عشية اليوم العالمي الخامس للقلب الموافق اليوم السادس والعشرين من سبتمبر العام الحالي أصدرت منظمة الصحة العالمية في اليوم الثالث والعشرين من سبتمبر في جنيف بيانا يشير إلى أن أمراض القلب والأوعية الدموية تشكل أحد الأخطار الكبيرة التي تهدد صحة البشر. لذلك يلزم الدول المختلفة أن تتخذ إجراءات للسيطرة عليها وتشجع الناس على إختيار أساليب سليمة للحياة وتقوية إجراءات للوقاية منها.
أشار بيان منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد الموتى بأمراض القلب والأوعية الدموية في العالم يبلغ بالمعدل سبعة عشر مليون سنويا محتلا نحو ثلث مجموع الموتى في العالم كله. وسيرتفع عدد الموتى بأمراض القلب والأوعية الدموية حتى عام 2020 ألى عشرين مليون نسمة سنويا. ومن المتوقع أن تصبح أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية سببا رئيسيا في موت الناس وإصابتهم بالعاهات.
وأصبحت أمراض القلب والأوعية الدموية إحدى المشاكل التي تسترعي إنتباه العالم, فقررت منظمة الصحة العالمية أن يكون اليوم الرابع والعشرون من سبتمبر عام 2000 أول يوم عالمي للقلب وبعد ذلك أصبح يوم الذكرى هذا في يوم الأحد الأخير من سبتمبر كل عام. وشعار اليوم العالمي للقلب في هذا العام هو" الأطفال والفتيان ومرض القلب". وجاء في بيان منظمة الصحة العالمية أن إهتمام هذه المنظمة بالصبيان في اليوم العالمي للقلب هذا العام يرجع إلى أن عددا متزايدا من الصبيان يتعودون على أساليب الحياة غير السليمة وإن سن المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية على نطاق العالم ينخفض يوما بعد يوم، لذلك فإن الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية يجب أن تبدا من الصبيان.
وقال روبيرت بيقليهول مدير قسم الأمراض المزمنة التابع لمنظمة الصحة العالمية إن الناس كانوا يعتقدون أن الرجال السمناء المثقلين بأعباء العمل والبالغين ما بين 40 و50 سنة من الأعمار في الدول المتطورة هم الذين قد يصابون بأمراض القلب والأوعية الدموية، أما الآن فقد فات أوان هذا الإعتقاد إذ إن الرجال والنساء حتي الأطفال في جميع الدول مهما كانت أعمارهم يهددهم خطر الأصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وجاء في أحصاء أن 80 في المائة من الموتى بأمراض القلب والأوعية الدموية ظهروا في الدول المتوسطة المنخفضة الدخل.
ولم تشكل أمراض القلب والأوعية الدموية تهديدا خطيرا على حياة الناس فحسب بل جلبت أعباء إقتصادية ثقيلة على المجتمع أيضا، ونأخذ منظمة التعاون والتنمية الإقتصادية كمثل كانت نسبة مدفوعات الدول الأعضاء لهذه المنظمة في شراء أدوية معالجة أمراض القلب والأوعية الدموية 9 في المائة إجمالي مدفوعاتها في شراء الأدوية عام 1989، أما عام 1997 فإرتفعت هذه النسبة إلى 11 في المائة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الأسباب الرئيسية في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية هي العادات غير الصحية في الأكل والشرب والتدخين وقلة التمرينات الرياضية والبدانية لذلك فإن أمراض القلب والأوعية الدموية يمكن تجنبها وذلك يطالب كل عائلة وكل شخص بترك جميع العادات غير الصحية في الحياة. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن ما يزيد عن مائة دولة ومنطقة في العالم ستنظم في اليوم العالمي للقلب هذا العام إجتماعات أو ندوات أو الجرى والركض أو نشاطات أخرى لنشر المعلومات حول العناية بصحة القلب ليعرف عامة الناس أن الحياة تحتاج إلى القلب السليم.