موسيقى العازفة البريطانية الشابة الصينية الأصل على الكمان فانيسسا ماي

تستمعون الآن أعزائي الى مقطوعة تعزفها فانيسسا ماي على الكمان بعنوان:"أورورا" ( Aurora). يمتاز عزفها بالحيوية والحماسة والحرية والإبداع الجريء. ولدت فانيسسا الصينية الأصل عام 1978 في سينغافور، وانتقلت مع أسرتها الى لندن عندما كان عمرها أربع سنوات. بدأت العزف على الكمان بعد سنة، وأظهرت موهبتها غير العادية في العزف والإبداع الموسيقي. درست في معاهد الموسيقى ببكين ولندن، وأتمّت أول عروضها الموسيقية بالتعاون مع أركسترا فيل هارموني ( Philharmony) لندن عندما كان عمرها عشر سنوات.

أصدرت فانيسسا أول ألبوم من موسيقى البوب الكلاسيكية عام 1995، وأبدعت فيه أسلوبا موسيقيا جديدا. جذبت بهذا الألبوم ملايين من المستمعين في العالم كله، وأعجب الموسيقيون وجماهير عشاق الموسيقى بها كثيرا وصاروا يقلّدونها بالرغم من أنها تعرضت أيضا بسببه الى هجوم شديد من النقاد الرجعيين.

أعزائي ، تستمعون الآن الى مقطوعة أخرى تعزفها فانيسسا ماي على الكمان بعنوان:"كونترادانزا" ( Contradanza). لقد قامت هذه العازفة الشابة بجولات موسيقية عديدة في العالم كله، ولم تعرض فنون عزفها في حفلات الموسيقى هذه فقط بل أظهرت موهبتها في الغناء والرقص. وخطفت قلوب المستمعين والمشاهدين بعبقرية إبداعها الموسيقى وروحها الحماسية وأسلوبها الحر.

قامت فانيسسا ماي قبل بضعة أعوام ب"جولة العاصفة الدولية للعروض الموسيقية"، وغطّت هذه الجولة أكثر من مائتين وخمسين مدينة في خمس وثلاثين دولة، مثل دول الشرق الأوسط، جمهورية جنوب أفريقيا، الصين، جنوب آسيا الشرقية، روسيا، بريطانيا، أوربا، والمكسيك. ولكن فانيسسا لم ترتض بالعروض في قاعات الموسيقى المشهورة، بل أرادت أن تجلب موسيقاها الى أماكن جديدة ومستمعين جدد.

تستمعون الآن أعزائي الى مقطوعة بعنوان:" العاصفة"، وهى المقطوعة الرئيسية لجولة فانيسسا ماي الموسيقية العالمية المذكورة سابقا. وقد أصبحت هذه عازفة الكمان الشابة نجمة كبيرة على الصعيد الدولي في مختلف المجالات. فألقت خطابات في جامعة أوكسفورد ( Oxford) عندما كان عمرها ستة عشر عاما، بحيث أصبحت أصغر خطيبة في تاريخ هذه الجامعة المشهورة.

أصدرت فانيسسا ماي العديد من الألبومات منها " عازفة على الكمان" وهو أول ألبوماتها، و" الألبوم الأول من الأعمال الكلاسيكية"، و" الألبوم الثاني من الأعمال الكلاسيكية" والتي أطلقت عليها اسم " الفتاة الصينية"، و"العاصفة"، و" الفصول الأربعة"....وغيرها. وأصبحت عازفة الكمان الموهوبة الشابة التي عمرها خمسة وعشرون عاما معجزة أسطورية في الأوساط الموسيقية العالمية.

 الموسيقى في الفيلم اليوناني الممتاز بعنوان:" يوم والى الأبد"، (Eternity And A Day) من إخراج المخرج اليوناني ثيو أنجيلوبولس ( Theo Angelopoulos).

أعزائي ، يحكي فيلم " يوم والى الأبد" قصة جميلة حدثت في اليوم الأخير لحياة كاتب يوناني اسمه اسكندر. كان هذا الكاتب مريضا لوقت طويل وأحسّ ذلك اليوم بأن الموت قد جاء يدقّ على بابه. فحزم حقائبه ليغادر منزله القديم على ساحل البحر الى الأبد. ووجد رسالة من زوجته الراحلة تصف فيها يوما جميلا أمضياه معا على شاطيء البحر قبل ثلاثين سنة. فتمشّى على السواحل محاولا أن يعانق اللحظة الأخيرة من سعادة الحياة.

صادف الكاتب على السواحل ولدا صغيرا خطف من قبل لصوص. فدفع الكاتب مالا للصوص وأنقذ الولد. لكن الكاتب والولد لم يستطيعا أن يتحدثا مع بعضهما لأن الولد ألباني ولا يتكلم باللغة اليونانية. تجول الإثنان على شواطئ البحر، وحاول الكاتب أن يوصل الولد الى بيته، غير أن الولد لا يعرف العنوان. وركبا الباص دون أن يعرفا الهدف. سار الباص وصعد اليه الركاب ونزلوا منه. أرخى الليل سدوله وصعدت الى الباص فرقة موسيقية وترية، وبدأت عزف الموسيقى في الباص. كان اللحن جميلا جدا وأذاب كل المشاعر الحزينة والغاضبة والمتوترة في قلب الكاتب الذي يشرف على الموت.

في النهاية أوصل الكاتب الولد الى حدود اليونان وألبانيا واستطاع الولد العودة الى البيت من هناك. وقف الإثنان على الحدود ونظرا الى بعضهما بمشاعر هادئة دافئة وقد تعلم كلاهما معنى جديدا للحياة، وشعرا بسعادة حقيقية وهى سعادة تبادل المحبة بين الناس، رغم عائق اللغة.

تم تصوير فيلم " يوم والى الأبد" عام 1998 على شاطئ بحر اليونان الجميل. جو الفيلم هادئ بطيء، يجسد حزن ووحدة الكاتب الذي يواجه الموت وحيرته وشكوكه في معنى الحياة التي قضاها بكتابة الشعر والكتب. وموسيقى هذا الفيلم جميلة لطيفة تصف تغير مشاعر الكاتب المسّن من الحزن الى الهدوء. يشتهر مشهد عزف الفرقة الوترية في الباص بجماله والجو الهادئ الذي يقدمه وقوة تأثيره على العواطف. لنستمع ونستمتع مرة أخرى أعزائي بهذه المقطوعة الموسيقية الرائعة.

أعزائي ، يرسم فيلم يوناني " يوم والى الأبد" لوحة جميلة عجيبة عن التبادل بين كاتب كبير في السن وبين ولد صغير بدون حديث لغوي. تعلما معا رغم اختلاف عمريهما في يوم واحد معنى الحياة وهو السعى الى السعادة والمحبة والجمال والتبادل مع الآخرين. أعجب المشاهدون في أوربا وأمريكا الشمالية به كثيرا وقيّمه النقاد السينمائيون تقييما عاليا جدا.