عرضت على رفوف المكاتب كثير من الكتب المتنوعة عن تربية الأطفال وتعليمهم غير أن مراسلنا وجد بعد جمع أراء الإختصاصيين بتربية الأطفال ومن خلال ممارساته الشخصية أن الصبر والتبادل والإخلاص هي الأساليب الثلاثة المفيدة التي لاغنى عن كل منها في تهذيب وتربية الأطفال. وإن تربية الأطفال بهذه الأساليب الثلاثة المفيدة في وقت مناسب أثناء ترعرعهم يمكن أن تجعلهم يتعودون على العادات السليمة في الحياة وعلى التفكر في الأمور والأحداث حتى يقدرون على مواجهة تحديات المجتمع عندما كبروا.
وأشار كثير من الإختصاصيين بالتعليم والتربية إلى أن أحسن الفترة لتنمية ذكاء الأطفال تكون في الفترة ما بين صفر وثلاث سنوات من أعمارهم لذلك يبدو أن تعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين صفر وثلاث سنوات على جانب كبير من الأهمية ولا يهدف التعليم في هذه الفترة إلى جعلهم يعرفون بعض الكلمات ويستوعبون على بعض المهارات فحسب بل إلى تشجيعهم على الإكثار في التفكير والإبداع والتمتع بسعادة التفكير والإبداع مع أباءهم وأمهاتهم بعد إلمامهم ببعض الكلمات والتعبيرات البسيطة. إن وجهات نظر الأطفال للأحداث والأمور التي وقعت بجوارهم تختلف تماما مع وجهات نظرنا نحن الكبار بالإضافة إلى إختلاف الشعور لذلك يجب علينا أن نكون صبراء عندما نتبادل مع الأطفال ويجب علينا أن نخمن ما يشعر به الأطفال تجاه الأمور والأحداث التي وقعت بجوارهم إنطلاقا من زاويتهم وحتى في بعض الأحيان ينبغي علينا أن نشعل شرارة سذاجة طفولتنا التي أطفئت منذ سنين عديدة. كان مراسلنا يرافق إبنته في ركوب المصعد الكهربائي في احد المراكز التجارية الكبرى بشانغهاى صعودا ونزولا لسبع وأربعين مرة لمشاهدة أنوار المصابيح الملونة المزينة في أيام الأسبوعي الذهبي بمناسبة العيد الوطني هذا العام حتي يمكن لإبنته أن تتخيل كما تشاء في بحر أنوار المصابيح الملونة.
وأشار الإختصاصيون إلى أن التبادل مع الأطفال قبل سن الدراسة يجب أن يجرى أولا مع أولياء أمورهم ثم مع معلميهم في روضة الأطفال, وإن أساليب التبادل هي حكاية القصص و غناء أغاني الأطفال وتلخيص الأمور التي وقعت بجوار الأطفال. عموما تميل الأم إلى أختيار الحكاية والغناء بينما يضطلع الأب بتلخيص الأمور لتوعية طفله بالثقة بنفسه والإعتماد على نفسه وإجتهاده في العمل وتعزيز شعوره بالمسؤولية الإجتماعية. وإن أسلوب التبادل مع الأطفال يلعب دورا مهما في تهذيب وتربية الأطفال. وإن قلة التبادل مع الأطفال يؤدى إلى حدوث الفجوة بين الصغار والكبار بسبب سوء الفهم,
والأسلوب المفيد الآخر في تهذيب وتربية الأطفال هو الإخلاص. وتشجع بلادنا على بناء مجتمع مخلص فيها. وعند التبادل مع الأطفال نحتاج إلى الإخلاص أيضا. وقال عديد من الإختصاصيين بالتعليم والتربية إن الوالدين هما أول المعلم في حياة طفلهما، لأن طفلهما يقلد كلامهما وحركاتهما. لذلك فلا يمكنك أن تطالب إبنك بعدم التدخين وأنت تدخن وكذلك لا يمكنك أن تطالب إبنك بالإخلاص وأنت لا تفي بوعدك. وإذا لم تقدر على الوفاء بوعودك أمام طفلك فلا بد أن تشرح له الأسباب وبذلك يستطيع الطفل الصغير أن يعرف أهمية الإخلاص.