مع توظيف أعداد كبيرة من رجال الأعمال التايوانيين إستثماراتهم في بر الصين الرئيسي منذ أوائل التسعينات في القرن الماضي شهدت النشاطات الإقتصادية والتجارية بين ضفتي مضيق تايوان إزديادا كبيرا مع مر الأيام. مما جعل حجم التداول النقدي بين ضفتي المضيق يزداد بسرعة فائقة، فتحدو رجال الأوساط المالية والنقدية في بر الصين الرئيسة وتايوان ثقة في مستقبل التعاون المالي والنقدى بين ضفتي المضيق.
وأظهرت معلومات أصدرتها إدارة الهيئات المالية والنقدية في تايوان أنه في الفترة ما بين يناير وماي من هذا العام قد وصل حجم التداول النقدي والمالي بين ضفتي المضيق 42 مليار دولار أمريكي وإذا إزدادت النشاطات التجارية بين ضفتي المضيق بهذه السرعة فمن المتوقع أن يتجاوز حجم التداول النقدي والمالي بين ضفتي المضيق هذا العام مائة مليار دولار أمريكى لأول مرة.
ومنذ عام 2002 قد صدق برالصين الرئيسي ثلاث مرات على إنشاء سبعة بنوك تايوانية فروعا لها في بر الصين الرئيسي كما منحت بعض شركات التأمين التايوانية على التوالى موافقة على فتح فروع لها في بر الصين الرئيسي.
وتوجد في مدينة شنغهاى التي تعتبر المركز النقدي والمالي في بر الصين الرئيسية حوالي عشرين من الفروع التي أقامتها البنوك وشركات التأمين والبورصات التايوانية. وقد بدأ كل من أول بنك وأول شركة تأمين يالأستثمارات المشتركة بين بر الصين الرئيسي وتايوان عملها رسميا في شانغهاى. وبالمقابل أعطت سلطات تايوان الضوء الأخضر لأعمال التبادل النقدى والمالي المباشر بين الفروع الدولية التابعة لبنك تايوان وبين فروع المؤسسات المالية والنقدية الدولية والممثلين الشرعيين أوالهيئات الممثلة الشرعية الأخرى في بر الصين الرئيسي.
إن الحيوية والإمكانية اللتين ظهرتا أثناء عمليات التعاون المالي والنقدي بين بر الصين الرئيسي وتايوان قد إسترعتا بالغ الإهتمام من قبل الأوساط المالية والنقدية في ضفتي المضيق. ففي المنتدى المالي والنقدي لعام 2004 بين مدينة شانغهاى وتايوان والمنعقد في مدينة شانغهاى في اليوم الرابع والعشرين من اكتوبر الماضي عبر الأستاذ لو هونغ جيون مدير معهد شنغهاى للنقد الدولي أن القطاع المالي بين ضفتي المضيق بإعتبارها قطاعا متقدما يتحلى بصفة التكامل والتدافع والمنفعة والمصالح المتبادلة لذلك فإنه للتعاون النقدى بين ضفتي المضيق مستقبلا رحبا في تبادل إنشاء الفروع وتبادل التعاون الإداري وما إلى ذلك.
كما عبرتشانغ بينغ تشاو مدير مجلس إدارة جمعية البحوث والتنمية النقدية الصينية بتايوان عن أن بر الصين الرئيسي قد أصبح أحد أكبر سوقين لتنقل الأموال في العالم وإزدادت متطلبات ضفتي المضيق في القيام بالتبادل النقدي أكثر فأكثر. وعبر عن أمله في إيجاد علاقات تعاون متمثلة في التكامل والمنفعة المتبادلة والتعايش والرخاء المشتركين بين الأوساط النقدية في ضفتي المضيق على أساس التدافع الحسن.
ويعتقد الأستاذ شيو تشينغ مين في قسم الإقتصاد بجامعة تايوان أن السماح بالتبادل النقدي بين ضفتي المضيق وبالإتصال المباشر بين البنوك المحلية في تايوان وبر الصين الرئيسي يمكن من الإقتصاد في الوقت والتكلفة في أغمال التبادل النقدي لأصحاب مصانع الضفتين. أما إعطاء الضوء الأخضر للبنوك المحلية التايوانية لتوظيف أموالها مباشرة في بر الصين الرئيسي لم يقدم لرجال أعمل تايوان قنوات عديدة لتوزيع أموالهم فحسب بل يزيد أيضا من فرصة تنقل الأموال بين الضفتين.