جاء في إحصاء أصدرته اللجنة الوطنية للتنمية والاصلاح الصينية في أواخر يوليو الماضي أن عدد السيارات التي لم تباع وظلت في مخازن المصانع في النصف الاول للعام الحالي يبلغ مائة وثمانية عشر ألف سيارة إضافية على أساس عدد السيارات المخزونة في نهاية العام الماضي، ومن بين هذه السيارات مائة وخمسة آلاف من سيارات الصالون التي تحتل تسعة وثمانين بالمائة من أجمالي السيارات المخزونة المذكورة . ويرى الخبراء أن إرتفاع عدد السيارات المخزونة وأنخفاض إنتاجها ومبيعاتها منذ إبريل العام الحالي يرمز الى أن قطاع إنتاج السيارات في الصين يتحول حاليا من مرحلة النمو الصاروخي الى مرحلة النمو المرتفع العادي. ويقول كثير من المتابعين أن صناعة السيارات في الصين التي حققت نموا بمعدل خمسين بالمائة خلال السنوات الثلاث الاخيرة المتتالية بدأت تمر الان بمرحلة يصفونها بأنها منعطف حاسم إبتداء من إبريل العام الحالي .
حققت سوق السيارات الصينية في السنوات الاخيرة نموا وصفه البعض بأنه نمو غير طبيعي. شأنها شأن سوق الاجهزة الكهربائية المنزلية التي مرت أيضا بنفس الإرتفاع والإنخفاض خلال مسيرة تطورها في السنوات السابقة. وبعد النظر الى القضية من زاوية واقعية يمكن القول إن هذا المنعطف في سوق السيارات الصينية ليست أمرا سلبيا تماما، لأنها ستكون قوة زخم تدفع الاقوياء نحو التطور بشكل أسرع وأفضل كما ستُبعد الضعفاء بعد منافسات عنيفة، ويمكن القول إن صناعة السيارات الصينية لا تستطيع أن تتطور وتصبح ناضجة إلا بعد مرورها بهذا المنعطف الحاسم .
وعلى ضوء الوضع الراهن في سوق السيارات الصينية إتخذ كثير من مصانع إنتاج السيارات أسلوب تخفيض الاسعار بشكل مستمر في محاولة تغيير الوضع في سوق السيارات. غير أن هذا الاسلوب أضرّ بلا شك بمستهلكين إشتروا سيارات قبل خفض الاسعار، هذا من جهة ومن جهة أخرى يدفع هذا الاسلوب المستهلك الذي ينوي شراء سيارة الى انتظار خفض جديد للاسعار...
وبدأ كثير من الخبراء يبحثون الان عن أسباب ظهور هذا المنعطف الحاسم في سوق السيارات الصينية. غير أن قطاع صناعة السيارات الصينية بما فيها المؤسسات والشركات التجارية والخبراء والمحللون المعنيون في هذا القطاع حتى الصحفيين تحدوهم ثقة راسخة بمستقبل سوق السيارات في الصين معتقدين أن هذه السوق ستصبح ناضجة ومتكاملة بعد إختطاء هذا المنعطف الحاسم.