آلة موسيقية صينية شعبية آلة سو نا النفخية
أعزائي ، يرجع تاريخ انتشار آلة سو نا في الصين الى ما قبل أكثر من سبعمائة سنة، غير أن أصلها ليس صينيا محليا. نشأت آلة سو نا أصلا في المناطق الفارسية والعربية القديمة، حتى جاء اسم "سو نا" من اللغة الفارسية القديمة. وفي القرن الثالث عشر دخلت آلة سو نا منطقة شمال الصين، ثم انتشرت في جميع أنحاء الصين. وتعزف هذه الآلة في فرقة الطبول والآلات النفخية والفرقة المصاحبة للرقص والأوبرات المحلية، وأصبحت فيما بعد آلة موسيقية لا تستغني عنها الموسيقى الشعبية المحلية.
تستمعون الآن أعزائي الى مقطوعة موسيقية تقليدية معزوفة على آلة سو نا بعنوان:"راعي البقر الصغير". تتميز هذه المقطوعة بأسلوب الموسيقى الشعبية الريفية، وتجسد الحوار بين فتاة ريفية بريئة وراعي البقر الصغير.
إن تكوين آلة سو نا بسيط، حيث تتكون من ذراع خشبي عليها ثماني فتحات للأنغام، وفي طرف الذارع الخشبي فتحة للنفخ وفي طرفه الآخر مكبّر للصوت على شكل بوق. وحسب أحجام الآلات تنقسم آلة سونا الى كبيرة ومتوسطة وصغيرة.
أعزائي ، صوت آلة سو نا عال وجلي، ودائما تستخدم في الخارج في العزف المنفرد أو العزف الجماعي أو العزف المصاحب، وتلعب دورا مهما في الأوبرات المحلية وموسيقى الراب والفرق الموسيقية القومية. وفي الصين الآن أصبحت آلة سونا عالية النغمات وأكثر انتشارا، وصوتها قوي للنغمات المنخفضة، وجلي للنغمات المتوسطة وحاد للنغمات العالية.
أعزائي ، إن آلة سو نا قوية التعبير وتختلف فنون عزفها. وخاصة عندما تعزف على الألحان الحرة والحماسية في المناسبات المفرحة والسعيدة، وتستطيع التعبير عن مشاعر الناس وأحاسيسهم الداخلية بصورة تامة وكاملة.
واستوحيت معظم المقطوعات المعزوفة على آلة سونا من الأغاني الشعبية والأوبرات المحلية والألحان الشعبية وألحان الأوبرات المحلية وغيرها، وتتميز باللحن الريفي وأسلوب الموسيقى الشعبية. وقبل أن نختتم جولتنا اليوم في مقهى الموسيقى الصينية، لنستمع الى مقطوعة استوحيت من لحن شعبي بعنوان:"تسلّم الطيور على العنقاء". تصف هذه المقطوعة المناظر الطبيعية المفعمة بالحيوية بلحن مفرح وحماسي وتغريد الطيور المختلفة.
مجموعة من المقطوعات الموسيقية الغربية الجميلة التي يعزفها عازف البيانو الصيني الشاب لي يون دي
تستمعون الآن أعزائي الى مقطوعة من تأليف الموسيقار البولندي الكبير تشوبين بعنوان:"مقطوعة حالمة ---عمل رقم 1". لحن المقطوعة رقيق وشاعري، يسحر المستمعين بجو موسيقي خيالي، وفي نفس الوقت يكمن في رقة اللحن زئير منخفض ووقّار مثل البحر. ويجسد لي يون دي قوة تعبير المقطوعة بإتقان الإيقاع المتغير والمعقد.
ولد لي يون دي عام 1982 في مدينة تشونغ تشينغ جنوب غربي الصين. وعشق الموسيقى منذ صغره، وله أحاسيس خاصة لها. وبدأ دراسة العزف على البيانو في السابعة من عمره، وتقدم بسرعة شديدة في فن العزف. وفي عام 2000، فاز الشاب لي يون دي الذي كان عمره ثماني عشرة سنة فقط بجائزة تشوبين الذهبية التي لم يفز أحد بها منذ خمسة عشر عاما قبله في الدورة الرابعة عشرة لمسابقة تشوبين الدولية للعزف على البيانو ببولندا بعزفه الرائع وفهمه المتميز للموسيقى وأسلوبه التشوبيني الممزوج بالفلسفة الفنية الصينية، حيث أصبح أول صيني وأصغر فائز بالجائزة الذهبية في تاريخ هذه المسابقة، وأحدث صدى كبيرا في الوسط الموسيقي داخل الصين وخارجها. وقيّمه المحكم الخاص للمسابقة يان بوبيس قائلا:"أثبت لي يون دي أنه أفضل عازف بيانو وأكثر شاعرية في اتقان أسلوب موسيقى تشوبين." والآن، لنستمع الى مقطوعة من تلحين تشوبين بعنوان:"نوطة تدريب رقم 2 في A صغير".
قبل تشوبين، كانت نوطة تدريب مقطوعة تمرينية ليتدرب العازف بها فقط. ومزج تشوبين في نوطة تدريبه مهارة العزف وفن الموسيقى، مما جعلها أعمالا موسيقية جميلة. وعندما يعزف لي يون دي هذه المقطوعة لا يظهر مهارته الرائعة في العزف فقط بل يعبر عن فهمه العميق للمقطوعة الشاعرية.
بعد الدورة الرابعة عشرة لمسابقة تشوبين الدولية للعزف على البيانو، سافر لي يون دي الى أنحاء العالم لتقديم العروض الفنية وتعاون مع فرق موسيقية مشهورة عالمية وكبار قادة فرق موسيقية، وتلقى ترحبيا حارا لا سابق له. وفي عام 2001 أصبح أول عازف بيانو صيني يتعاقد مع أكبر شركة تسجيلية دولية للموسيقى الكلاسيكية، وأصدر أسطوانات عديدة. ويرى الكثير من النقاد أنه يجيد بشكل كامل التوازن بين مختلف العناصر الموسيقية.