شهد التعاون التجاري بين الصين وفرنسا تطورا كبيرا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 40 سنة، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما من 0.1 مليار دولار أمريكي في عام 1964 إلى 13.4 مليار دولار أمريكي في عام 2003 .
وأشار إحصاء أصدرته الإدارة الجمركية الصينية مؤخرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين وفرنسا كان 0.102 مليار دولار أمريكي فقط في عام 1964 حينما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بينهما، وازداد هذا الحجم إلى 13.39 مليار دولار أمريكي في عام 2003، وأصبحت فرنسا شريك الصين التجاري الرابع من بين دول الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وبريطانيا وهولندا.
وخلال الفترة من يناير إلى يوليو العام الجاري، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وفرنسا 9.48 مليار دولار أمريكي بزيادة 39.6% عن الفترة المماثلة من العام الماضي، منها 5.44 مليار للصادرات الصينية و4.04 مليار للصادرات الفرنسية. ومقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى، يتمتع التعاون التجاري بين الصين وفرنسا بقدر أكبر من التوازن، وتحتل فرنسا المركز الثاني من بين دول الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا من حيث حجم الصادرات إلى الصين.
ويصادف العام الجاري الذكرى ال40 لاقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. وبهذه المناسبة، زار فرنسا الرئيس الصيني هو جين تاو وعدد من القادة الصينيين الآخرين على التوالي وأقيمت في فرنسا نشاطات "عام الثقافة الصينية"، وبالمقابل قام الرئيس الفرنسي جاك شيراك بزيارة رسمية للصين استغرقت خمسة أيام وتجري حاليا في الصين نشاطات "عام الثقافة الفرنسية". ويرى المسؤولون بوزارة التجارة الصينية أن كل هذه النشاطات ستضيف قوة دفع كبيرة إلى تطور التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
وذكر هؤلاء المسؤولون أن التعاون الصيني الفرنسي شهد تطورا ملموسا أيضا في مجالات الطيران المدني والفضائي والطاقة النووية وسكك الحديد والسيارات والسفن الناقلة للغاز الطبيعي المسال. وفي الشهور الماضية من العام الجاري وقعت الشركات في البلدين سلسلة من اتفاقيات التعاون وبدأ العمل بالعديد من المشاريع المشتركة الكبرى في مجالات السيارات والطيران والطاقة.
وتوقع المسؤولون أن يرتفع التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وفرنسا إلى مستوى أعلى خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفيما يتعلق بالتعاون الاستثماري، تحتل فرنسا المركز الثالث بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي بعد بريطانيا وألمانيا من حيث الاستثمارات في الصين. وحتى نهاية يوليو الماضي، وصلت قيمة الاستثمارات الفرنسية المباشرة في الصين إلى 6.44 مليار دولار أمريكي. كما شهدت الاستثمارات الصينية في فرنسا ازديادا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، علما بأن شركة TCL الصينية دمجت أنشطة أجهزة التلفزيون الملونة وأجهزة DVD لشركة تومسن الفرنسية في نهاية العام الماضي وأنشطة أجهزة الهواتف النقالة لشركة ألكاتل الفرنسية في يونيو الماضي.
وأشارت إحصاءات أصدرتها وزارة التجارة الصنيية إلى أن فرنسا تعتبر أيضا أحد المصادر الرئيسية التي تستورد منها الصين التكنولوجيا حيث تحتل المركز الثاني بعد ألمانيا. ووقعت الصين وفرنسا حتى نهاية أغسطس الماضي 2194 عقدا حول التعاون العلمي والتكنولوجي بلغت قيمتها الاجمالية 11.575 مليار دولار أمريكي.