<%@ Language=JavaScript %> china radio international

حول إذاعة الصين الدولية

تعريف بالقسم العربي

إتصل بنا
نشرة جوية
مواعيد الطائرات
الأخبار الصينية
الأخبار الدولية
v الاقتصاد والتجارة
v العلم والصحة
v عالم الرياضة
v من الصحافة العربية
v تبادلات صينية عربية

جوائز للمستمعين

السياحة في الصين

عالم المسلمين

المنوعات

صالون الموسيقى

التراث الصيني العالمي
GMT+08:00 || 2004-08-03 19:52:50
مسجد دينغشيان في مقاطعة خبي ومسجد سونغجيانغ في شانغهاي

cri


مسجد سونغجيانغ بمدينة شانغهاي

لقد قامت الجاليات العربية الإسلامية ببناء المساجد في الصين في عهد أسرتي تانغ وسونغ الملكيتين، ولكن عدد هذه المساجد لم تكن كثيرا أنذاك. وبعد ظهور المنغوليين امتدت فتوحاتهم إلى آسيا الوسطى وغرب آسيا ثم إلى وسط أوربا، الأمر الذي أوقع عامة الناس في تلك المناطق في هاوية الظلمات كما ترك أثره في تنمية التبادلات الاقتصادية والثقافية بين الصين والبلاد الواقعة إلى الغرب منها. وفي تلك الفترة لم يكن المسلمون المهاجرون إلى الصين مقصورين على العرب والفرس بل ضموا أبناء مختلف الشعوب في آسيا الوسطى وغرب آسيا. وكان من بينهم عسكريون وصناع وعلماء ورجال دين وغيرهم. هذا وقد تجاوز عددهم عدد المهاجرين الأولين بكثير. وباستثناء عدد قليل منهم عينوا في مراكز عسكرية وحكومية هامة، فإن معظمهم قد اشتغلوا في استصلاح الأراضي البور وفقا للنظام العسكري، أو مارسوا النشاطات التجارية والحرف اليدوية. وبعد أن تزوجوا بنساء صينيات، تحولوا إلى الجنسية الصينية بالتدريج. وفي هذه الحالة ظهر المزيد من المساجد في كل أنحاء البلاد. فقيل ان السيد شمس الدين الذي يعتبر أحد السياسيين المسلمين قد بنى اثني عشر مسجدا في مدينة كونمينغ. ويعتقد بأن المساجد الباقية من عهد أسرة يوان الملكية ليست بالقليل، ولكنها قليلا ما تذكر في التدوينات التاريخية. فلنتوقف عند مسجدين باقيين من ذلك العهد.

تقع مدينة دينغشيان وسط مقاطعة خبي. وهي من المناطق المأهولة بالمسلمين. ويتواجد في شارع التحرير داخل مدينة دينغشيان مسجد قديم، لا يعرف تاريخه بالضبط ولكن من المؤكد أنه من عهد أسرة يوان الملكية، ذلك أن ثلاث عشرة قطعة من الانصاب الصخرية القائمة أمام المسجد تفيدنا علما بعمليات اعادة بنائه وتوسيعه في ذلك العهد والفترات اللاحقة به. ومن ذلك ان الكتابات المنقوشة على نصب صخري يعود إلى سنة 1348 تزودنا بالمعلومات التالية: في يوم من الأيام سنة 1343 سأل الجنرال بو المرابط في دينغشيان اتباعه قائلا:" نحن من المؤمنين بالله وعلينا أن نعبده. هل في هذه الناحية مسلمون يؤمنون بالله ويقيمون الصلاة؟" فأجاب أحدهم عن سؤاله بقوله:" المسلمون ينتشرون في كل أنحاء البلاد بوجه عام، وفي هذه المنطقة بوجه خاص. وهم يقيمون الصلاة في الأوقات المحددة المحددة. يمكنكم أن تجدوا مسجدا يعرف باسم لي باي سي إلى غرب مقر الحكومة المحلية. وهو مكان يقيم فيه المسلمون المحليون صلاتهم ويسبحون الله ويسلمون على رسوله تسليما. وتبين لنا هذه المعلومات أن عدد المسلمين في دينغشيان كان كثيرا، وان حجم مسجدهم الأصلي كان أصغر مما يجب. ولذلك حاولوا توسيع بنائه منذ زمن بعيد. ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب عجزهم اقتصاديا.

ان مسجد دينغشيان الذي تطور على أساس ثلاث غرف قد تكامل إلى ما هو عليه الآن بعد ترميمه أو تجديد بنائه ثلاث مرات خلال أربعمائة سنة. ومما يستحق الذكر أن تسليط الأضواء على المساجد على نحو متسلسل في ثلاث فترات تاريخية يوان ومينغ وتشينغ.

وتتجلى روعة هذا المسجد في التوزع المتناسق لمبانيه وعلو ادواحه المخضوضرة وكثرة انصابه الحجرية والهدوء الذي يرين عليه، كما تتجلى في دقة النقوش الزخرفية المخرمة على أبواب مبانيه الخشبية وجمال مختلف أشكال الثريات المتدلية من سقف قاعة الصلاة.

كانت سونغجيانغ بلدة ذات موقع استراتيجي هام في الدفاع البحري في عهد أسرة يوان الملكية. وقد انتقل إليها مسلم يدعى ناصر الدين ليعمل حاكما هناك. وحيث انه كان متمسكا بالإسلام، فقد أخذ عددا كبيرا من المسلمين إلى هناك. وكان عدد منهم يعملون في الهيئات العسكرية والحكومية، بينما كان معظمهم يمارسون الزراعة والصناعة اليدوية. وقد بنت حكومة أسرة يوان الملكية مسجدا امبراطوريا في سونغجيانغ، مما جعل أولئك المسلمين يعيشون هناك مطمئنين بدلا من أن تضطرب نفوسهم. هذا هو مبعث بناء مسجد سونغجيانغ القائم حتى زمننا هذا.

يقع هذا المسجد في شارع قانغبنغهانغ من بلدة سونغجيانغ. وهو من المساجد ذات التاريخ القديم. وتشتمل مبانيه على قاعة صلاة ومئذنة ودورة مياه للوضوء وقاعة الدعوة. وقد جرى ترميم هذا المسجد وتوسيع بنائه أربع مرات حسب ما جاء في التدوينات التاريخية المتوفرة هناك.

ومن أجل حماية الآثار التاريخية خصصت الحكومة الشعبية أموالا سنة 1955 لترميمه، مما أعاده إلى الصورة التي كان عليها. وما كان يدعو إلى الأسف هو أنه قد تعرض لتخريبات مدمرة في هوس الثورة الثقافية الكبرى. ولم تجدد ملامحه الأبعد ترميمه مرة أخرى سنة 1980. وقد أدرج هذا المسجد القديم في قائمة الآثار التاريخية المحمية في مدينة شانغهاي.