عند ذكر إسم هضبة التبت __ تشينغهاى قد يتصور كثير من الناس سقف العالم الفقير الجرداء وفي الحقيقة أن هضبة التبت __ تشينغهاى هي منطقة عذراء غنية بموارد الطاقة لذلك فهى تسترعي إنتباه الناس في الوقت الذي تفتقر فيه العالم إلى موارد الطاقة.
قال ياو تاين دونغ مدير مركز بحوث هضبة التبت __ تشينغهاى التابع لأكاديمية العلوم الصينية إن هضبة التبت __ تشينغهاى هي وحدة جيولوجية وجغرافية فريدة في كل الكرة الأرضية وهي بمثابة برج الماء في الصين ومنطقة جنوب شرقي آسيا ومكيف نظام الهواء لآسيا والنصف الشمالي من الكرة الأرضية إنها شكلت نظاما بيولوجيا فريدا في الكرة الأرضية وأصبحت مستودع جينات الأحياء في الجبال العالية وقال هذا المدير إنه خلال مدة طويلة أثارت هضبة التبت __ تشينغهاى إعجاب الناس وتقديرهم بثقافاتها المتميزة في الهضبة. وأكثر من ذلك فإن تغيرات مركباتها الجغرافية ومواردها الغنية أثارت دهشة وإعجاب الأوساط العلمية.
وأضاف المدير ياو تاين دونغ أنه في هضبة التبت __ تشينهاى تنتشرأكثر من ستة وأربعين ألفا من الأنهار الجليدية مشكلة 83.8 في المائة من مجموع مساحة الأنهار الجليدية في كل البلاد و40 في المائة من مجموع مساحة الأنهار الجليدية الجبلية والأرضية في آسيا. وهى المنبع والخط الفاصل لأكثر من عشرة أنهار صينية وهندية مثل نهر اليانغتسي والنهر الأصفر و نهر نوجيانغ ونهر لانغتسانغ ونهر يالوتسانغبو وتبلغ طاقة التوليد الكهربائي المائي الكامنة في أنهارها الرئيسية أكثر من ثلاثة تريليونات كيلوواط تقريبا مشكلة 44 في المائة من مجموع طاقة التوليد المائي في كل البلاد.
إن التفوق الذي تمتاز به في مجال الطاقة الشمسية المنطقة التي تسمي بالقطب الثالث للكرة الأرضية والمنطقة التي تسمى بالشمس الحارقة واللتان تعتبران أقرب مكان للشمس لا مثيل له. وتقدر أوقات سطوع الشمس السنوية في هضبة التبت __ تشينهاى بثلاثة ألاف وأربعمائة ساعة. وقال أو شياو هوا نائب مدير مركز البحوث النموذجية للطاقة الشمسية في منطقة التبت ذاتية الحكم إن المنطقة قد عممت أكثر من مائة ألف فرن يعمل بالطاقة الشمسية ومائة ألف متر مكعب من صفائح إستقبال الطاقة الشمسية لتسخين المياه وإنشاء أكثر من ثلاثمائة من محطات توليد الكهرباء بأشعة الشمس وتبلغ طاقة كل محطة ما بين ثلاثة إلى خمسة كيلوواط. ويستفيد خمسمائة ألف من الفلاحين والرعاة في كل المنطقة من الطاقة الشمسية في الإضاءة والتسخين والطبخ مقتصدين حوالي مائة وثلاثين ألف طن من الفحم النمطي.
وقال هاو تسنغ تشيان مدير مركز بحوث الموارد المعدنية التابع لوزارة الأراضي والموارد الطبيعية الصينية إن هضبة التبت __ تشينغهاى هى منطقة غنية بالمعادن وخلال السنوات الأخيرة قد إكتشف رجال التنقيب في الهضبة أكثر من مائة وعشرين نوعا من المعادن المختلفة و84 نوعا منها قد تأكدت إحتياطياتها وبلغت القيمة الكامنة لموارد الهضبة أكثر من 18 تريليون يوان صيني وتشكل إحتياطيات خامات الكروم 50 في المائة من جميع إحتياطياتها في كل البلاد وتتحلى البرونز والزنك الرصاصي وملح البحيرة والإميانيت والبترول والذهب الوافرة الإحتياطيات بقيمة كبيرة للتنقيب.
إن محطة يانغ با جينغ لتوليد الكهرباء بالحرارة الجوفية بمنطقة التبت وهي الأكبر في كل البلاد والبترول في تشينغهاى معروفان لدى الصينيين غير أنهم لا يعرفون أن في الهضبة كثيرا من المناطق تذخر بكمية كبيرة من نفس الموارد. وجاء في معلومات أصدرتها وزارة الأراضي والموارد الطبيعية أنه قد إكتشفت في الهضبة أكثر من 700 نقطة تحتوى على المياه الساخنة في جوفها وأن حوض تاريم ومناطق أخرى بالهضبة تحتوى على البترول. لذلك ليست هضبة التبت __ تشينغهاى منطقة فقيرة جرداء بل يتجلى تفوقها في موارد الطاقة بصورة جلية وأصبحت قيمتها في البحوث العلمية نقطة ساخنة في أوساط العلوم العالمية.