أشار زيو ده تسي عضو أكاديمية الهندسة الصينية والخبير الكبير في تخطيط المدن في المنتدى الدولي حول الظروف السكنية والمنعقد في مدينة ويهاى بمقاطعة شاندونغ الصينية إلى أن بعض المدن الصينية ظهرت فيها حالة توسع مساحتها ونطاقها أثناء بنائها وتحديثها، وإذا تجاوزت مساحتها ونطاقها الحدود فذلك سيأتي بتأثيرات سلبية شتى بلا ريب.
القرن الواحد والعشرون قرن المدننة الجديد، وجاء في إحصاء أن خمسين في المائة من سكان العالم يسكنون في المدن، ومن المتوقع أن تظهر في العالم عام 2005، 358 من المدن الكبيرة التي يتجاوز عدد سكان كل منها مليون نسمة و27 من المدن الكبرى التي تجاوز عدد سكان كل منها عشرة ملايين نسمة ، وأن عدد سكان المدن في العالم سيزداد إلى خمسة مليارات نسمة في عام 2025 مقابل مليارين وأربعمائة مليون نسمة في عام 1995 محتلا 61 في المائة من مجموع سكان العالم.
وقال الخبير زيو ده تسي إن المدننة الصينية تكون الأن في مرحلة التطور السريع وإرتفع مستوى المدننة في الصين إلى36.1 في المائة عام 2000 بعد أن كان 18.96 في المائة عام 1990، ومن المتوقع أنه سيصل إلى 45 في المائة عام 2010 وإلى 65 في المائة في أواسط القرن الواحد والعشرين.
قال سام كاسيلا الرئيس السابق لإتحاد مهندسي التخطيط الأمريكي إن المدننة الصينية السريعة التطور جعلت كثيرا من المدن الصينية تتوسع توسعا كبيرا في نطاقها وعدد سكانها. فأصبحت كيفية تصميم وتخطيط المدن لتحقيق الفوائد الأكبر مشكلة ملحة في الوقت الراهن. وأضاف الرئيس السابق سام أن كثيرا من المدن الأمريكية شهدت أيضا في نصف القرن الماضي حالة توسيعها إلى ضواحيها منخفضة الكثافة في عدد السكان. فعارض المزيد من الناس خلال السنوات الأخيرة هذا التوسيع وطرحوا مفهوما جديدا حول التطور الذكي للمدن الذي يشمل سبعة إجراءات أولها الحد من إفراط المدن في التوسع ا.
وإستطرد الخبير زيو ده تسي يقول إن المدينة المفرطة في التوسع ستظهرفيها المشاكل المتعصية مثل تدهور الظروف البيئية وزحام المواصلات. ومما يسترعي الأنظار أن تطور المدن والبلدات الكبيرة لم يقلل الفوارق بين المدن والقرى بل جعل الفوارق بين المدن والأرياف حتى بين المدن المختلفة وبين جموع الناس المختلفة في نفس المدن تكبر وتكثرمع مر الأيام في بعض الدول خصوصا في دول العالم الثالث. لذلك يجب على المسؤولين المعنيين أن يولوا بالغ الإهتمام بذلك ويتخذوا إجراءات صارمة لتجنب السعى العشوائي وراء بناء المدن الكبرى ونبذ الإعتقاد الخاطئ بأن المدن الكبرى ستأتي بفوائد أكبر.
وإعتقد الخبير زيو أن تبسيط تشكيلات المدينة والإستغلال الشامل لأراضي المدينة يعتبران أفضل أساليب لتضييق مساحة المدن الكبرى ولذلك يجب تقريب المباني المستخدمة في أغراض العمل والسكن والتجارة والترفيه هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب بناء العمارات المتعددة الوظائف والمتميزة بربط الأقسام التجارية في الطبقة السفلية مع أقسام المكاتب لجعل نسبة عدد المترددين على هذا الحي في النهار والليل معقولة. وإن الإفراط في توسيع المدن مثل بناء الحي التجاري المركزي والحي المالي وغيرهما من الأحياء لوظيفة منفردة في المدينة سيسفر عن تخفيض فاعلية العمل في هذه المدينة ويزيد عبء المواصلات فيها.
وعبر السيد تشين جين جين نائب مدير قسم بناء المدن بوزارة الإنشاء والتعمير الصينية عن أن الصين ستتمسك بمفهوم التنمية العلمية المتمثل في ربط التنمية الإقتصادية والإجتماعية والطبيعية لكي يعيش أبناء الشعب الصيني براحة وإنشراح أكثر.