في باكورة إبداع موسيقى قوانغ دونغ المحلية كان لحنها بسيطا ويفتقر إيقاعها الى التغيير. وخلال تطورها الطويل تأثرت هذه الموسيقى بلهجة السكان المحليين وصارت للحنها خصائص جديدة. مثلا، أضفيت الى عزفها أنواع من نغمات متعددة الألوان، مما جعل اللحن أكثر سلاسة وعذوبة، والإيقاع أكثر حيوية وفرحا. وتستمعون الآن الى مقطوعة بعنوان:"رعد في جو جاف". يعبر لحنها عن فرح الناس بالإمطار بعد جفاف طويل.

في الفترة ما بين العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين وصل إبداع موسيقى قوانغ دونغ الى ذروته، حيث ظهر الكثير من الملحنين والعازفين المحترفين مثل هه ليو تانغ وليوي وين تشنغ. وقام ليوي وين تشنغ خلال إبداعه بتطوير آلة الأرهو، الآلة الرئيسية لموسيقى قوانغ دونغ، حيث غيّر أوتارها الحريرية الى أوتار معدنية، الأمر الذي جعل آلة الأرهو آلة قاو هو عالية النغم وجلية الصوت. وفي نفس الوقت أضاف الى عزف موسيقى قوانغ دونغ عزف مصاحب على آلة يانغ تشين وآلة تشين تشين، حيث لوّن اللحن وجمّله. وفيما بعد توسعت الفرقة باستمرار وأضيفت اليها آلات موسيقية خيزرانية مثل المزمار الخيزراني العمودي، والمزمار الصيني وآلة يي هو، وتعزّزت قوة تعبير اللحن. وفي هذه الفترة ظهرت مقطوعات ممتازة كثيرة، ونستمع الآن الى مقطوعة منها بعنوان:"الطيور تطير الى الغابة". تصف هذه المقطوعة منظر طيران مئات الطيور قبل الغروب الىعشاشها في الغابة بلحن جلي وإيقاع مقلّد تغريد الطيور.

ومنذ الخمسينات من القرن العشرين، تطورت موسيقى قوانغ دونغ تطورا ملحوظا، حيث جمعها الموسيقيون ودرسوا تأليف ألحانها وأصلحوها، وأبدعوا مجموعة كبيرة من المقطوعات الممتازة وعزفوها. وقبل أن نختتم جولتنا اليوم في مقهى الموسيقى الصينية، لنستمع الى مقطوعة من موسيقى قوانغ دونغ بعنوان:"الصباح الباكر الربيعي على الجبل". تصف هذه المقطوعة مناظر الجبال الجميلة في جنوب الصين في صباح الربيع، وتعبر عن إعجاب الموسيقار بالجبال وأهلها.

مجموعة من المقطوعات الموسيقية الغربية المعزوفة على آلات موسيقية صينية تقليدية

تستمعون الآن الى مقطوعة مشهورة بعنوان:"بولكا للرعد والبرق". هذه المقطوعة أصلها من تلحين الملحن النمساوي الكبير يوهانم ستراوس، وأعاد الملحن الصينية قو قوان رن تأليفها في هذه المقطوعة من العزف الجماعي على الآلات الصينية التقليدية. فيصور العازفون الصينيون بمهارة عالية مناظر الرعد والبرق في المقطوعة الأصلية.

وتستمعون الآن الى مقطوعة من موسيقى الجاز بعنوان:"راعي النغم". أعاد تأليفها عازف المزمار الخيزراني الصيني المشهور يو سون فا من مقطوعة كندية من موسيقى الجاز تحمل نفس العنوان.

والآن لنستمع الى مقطوعة من موسيقى رومانية شعبية بعنوان:"العصفور" من عزف منفرد على آلة بان هو الوترية الصينية. تقلد الآلة تغريد العصفور بمهارة فائقة، وتصف حياة الشعب الروماني وفرحهم وشخصيتهم المتفائلة.

والآن لنستمع الى مقطوعة مشهورة من عزف جماعي على الآلات الوترية النقرية بعنوان:"مارش تركي". تعزف هذه المقطوعة على آلات وترية نقرية صينية تقليدية مثل آلة قو تشنغ وآلة يانغ تشين وآلة بي با وآلة روان، ويقلد لحنها صوت الطبول العسكرية لتقوية جو موسيقي المارشات.