبر الصين أكبر دولة من حيث مساحة الغابات الاصطناعية في العالم إذ تتجاوز هذه المساحة أربعة وأربعين مليون هكتار محتلة أربعة وستة أعشار بالمائة من إجمالي مساحة البلاد. ولم يحسن بناء الغابات الاصطناعية البيئة الطبيعية فحسب بل حسّن أيضا الظروف المعيشية للشعب الصيني وإرتقى بمستوى حياته.
إذا وصل أحدكم الى العاصمة الصينية بكين فسيشاهد بعد خروجه من المطار أشجارا كثيرة وغابات خضراء تصطف على جانبي الطريق المؤدي من المطار الى مركز المدينة. كما سيشاهد داخل مدينة بكين الكثير من الاشجار والآراضي المعشوشبة تنتشر بين الشوارع والاحياء السكنية حيث توفر راحة ونشاطا وحيوية لسكان المدينة. السيد يوي قوه لون مواطن عادى يعيش في بكين مدة طويلة، وتحدث عن أعمال التشجير في هذه المدينة قائلا:
" تتطور أعمال التشجير في بكين في السنوات الاخيرة تطورا سريعا جدا، وتم تخصيص مساحة من الارض على جانبي الطرق والشوارع تزرع فيها أعشاب وأزهار، وأسكن الان في حي سكني حقق تطورا جيدا في أعمال التشجير، وأحب أن أتجول مع ولدي داخل الحي أو في الحديقة القريبة منه حيث أشعر براحة وسرور."
إن ما تحدّث عنه السيد يوي أصبحت الان حالة عامة داخل مدينة بكين، وبنيت الان في بعض المجمعات التجارية المزدهرة حدائق تضم آراضيا خضراء جميلة، ويُذكر أن حكومة المدينة ستقوم ببناء حزام من الغابات على جانبي الطريق الدائري الخامس الحديث البناء. كما تنمو الاشجار المزروعة على جانبي الطريق الدائري الرابع الذي أكمل قبل سنتين بشكل رائع.
ترجع الخضرة داخل مدينة بكين الى إنجازات زرع الغابات الاصطناعية في المناطق المحيطة حولها، ومن بين هذه المناطق مدينة تشانغ جيآ كوه التي بذلت جهودا كبيرة لزرع وتربية الغابات الاصطناعية، الامر الذي لم يخفف شدة العواصف الرملية التي تهب على مدينة بكين في فصل الربيع فحسب بل حسّن بشكل ملحوظ البيئة المعيشية المحلية أيضا. وتحدث السيد كانغ تشنغ فوه / نائب مدير هيئة الغابات بمدينة تشانغ جيآ كوه حول أنجازات التشجير في المدينة في السنوات الاخيرة قائلا:
" يلمس كل واحد منا التطورات العظيمة التي طرأت على قطاع التشجير في هذه المدينة. وقد بذلنا جهودا كبيرا لتوسيع الاراضي المعشوشبة وزرع المزيد من الاشجار لتوفير البيئة المعيشية الممتازة لجميع الناس. كما يتطور قطاع التشجير في الارياف أيضا حيث بنيت كثير من البساتين الخضراء التي تهيئ ظروفا ملائمة لمعيشة الفلاحين المحليين ... "