^{معهد الطب التقليدي الصيني بمقاطعة تشيجيانغ}

من المعروف ان الطب التقليدى الصينى واسع المعرفة ومتشعب الجذور. وتستفيد منه قطاعات واسعة من الصينيين ومن دول ومناطق العالم لعلاج الامراض والحفاظ على الصحة. واليوم، يجذب هذا الطب اعدادا متزايدة من الاجانب وخاصة العاملين فى قطاع الطب من المهتمين به وبعلومه الى دراسته. ومنهم السيدة اناليس القادمة من ولاية فلوريدا الامريكية والتى تدرس حاليا فى معهد الطب التقليدى الصينى وعلومه بمقاطعة تشجيانغ.

وعندما زارها مراسل اذاعتنا، كانت منهمكة فى اعداد اطروحة الدكتوراه. ان موضوع دراستها يتعلق اسلوب علاج الصداع النصفى بالطب التقليدى الصينى.

وقبل مجيئها الى الصين، كانت تدير صيدلية فى الولايات المتحدة، كما كانت استاذة فى جامعة امريكية لتدريس علوم الطب والادوية التقليديين الصينيين. وردا على سؤال حول سبب مجيئها الى الصين، قالت:

عملت طبيبة فى الولايات المتحدة لمدة خمسة عشر عاما، كما قمت ببحوث سريرية حول علوم الطب والادوية التقليديين الصينيين. وكنت اشعر بضرورة متابعة دراستى ورفع مستواى فى هذا القطاع من حيث النظرية والتطبيقات الواقعية. لذلك جئت الى الصين --- موطن علوم الطب والادوية التقليديين الصينيين لمتابعة دراسة الدكتوراه.

^{معهد الطب التقليدي الصيني بمقاطعة تشهجيانغ}

تأسس معهد الطب التقليدى الصينى وعلومه بمقاطعة تشجيانغ قبل 45 عاما فى مدينة هانغتشو المدينة الثقافية العريقة المشهورة. وفتح هذا المعهد 17 اختصاصا علميا منها علم الوخز بالابر وعلم العلاج السريرى وعلم الادوية الصينية. ويعمل فيه مجموعة من الخبراء والاساتذة الذين يتمتعون بسمعة عالية داخل الصين وخارجها. وبدأ المعهد بقبول الوافدين الاجانب قبل اكثر من عشرين سنة. وحتى اليوم، قبل طلابا جامعيين نظاميين وطلاب دراسات عليا وطلاب دكتوراه وطلابا لاكمال دراستهم من قرابة 30 دولة ومنطقة. ويدرس فيه حاليا اكثر من 100 طالب اجنبى. ويأتى اليه كل سنة اكثر من 200 شخص لاكمال دراستهم لمدة قصيرة.

وقالت آناليس ان العلاج بالطب التقليدى الصينى يلقى اقبالا حارا فى الولايات المتحدة. ويرغب كثير من المرضى فى التخلص من آلامهم باساليب العلاج بالطب التقليدى الصينى، منها الوخز بالابر والتدليك والعلاج بالعقاقير التقليدية الصينية، مضيفة ان موضوع دراستها فى المعهد يتعلق بعلاج الصداع النصفى، وان هذا المرض هو مرض مزمن يؤلم كثيرا من المرضى الامريكان، بمن فيهم هى نفسها. ونظرا لان اسباب هذا المرض غير واضحة، يستخدم الطب الغربى اسلوب تسكين الآلام فقط لعلاجه. الامر الذى يزيد اعتماد المرضى على المسكنات. تشعر آنا بدهشة كبيرة ازاء الفعالية الكبيرة لاساليب العلاج بالطب التقليدى الصينى وعقاقيره. اذ قالت: اصبح علاج الصداع النصفى موضوعا هاما للبحوث الطبية فى العالم. ويعانى من آلام هذا المرض كثير من المرضى. واصبح علاج هذا المرض باسلوب الطب التقليدى الصينى اتجاها جديدا بين الامريكيين. وقمت ببحوث واسعة وعميقة فى اساليب علاج هذا المرض، منها الوخز بالابر وتناول العقاقير التقليدية الصينية وغيرهما من اساليب العلاج.

واضافت آنا قائلة ان دراستها فى الصين ستساعدها كثيرا فى تطوير اعمالها فى هذا القطاع. وبعد تخرجها من المعهد، ستعود الى الولايات المتحدة وستستخدم المعارف التى اكتسبتها فى الصين فى العلاج والبحوث السريريين لتخليص اكبر عدد ممكن من المرضى من آلامهم. اذ قالت : بعد عودتى الى الولايات المتحدة، ساواصل عملى التدريسى فى الجامعة، وأبدأ محاضرات رفيعة المستوى عن الطب التقليدى الصينى وعلومه لاعداد اكفاء فى هذا المجال. وعلم ان بعض الجامعات الامريكية ستفتح فى المستقبل دراسات لطلاب الدكتوراه فى اختصاص الطب التقليدى الصينى وعلومه.

وقال السيد ياه ده باو استاذ آنا لمراسل اذاعتنا ان بعض الوافدين الاجانب الذين كانوا يدرسون فى معهد علم الطب التقليدى الصينى بمقاطعة تشجيانغ اختاروا البقاء فى المقاطعة لتطوير اعمالهم.

والان تتوسع باستمرار تأثيرات معهد الطب التقليدى الصينى وعلومه بمقاطعة تشجيانغ فى خارج البلاد. واقام المعهد علاقات تعاون مع اجهزة التعليم والبحوث العلمية والعلاج الطبى فى الولايات المتحدة والبرازيل واليابان وغيرها من اكثر من ثلاثين دولة ومنطقة، واجرى معها التعاون التعليمى والتبادل الاكاديمى.

السؤال: من كم دولة ومنطقة تقريبا جاء الطلاب الوافدون الى معهد الطب التقليدى الصينى وعلومه بمقاطعة تشجيانغ؟