يرى خبراء شاركوا في ندوة علمية دولية حول العواصف الرملية عقدت مؤخرا في بكين أن أوضاع العواصف الرملية الحالية في الكرة الأرضية لا تدعو إلى التفاؤل.
قضت بكين عام 2003 ربيعا بدون عواصف رملية وتفأل كثير من الناس بأن العواصف الرملية أصبحت بعيدة عن الناس والمدينة. وازاء هذا الاعتقاد حلل الدكتور تان جي تشنغ مدير معهد الدراسات الجوية والتنبؤ بالكوارث التابع لجامعة تشجيانغ قائلا إن التحليل للعواصف الرملية يعتمد على حجم الرمل والمناطق التي تغطيها والدمار الناجم عنها وغيرها من العوامل العديدة ولا يمكن الاعتماد فقط على احصاء عدد مرات حدوثها. وبالإضافة إلى ذلك تظهر فترة ينخفض فيها حدوث العواصف الرملية كل بضع سنوات.
وتنتشر العواصف الرملية في الصين بصورة رئيسية في مناطق شمال الصين وشمال غربيها. وقال السيد تشانغ شياو يه نائب رئيس المعهد الصيني لبحوث الأرصاد الجوية إن المنطقة الشمالية الصينية أصبحت مصدرا رئيسيا للعواصف الرملية بسبب المناخ الجاف وتدمير الغطاء الغابي في هذه المنطقة من ناحية ومن ناحية أخرى إن فرق الارتفاع عن مستوى سطح البحر بين سقف العالم أي هضبة تشنغهاي – التبت والمناطق المحيطة بها كبير مما يؤدي إلى تشكيل تيار هوائي منخفض يتركز في مناطق شمال الصين وشمال غربيها.
وقد أقامت الصين نظام التنبؤ بكوارث العواصف الرملية خصيصا اعتبارا من عام 2002 وقد أصبح اليوم نظاما رقميا دقيقا للتنبؤ أربع مرات يوميا. وبدأت بكين تشغيل نظام التنبؤ بالعواصف الرملية من فبراير العام الحالي ويمكن التنبؤ بقدوم العواصف الرملية قبل ثمان وأربعين ساعة من حدوثها. قال تشانغ شياو يه إن قدرة التنبؤ بالعواصف الرملية في العالم مازالت في مرحلة أولية ولم يتعرف الناس بعد على تقليات وأساليب العواصف الرملية كاملة بسبب نقص المعلومات واختلاف المعايير.
وقد خصصت الحكومة الصينية ثلاثين مليون يوان صيني لبحوث العواصف الرملية خلال السنوات الأربع الماضية.
وعقدت الندوة المذكورة تحت رعاية منظمة الأرصاد العالمية وهيئة الأرصاد الصينية ووزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية ومجلس الصندوق الوطني للعلوم الطبيعية واستمرت ثلاثة أيام وشارك فيها أكثر من مائة خبير أرصاد جوي من الصين واليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة ومصر وغيرها وكذلك مندوبو منظمة الأرصاد العالمية.