سافرت اليوم الأربعاء (1 سبتمبر) وفود سياحية صينية من بعض المدن الصينية الكبرى إلى أوروبا وهي أول مرة تنظم الصين فيها وفودا سياحية لمواطنيها إلى أوروبا بعد أن وقعت الصين اتفاقية المقصد السياحي مع الاتحاد الأوروبي رسميا في فبراير العام الحالي. وأشار أشخاص معنيون إلى أن فتح السياحة الأوروبية أمام المواطنين الصينيين سيدفع مزيدا من تنمية السوق السياحية الصينية إلى الخارج.

بدأت السوق السياحية الصينية نحو الخارج منذ بداية ثمانينات القرن الماضي وتطورت تطورا بطيئا نسبيا في البداية، وحتى نهاية تسعينات القرن الماضي كان يسمح للمواطنين الصينيين التوجه إلى تسع دول ومناطق فقط للسياحة بما فيها هونغ كونغ وماكاو وماليزيا وسنغافوره. ولكن بعد ذلك شهدت السوق السياحية الصينية نحو الخارج تطورا سريعا حيث يمكن للمواطنين الصينيين السفر إلى ثمان وعشرين دولة ومنطقة للسياحة قبل فتح السوق السياحية الأوروبية بشكل شامل أمام المواطنين الصينيين. وبلغ عدد الصينيين المسافرين إلى الخارج عشرين مليونا و200 ألف شخص عام 2003 وتجاوز هذا الرقم مثيله في اليابان لأول مرة وأصبحت الصين أكثر دولة آسيوية من حيث عدد المسافرين إلى الخارج كما أصبحت دولة مصدرة هامة للسياح في العالم. وابتداء من اليوم يمكن للمواطنين الصينيين السفر إلى ست وعشرين دولة أوروبية للسياحة بما فيها سويسرا وفرنسا وايطاليا.

علم مراسلنا من أنحاء البلاد أنه منذ أن بدأت الوكالات السياحية المختلفة تنظيم الوفود السياحية الصينية إلى أوروبا في أغسطس الماضي وأصبحت السياحة إلى أوروبا موجة ساخنة. وابتداء من الشهر الحالي من المحتمل أن يتجاوز عدد السياح الصينيين إلى أوروبا خمسة آلاف كل شهر في مقاطعة قوانغدونغ فقط.

وقد استعدت الدول الأوروبية المعنية بشكل تام لاستقبال المواطنين الصينيين، مثلا في بعض المناطق السياحية الكبيرة في سويسرا وضعت الدوائر المعنية علامات ارشادية باللغة الصينية وبعض المعلومات باللغة الصينية في بعض المطارات ومحطات السكك الحديدية لتسهيل الأمور للسياح الصينيين. كما اتخذت الدول الأوروبية بعض الاجراءات لتسهيل السياحة، مثلا من الممكن أن يشتري السياح الصينيون تذاكر القطارات لهذه الدول عبر وكلاء في بكين وشانغهاي وقوانغتشو.

ومع التطور السريع للسوق السياحية الصينية نحو الخارج، شهدت السوق السياحية الداخلية ازدهارا ملموسا أيضا، حيث تجاوز عدد السياح في داخل الصين 100 مليون شخص خلال عطلة الأسبوع الذهبي في عيد أول مايو الماضي. وأشار محللون معنيون إلى أن زيادة دخل المواطنين نتيجة النمو الاقتصادي الصيني السريع والمستمر هي السبب الأهم للتنمية المزدهرة للسياحة الداخلية والخارجية في الصين.