بلورات ملحية جميلة في بحيرة تشارهان المالحة التي تعتبر أكبر قاعدة لانتاج سماد بوتاسيوم في الصين
شركة قولوشوشان بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين شركة تأسست حديثا هذا العام، وتقوم بتصنيع وإنتاج منتجات الألبان والاغذية الاخرى. ولم يمض وقت طويل على تأسيسها حتى بدأت تبيع منتجاتها كالحليب المجفف ولحم البقر المجفف وغيرهما الى مناطق غرب الصين ومدينتي بكين وشانغهاي والمدن والمناطق المتطورة الاخرى في الصين. وتحدث السيد هان قاو ري/ رئيس مجلس ادارة الشركة عن هذا التطور السريع للشركة قائلا:
" لدينا تفوق يتمثل بموارد تربية المواشي في بيئة لم تتعرض لاي تلوث، والى جانب ذلك لا نضيف أي مواد إضافية للمنتجات خلال عملية الانتاج. ويعتبر ذلك إحدى الخصائص البارزة لمنتجات شركتنا التي تحظى بإقبال وترحيب كبيرين داخل البلاد .... "
قال السيد هان إن مقر شركته في منطقة قولو التي ترتفع عن سطح البحر بأكثر من أربعة آلاف ومائتي متر. وتتميز هذه المنطقة بقلة السكان وخلوها من المؤسسات الصناعية الكبرى التي قد تكون مصدرا لتلويث البيئة. وتوفر هذه البيئة الطبيعية الممتازة أساسا يضمن جودة المنتجات التي لم تتعرض لاي تلوُث، ولهذا السبب ظلت هذه المنتجات تحظى بإقبال وترحيب كبيرين من المستهلكين. ويعبّر السيد هان عن أمله في إجراء التعاون بين شركته والمؤسسات في مناطق شرق الصين المتطورة والتي تمتلك فائضا في رؤوس الاموال وشبكة كبيرة لتسويق المنتجات، ذلك من أجل تحقيق تقدم في زيادة مبيعات الشركة حتى تصل الى مائة مليون يوان صيني في غضون خمس سنوات مقبلة .
وتجدر الاشارة الى أن الاسلوب الذي تنتهجه شركة قولوشوشان لتطوير أعمالها أصبح الان أسلوبا نموذجيا يُطبّق بشكل شامل في كثير من المؤسسات والوحدات داخل مقاطعة تشينغهاي لتطوير أعمالها. وحول هذا الموضوع تحدث السيد ما جيآن تانغ / مساعد رئيس حكومة مقاطعة تشينغهاي قائلا:
" لدى مقاطعة تشينغهاي تفوق بارز ملحوظ هو موارد الحيوانات والنباتات الغنية المتميزة في الهضبة العالية الارتفاع. وخلال السنوات الاخيرة حققت المقاطعة تطورا سريعا في قطاعي الزراعة وتربية المواشي في بيئة احيائية هضبية. وفي الوقت الذي يكبر فيه حجم الانتاج في هذين القطاعين تتطور أعمالهما بأسلوب الانتاج التكنولوجي التخصصي الحديث بشكل مستمر... "
تعتبر مقاطعة تشينغهاي إحدى المقاطعات الواسعة المساحة بالصين وتتجاوز مساحتها سبعمائة وعشرين ألف كيلومتر مربع. وتحتل مساحة مروجها القابلة للاستغلال أكثر من ثلاثمائة وثلاثين ألف كيلومتر مربع. ولا تمتلك المقاطعة موارد حيوانية غنية كالياك والماعز وغيرهما فحسب بل لديها موارد نباتية متوافرة أيضا كالرواند والاُسروع وغيرهما من النباتات التي يمكن أن تصنع منها العقاقير.
لقد ساهمت الموارد الحيوانية والنباتية الغنية في جذب الكثير من الشركات الصينية لتوظيف أموالها في المقاطعة. ومع تطبيق إستراتيجية تنمية غرب الصين يولي كثير من الشركات الاجنبية المزيد من الاهتمام للفرص التجارية الكامنة في هذه المقاطعة. السيد ماريو أنجيلوشي تاجر ألماني تجذبه موارد الاخشاب في تشينغهاي ويعتزم إقامة مصنع فيها لانتاج الاثاث المنزلية، وتحدث عن أنطباعاته عن هذه المقاطعة قائلا :
" لم يمض وقت طويل على وصولي الى هنا ولم أشاهد أشياءا كثيرة، لذلك لا أستطيع إعطاء تقييم دقيق جدا لهذه المنطقة، ولكن الانطباعات الاولية في ذهني جيدة. وخلاصة القول أنا أحب هذه المنطقة ..... "
الى جانب الموارد الحيوانية والنباتية الغنية تمتلك شينغهاي موارد معدنية متوافرة تجذب اليها كثيرا من المستثمرين. وبلغ عدد الموارد المعدنية التي تم أكتشافها في شينغهاي حتى الان أكثر من ستين نوعا. من أهمها الاسبستوس والسلفيت والبلورات والرصاص والزنك والبترول والحديد وغيرها.
شركة سينينغ المحدودة للفولاذ الخاص مؤسسة حكومية كبيرة الحجم. ويبلغ إنتاجها السنوي حاليا أكثر من مليون طن من المواد الفولاذية. وتحدث السيد وانغ دا جون/ كبير محاسبي الشركة عن أعمالها قائلا :
" تمتلك مقاطعة تشينغهاي موارد معدنية متنوعة منها الحديد والمعادن غير الحديدية والفحم وفحم الكوك وغيرها... وستعمل شركتنا على إستغلال هذه الموارد لتطوير أعمالها بشكل أفضل في المستقبل ... "
واستطرد السيد وانغ يقول إن منتجات الشركة تشهد الان إقبالا ورواجا في الاسواق. وأقامت الشركة شبكة للتسويق تتكون من مكاتب عديدة تنتشر في كل مناطق البلاد. وتتجاوز قيمة إجمالي الناتج السنوي للشركة حاليا مليارا وسبعمائة مليون يوان صيني. وفي الوقت الذي تتطور فيه أعمال الشركة تساعد أيضا على دفع تطور المؤسسات المحلية الاخرى. وتلعب بذلك دورا متزايد الاهمية في دفع النمو الاقتصادي المحلي في مقاطعة شينغهاي كلها.
جاء السيد تشن يونغ تشي/ أحد رجال الاعمال من هونغ كونغ الى تشينغهاي قبل عشرة أعوام. حيث قام أولا بتوظيف أمواله في قطاع تعدين الالومنيوم. وقال إن رحلة السفر من هونغ كونغ الى تشينغهاي قبل عشرة أعوام كانت تستغرق يومين كاملين بسبب تخلف ظروف الطرق والمواصلات في هذه المقاطعة. ورغم ذلك ما زال السيد تشن عاقد العزم على توظيف استثماراته في هذه المقاطعة. وفي حديثه عن سبب ذلك قال :
" نرى أن مقاطعة تشينغهاي غنية بالموارد المعدنية ويمكن استغلال هذه الموارد الرخيصة الاسعار لتطوير أعمالنا وخاصة في تعدين الالومنيوم ..... "
وبفضل الحوافز القوية الناجمة عن تطبيق إستراتيجية تنمية غرب الصين حققت مقاطعة تشينغهاي تطورا كبيرا في تكميل وتحسين البني الاساسية كأنشاء الطرق والسكك الحديدية وفتح خطوط الطيران المدني وتطوير الاتصالات وغيرها. وتم فتح خط للطيران بين مدينة شينينغ حاضرة مقاطعة تشينغهاي ومدينة قوانغتشو القريبة من هونغ كونغ. بفضل ذلك يمكن أن يصل السيد تشن من هونغ كونغ الى تشينغهاي بالطائرة خلال عدة ساعات فقط. فتحسُّن البيئة الاستثمارية يعزز عزيمة وثقة السيد تشن على توظيف استثماراته في هذه المقاطعة. وقام قبل وقت غير بعيد بتوظيف أكثر من مليار ومائة مليون يوان صيني من استثماراته الجديدة في تشينغهاي لانشاء مصنع لتوليد الطاقة الكهربائية فيها.
ورغم تحقيق الانجازات العظيمة المذكورة لكن حكومة تشينغهاي المحلية لم تسمح بأكتشاف وأستغلال هذه الموارد الطبيعية بشكل عشوائي وبدون حدود. ومع طرح المفهوم العلمي للتنمية المتوازنة من قبل الحكومة الصينية تولي حكومة تشينغهاي المزيد من الاهتمام لمسألة التنمية الاقتصادية المستدامة. وحول هذا الموضوع تحدث السيد ما جيآن تانغ / مساعد رئيس حكومة مقاطعة تشينغهاي قائلا:
" ندرك بوضوح أهمية تحقيق التنمية المستدامة في مقاطعة تشينغهاي. ذلك لان هذه المقاطعة تقع في هضبة تشينغهاي – التبت ذات البيئة الايكولوجية الضعيفة. ونرى أن حماية البيئة والموارد الطبيعية يجب أن تتقدم على تطوير الصناعة. ونعتبر هذا مهمة نضعها على رأس أولويات أعمال الحكومة المحلية. ولا نسمح للمؤسسات التي ما زالت تستخدم أساليب الانتاج المتخلفة بالدخول الى المقاطعة وخاصة نرفض بشكل قاطع تنفيذ بناء مشروعات قد تخرّب البيئة الاحيائية وتسبّب تلوثا لها داخل المقاطعة .