مدينة شيآن
تعتبر مدينة شيآن إحدى العواصم القديمة المشهورة في العالم. وكان هناك قول مأثور أحسن دليل على ذلك وهو " في الغرب مدينة روما وفي الشرق مدينة شيآن" وكانت مدينة شيآن عاصمة لأربع اسر ملكية وهي أسرة تشو وأسرة تشين وأسرة هان وأسرة تانغ. ولأنها نقطة بداية طريق الحرير فهى موضع للتبادل الثقافي بين الصين والدول الأخرى ومستوطن تتعايش فيه مختلف القوميات ونتجت منها الثقافة والفنون ذات الميزات المتعددة.
وعلى بعد 100 متر عن برج الجرس في قلب مدينة شيآن حي قديم كان يسكن فيه المسلمون. بنيت في هذا الحي على التوالى عشرة مساجد مختلفة الأشكال والأحجام ويسكن حولها حوالى عشرين ألفا من المسلمين الذين ما زالوا يحافظون على العادات التقليدية الأسلامية. ويقع في هذا الحي شارع بى يوان مون المشهور في مدينة شيآن والمسمى بشارع الأكلات السريعة والمسجد الكبير بزقاق هوا تشيوى الذي يعتبر أقدم مسجد باق في الصين ومعبد تشينغ هوانغ مياو وهو أحد معابد تشينغ هوان مياو الثلاثة الكبيرة في الصين ويسكن في هذا الحي أبناء القوميات المختلفة ومعظمهم من قومية هوى المسلمة وقومية هان.
وفي عام2003 برز مشروع ترميم دارالسكن رقم 232 بزقاق هوا تشيوى من مجموع 46 مشروعا ل15 دولة إذ حصل هذا المشروع على جائزة منظمة اليونسيكو حول حماية التراث الثقافي في منطقة آسيا وباسيفيك.
بنيت الدار الرباعية رقم232 البالغة مساحتها 256 مترا مربعا في عهد أسرة تشينغ الملكية وصاحبها الآن السيد آن شيو شين في سن السبعين وهو الجيل الثامن من أصحاب هذه الدار التي تجمع الميزات المعمارية الصينية والإسلامية.
تماثيل الجنود والخيول الصلصالية
وقد أدرجت مدينتان صينيتان قديمتان أخريان في قائمة التراث الثقافي العالمي وهما مدينة لي جيانغ في جنوب الصين ومدينة بينغ ياو في غرب الصين والسبب الرئيسي في إدراجهما إلى قائمة التراث الثقافي العالمي يرجع إلى أن تبقى فيهما المساكن الشعبية القديمة الكثيرة والعادات والتقاليد الشعبية القديمة المميزة.
ومع تبديل المساكن القديمة بالعمارات الحديثة العالية واحدة بعد أخرى وجدنا بعض المساكن القديمة الشعبية ما زالت تنتصب على الأرض بعناد ونأخذ دار قاو يو سونغ القديمة رقم 144 الواقعة في شارع بي يوان مون بمدينة شيآن كمثال فقد أصبحت هذه الدار الرباعية والمبنية بالطوب والخشب إحدى المتنزهات بعد ترميمها حيث يمكن للزوار مشاهدة مسرحية الظل الشائعة في العهود القديمة والتمتع بالموسيقى القديمة والتفرج على الأواني الخزفية والفخارية الرائعة والتمتع بالنقوش على الطوبات، وإن هذه الدار التي يرجع تاريخها إلى أسرة تشينغ الملكية قد أصبحت منذ ثمانينات القرن الماضي موقعا معروفا بتصوير المسلسلات والأفلام.
إن حماية المدن القديمة المشهورة لا ترمي إلى حماية التراث النفيس لعرضه أو إستخدامه في تنمية السياحة فحسب بل الأهم هو حماية التقاليد التاريخية والشعبية في هذه المدن. قال يوان تشون تشينغ أمين لجنة الحزب لمدينة شيآن مؤخرا بعد زيارته للمساكن الشعبية القديمة في مدينة شيآن إن المساكن الشعبية القديمة والأزقة القديمة الباقية في مدينة شيآن تعتبر دعامة أساسية لمدينة شيآن المشهورة بتاريخها وثقافتها. وقال شيو وى مين الأستاذ بجامعة شي بى والخبير في تاريخ بناء العواصم يجب علينا أن نحمى كحماية عيوننا المساكن الشعبية القديمة التي تقل مع مر الأيام.