رسمت جامعة الاتحاد الطبية ببكين الصينية مؤخرا 40 خريطة لأسباب وفاة الصينيين من الفئات العمرية المختلفة على أساس دراسة وتسجيل أسباب وفاة الصينيين فى فترة 1991 ـ 2000.

واتضح من نتائج الدراسة ان السرطان الرئوى وسرطان الكبد والسكتة الدماغية والاصابة بأذى في حوادث والدرن الرئوى قد صارت أخطر أمراض قاتلة تهدد صحة الصينيين، بينما تراجع سرطان المعدة الى الوراء من حيث الخطورة.

وكان فريق برئاسة البروفيسور يانغ قونغ هوان رئيس مركز بحوث الأمراض المزمنة والعوامل الخطرة التابع لجامعة الطب الاتحادى الصينية قد جمع فى اكثر من سنتين تقارير عن أسباب وفاة 600 ألف صينى ودرس أسباب وفاة الصينيين لمدة تقترب من عشرة أعوام.

ورسم هذا الفريق خرائط بيانية لأسباب الوفاة بسبب أمراض خطيرة مثل السرطان الرئوى وسرطان الكبد وسرطان الثدى وسرطان المعدة والسكتة الدماغية.

وأظهرت نتائج الدراسة ان نسبة الوفيات بسبب السرطان الرئوى هى الأعلى وسط أمراض الأورام، وان هذه النسبة ارتفعت بصورة ملحوظة وسط الرجال وخاصة فى الفئة العمرية 35 ـ 39 سنة لتصل الى اربعة فى العشرة آلاف.

ويرى الخبراء ان 60% من وفيات الرجال بسبب السرطان الرئوى ليست ناتجة عن عوامل بيئية، ووقد يكون سببها الرئيسى التدخين.

وبلغت نسبة الوفيات بسبب السكتة الدماغية 17.9% فى التقارير عن أسباب ال600 ألف حالة وفاة المذكورة التى شملتها الدراسة، وترتفع هذه النسبة 5% سنويا. كما ان نسبة الوفيات بسبب أمراض الأوعية الدموية التاجية المغذية للقلب وداء السكرى ارتفعت بسرعة مماثلة، فصارت هذه الأمراض مسببة لوفاة سكان الحضر.

وأشارت نتائج الدراسة أيضا الى ضرورة الكشف والعلاج المبكر لارتفاع ضغط الدم بصفته عاملا خطيرا هاما يسبب أمراض القلب والدماغ والأوعية الدموية المغذية لهما.

ويحتل التدخين الايجابى والسلبى مركز الصدارة وسط العادات الحياتية الخطرة المتعلقة بالعديد من الأمراض. والمعروف من خلال الدراسة ان نسبة المدخنين وسط سكان الصين بلغت 66.9% عام 2002، بحيث يستهلك كل من المدخنين الصينيين 15 سجار ة يوميا بالمعدل.

وعلاوة على ذلك، ارتفعت نسبة الوفيات والاصابات بسبب حوادث المرور 6% سنويا بما يزيد عن نسبة الوفيات بسبب الانتحار والتى كانت تحتل المركز الاول وسط نسب الوفيات بسبب الاصابة بأذى في حوادث.

علم ان المعلومات والمعطيات المستخدمة فى رسم هذه الخرائط لأسباب الوفاة جاءت من 145 نقطة مراقبة تنتشر فى عموم الصين وتغطى حواضر المقاطعات والمدن المتوسطة والصغيرة ومناطق ريفية عديدة. وان أعمال رسم هذه الخرائط بدأت فى عام 1989 بتمويل من البنك الدولى ومنظمة الصحة العالمية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية.