بلدة يي وو
أعزائي، مع بداية هذا التعريف نطرح عليكم سؤالا هو: بماذا تشتهر بلدة يي وو في داخل وخارج الصين ؟ وسنكرر هذا السؤال في ختام هذا التعريف. وهناك جوائز لاصحاب الاجابات الصحيحة. وإذا تزيزي المستمع إستمع الينا وجاوب على سؤالنا وإربح معنا.
تقع بلدة يي وو على بعد حوالي مائتي كيلومتر جنوب مدينة هانغتشو حاضرة مقاطعة تشجيانغ، ويبلغ عدد سكانها أكثر من ستمائة ألف نسمة، وتشتهر بإنتاج وتسويق البضائع الصغيرة المتنوعة. وذاعت شهرتها الان في عموم أنحاء العالم.
إذا زرت بلدة يي وو ودخلت الى أسواقها المختلفة، فستجد أن أهم خاصية لهذه الاسواق تتجسّد في كلمتين هما كبير ومزدهر..
بلدة يي وو بلدة على مستوى المحافظة في الصين، ويتجاوز معدل الناتج الفردي فيها الان ثلاثة آلاف دولار أمريكي. فظهور مليونير جديد داخل البلدة لم يعد أمرا غريبا، ودائما ما ترى سيارات فاخرة كالمرسيدس وبي أم دبليو تجوب شوارع البلدة. أما سيارات البيوك والهوندا فهى الاكثر فيها ومعظمها سيارات خاصة. وأمام هذه الظاهرة يسأل كثير من الناس: ما السبب الذي جعل هذه البلدة غنية الى هذا الحد وبهذه السرعة ؟
السيد تشو لي وي أحد سكان بلدة يي وو، ويبلغ في العام الحالي الثالثة والثلاثين من عمره، بدأ ممارسة التجارة إثر تخرجه من المدرسة الثانوية، ويقوم الان ببيع وتسويق مواد الزينة الصغيرة للسيدات. وأصبح الان أحد رجال الاعمال المشهورين في بلدة يي وو. وحول إنجازاته التي حققها خلال السنوات الثماني الماضية منذ بدئه بالتجارة قال تشو يي وي :
" بدأت بممارسة التجارة إعتبارا من عام 1995 وعلى مدى هذه الفترة أقوم ببيع مواد الزينة المختلفة للسيدات. وفي بداية الامر كنا نشتري هذه البضائع من مدينتي قوانغتشو وشنتشين جنوب الصين، ثم نبيعها في السوق المحلية وأسّست بعد ذلك مصنعا عام 1998 حيث كان يعمل فيه مائتا عامل، وفتحنا بعد ذلك محلا كان صغيرا جدا لم تتجاوز مساحته سوى متر مربع فقط . ومع تطور الاعمال توسّعت مساحة المحل بالتدريج. أما الان فنصدر منتجاتنا الى الخارج بكمية حاوية أو حاويتين كل شهر، ونصدرها الى أكثر من مائة دولة ومنطقة في العالم بما فيها الولايات التحدة ودول أوروبا وأفريقيا والشرق الاوسط .... "
قال تشو لي وي أن أعماله شهدت تطورا مستمرا وإزدهارا متزايدا بفضل سياسة الاصلاح والانفتاح والدعم من قبل الحكومة المحلية. ويعمل الان كثير من المصممين الموهوبين معه، والى جانب ذلك تم فتح موقع لمصنعه على شبكة الانترنت يتم من خلاله إبرام كثير من الصفقات ....
" أرى أن نجاح الصفقات مع رجال الاعمال الاجانب يعود أولا الى وجود ضمان لنوعية المنتجات، وثانيا الى الثقة لدى كلا الجانبين. وتختلف العادات والتقاليد في كثير من الدول بإختلاف ثقافاتها المحلية، لذلك نعمل على تعديل أنواع المنتجات وفقا لطلب الزبائن في تلك الدول .... "
ومن أجل زيادة القدرة التنافسية وتحقيق تطور أسرع وأفضل بدأ السيد تشو دراسة مواد تجارية جامعية في الوقت الذي يدير فيه أعماله اليومية. وعندما تحدث عن طموحاته في المستقبل قال تشو لي وي:
هدفي التالي هو تنمية الاعمال في الخارج. هذا يعني فتح فروع لنا في الدول الاجنبية وبعد دراسة أحوال أسواق بعض الدول الاجنبية أفكر في الذهاب الى بعض الدول الاوروبية كفرنسا وإيطاليا وغيرهما، لانني أرى أن إمكانية وفرص كسب الارباح فيها كثيرة ... "
سوق التجارة العالمية ببلدة يي وو
السيدة جين لوي زن سيدة أعمال جاءت الى بلدة يي وو من منطقة أخرى، وكانت لديها تجربة فاشلة في التجارة. وتحدثت عن بلدة يي وو والاسواق فيها قائلة :
" سمعت سابقا من الناس أن الظروف والبيئة التجارية في بلدة يي وو جيدة فذهبت الى هناك وبدأت العمل بشكل تجريبي. واستأجرت في البداية موقفا صغيرا لا تتجاوز مساحته مترا مربعا فقط لأمارس فيه عملي، أستأجر نصفه فقط. أما اليوم فأصبح لدى معمل يعمل فيه أكثر من مائة عامل وتتطور أعماله تطورا سريعا ... "
قالت السيدة جين أنها تصدر منتجات معملها بشكل رئيسي الى روسيا وباكستان ودول الشرق الاوسط. وتبلغ مبيعاتها السنوية حوالى عشرة ملايين يوان صيني. وسبّب نجاح أعمالها تغيرا كبيرا في حياتها اليومية. وحول هذا الموضوع قالت السيدة جين :
أصبحت حياتي الان مرفهة، ويبلغ دخلي السنوي حاليا مليون يوان صيني، وأريد الان تبديل سيارتي الهوندا الحالية بسيارة بي أم دبليو حديثة الموضة، والى جانب ذلك أدرس الان اللغة الانجليزية والمعلومات عن جهاز الكمبيوتر. وأستطيع الان التحاور بشكل بسيط بالانجليزية .... "
تحولت عدة مواقف تجارية صغيرة لبيع الازرار والخيوط والبضائع الصغيرة في بلدة يي وو الى مدينة تجارية واسعة النطاق ومشهورة حتى على نطاق العالم. تُصدر منتجاتها وبضائعها بمختلف الانواع والاشكال الى أكثر من مائة وعشرين دولة ومنطقة في أنحاء العالم، وفي العام الماضي تجاوزت قيمة هذه البضائع المباعة من المدينة التجارية ببلدة يي وو أربعة وعشرين مليار يوان صيني.
وجاء في إحصاء أن أكثر من أربعة آلاف شركة ومؤسسة صينية وأجنبية مشهورة أسست فروعها التجارية في بلدة يي وو. ويقيم فيها الان أكثر من أربعة آلاف شخص من التجار ورجال الاعمال الاجانب لشراء المنتجات والبضائع المختلفة من البلدة. أما السكان المحليون فيعملون الان على تحقيق هدفهم وهو: تأسيس أكبر سوق للبضائع الصغيرة باعتبارها فردوسا تجاريا دوليا داخل بلدة يي وو.