استمر ارتفاع أسعار النفط الخام في سوق نيويورك للتعاملات الآجلة في الأسبوع الماضي وتجاوز سعر الاقفال لبرميل النفط الخام في الثامن من الشهر الحالي 53 دولارا أمريكيا مما سجل رقما قياسيا جديدا وأدى إلى الفوضى والخوف في الأسواق. إن ارتفاع أسعار النفط في العالم يطرح سؤالا ملحا حول دور الولايات المتحدة بصفتها أكثر دولة مستهلكة للنفط وتمتلك احتياطيه في العالم.
تشير الاحصاءات إلى أنه خلال أقل من شهر تجاوزت نسبة ارتفاع أسعار النفط الخام في سوق نيويورك للتعاملات الآجلة 10 دولارات أمريكية وزادت 80 بالمائة بالمقارنة مع العام السابق وأدت أسعار النفط المستمرة بالارتفاع إلى تأثيرات سلبية على التنمية الاقتصادية العالمية.
تستهلك الولايات المتحدة حاليا أكثر من 20 مليون برميل من النفط يوميا محتلة ربع اجمالي الكمية المستهلكة للنفط في العالم وفي نفس الوقت بلغ حجم احتياطيها النفطي 668 مليون برميل حتى نهاية أغسطس الماضي وتسعى إلى رفع هذا الرقم إلى 700 مليون بحلول عام 2005. ولم تتخذ الحكومة الأمريكية أية اجراءات فعلية حتى الآن لخفض الأسعار ويرى الرأي العام أن ذلك يرجع إلى الأسباب التالية:
أولا، لأسرة الرئيس الأمريكي بوش صلة وثيقة مع المؤسسات النفطية وإلى جانب ذلك هناك اتصالات وثيقة بين كثير من كبار المسؤولين في حكومة بوش بمَن فيهم نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ورجال القطاع النفطي. وإذا استخدمت الحكومة الأمريكية احتياطي النفط الاستراتيجي فستنخفض أسعار النفط وذلك سيؤثر بلا شك على مصالح رجال القطاع النفطي.
السبب الثاني، يتعلق باستراتيجية النفط الأمريكية. إن احتياطي النفط الأمريكي هو الأكبر في العالم الذي تسيطر عليها الحكومة بالكامل. وظلت حكومة بوش ترى أن منع قطع الامدادات النفطية هو مركز سياسة احتياطي النفط الأمريكي فلا يمكن استخدام احتياطي النفط من أجل تخفيض أسعار النفط.
ثالثا، يرى معظم الاقتصاديين الأمريكيين أن درجة اعتماد الاقتصاد الأمريكي على الطاقة قد انخفضت ويمكن للاقتصاد الأمريكي مواجهة التأثيرات السلبية الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط وهذه التأثيرات في الاطار الذي يتحمله الاقتصاد الأمريكي ولن تؤدي إلى تدهوره.
وأشار محللون إلى أن هناك عدة أسباب لارتفاع أسعار النفط ولكن في عالم العولمة الاقتصادية يجب على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولية اتخاذ اجراءات لخفض أسعار النفط الخام. وإذا رغبت حكومة بوش في استخدام احتياطي النفط واجراء التنسيق فستنخفض أسعار النفط الخام في الأسواق الدولية إلى حد ما.