سؤال هذه الحلقة من مسابقة المعلومات عن منطقة شينجيانغ التى تنظمها اذاعتنا : ما هو الموقع السياحى المشهور فى ولاية ييلى؟
تعتبر زيارة سياحية فى ولاية ييلى رحلة ممتعة للغاية اذ انها منطقة وفيرة المياه وتنمو فى كل مكان بوادى ييلى اشجار خضراء كثيفة ومروج خصبة معشبة . ولكن اذا اردت دخول منطقة ييلى ، فمن اللازم ان تجتاز جبل تيان شان الغربى اولا ، ويبلغ طول الطريق الجبلى المتعرج حول الجبل حوالى اربعين كيلومترا ، وبسبب نمو كثير من اشجار الفواكه البرية وخاصة اشجار التفاح البرية على منحدرات هذا الجبل ، اطلق الناس على هذه المنطقة اسم " قو زى كوه " ، معناه وادى الفواكه الذى يمثل اول منظر طبيعي بعد دخول منطقة ييلى .
وادى " قو زى كوه " ممر ضرورى للدخول والخروج من منطقة ييلى حيث توجد القمم الجبلية العالية والاجرف الشاهقة واشجار الصنوبر الكثيفة والشلالات المنحدرة الجميلة ، وعندما تركب السيارة وتسير بجانبها ستشعر بان سيارتك تطير فى الهواء لان فوق رأسك السماء الزرقاء مع قمم الجبل الشامخة ، وتحت قدميك الوادى العميق المغطى بغابات الاشجار الكثيفة .
وقال السيد شيه شيانغ احد السياح من مقاطعة هونان للمراسلة :
" شعرت بان هذه المنطقة خلابة جدا وخاصة عندما مررنا بتلك الاماكن الجرداء التى لا تنمو فيها النباتات اوالاعشاب ولا توجد بها الا ضخور على اشكال مختلفة ثم دخلنا فجأة واحة خضراء تنمو فى كل ارجائها الاشجار والازهار الملونة . وهناك اختلافات بصرية واضحة ومفاجئة بين المنطقتين تحيرنى وتعجبنى كثيرا "
وكان وادى " قو زى كوه " منذ قديم الزمان ممرا ضروريا من هضبة منغوليا الى المروج المنبسطة بجانب البحر الاسود بل هو ممر هام لطريق الحرير القديم فى السهول ، وكانت القافلات التجارية والمبعوثون الدبلوماسيون القدماء قد مروا بهذه المنطقة فى طريقهم الى السهول الواسعة . لذا لعب وادى " قو زى كوه " دورا هاما فى دفع التبادلات الثقافية الصينية والغربية .
وبعد مرورنا بوادى " قو زى كوه "، نصل الان الى منطقة تانغبولا السياحية انها فى الحقيقة وادى نهر كاتشى احد روافد بالمجرى الاعلى لنهر ييلى . وعرفنا السيد تشانغ ياو هوا نائب محافظة نيل كه باحوال المنطقة قائلا :
" ان سهل تانغبولا واسع جدا وطوله اكثر من مائة كيلومتر ، ويعتبر الان حديقة غابات على مستوى الدولة ، حيث توجد مناظر جميلة رائعة اينما تذهب ومنها مشاهد المروج والاودية والقمم الثلجية والينابيع الساخنة والجداول وغابات الصنوبر والملامح القومية الفريدة ."
ويعتبر وادى كاتشى وادى اخضر تغطي احد جانبيه غابات الاشجار العميقة ، وبجانبه الاخر حقول مزروعة ومروج واسعة ، عندما تتجولون فى هذا المكان تحيط بك النباتات الخضراء فيزول منكم فى الحال كل الملل والتعب وتشعرون براحة جيدة .
مع ان درجة حرارة الجو فى الخارج مرتفعة جدا ، الا ان الطقس داخل الوادى بارد و تتدفق مياه نهر كاتشى بنشاط نحو الغرب فى عمق الوادى وبجانبه تشكل قطعان الاغنام والابقار والخيول صورة جميلة لرعى المواشى . وقال سائح قادم من مدينة شين تشين للمراسلة :
"اول انطباع لى عن هذه المنطقة انها تمثل جنة ساحرة حيث تنتشر فى كل مكان الازهار والاعشاب وتوجد فيها الجبال الشامخة والمياه الصافية وغابات الصنوبر العميقة و السحب البيضاء تسبح فى السماء الازرق الواسع ومن تحتها قطعان الاغنام البيضاء وكل ذلك يشكل صورة جميلة تجعلنا نشعر براحة الجسم والبال وانشراح الصدر ."
وبفضل تنفيذ سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج فى الصين قد تغيرت مفاهيم الرعاة المحليين القديمة وخاصة الشباب ، وقد تعززت ارادتهم التجارية ، عندما كان السياح يتناولون الغداء فى احدى الخيام القومية جاءهم شابان يحملان آلة كمان الكترونية ، احدهما من قومية القازاك والاخر من قومية منغوليا وأديا عدة اغانى من تأليفهما ، وكانا يغنيان الاغانى باللغات الصينية والقومية بمشاعر مخلصة ومستوى متقدم وغناؤهما الجميل ترك انطباعا عميقا فى قلوب الضيوف . وجاء فى كلمات اغنية بعنوان " موطنى الجميل نيلاك" : فى اعماق الغابات الكثيفة كنوز متنوعة ، ها هو موطنى الجميل نيلاك ، ويبنى ابناؤه ديارهم بنشاط ، يا موطنى المقدس ....
وبعد زيارة سهل تانغبولا وتجاوزنا جبلا يدعى يوشى مولقيبندا الذى يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر 3800 متر ، وصلنا الى سهل نالاتى المشهور معناه "مكان تحت اشعة الشمس" فى اللغة المنغولية . ويقال ان زعيم الجيش المنغولى القديم المشهور جنكيزخان كان يقود قواته العسكرية فى حملة نحو الغرب وبعد تجاوز جبل تيان شان دخل مع جيشه الغابات العذراء ولم يرى السماء واشعة الشمس لايام كثيرة ، ثم وصل الى جانب نهر ييلى ووجد فجأة سهلا واسعا تنتشر عليه اشعة الشمس الساطعة هتف الجميع بصوت عال : نالاتى نالاتى . وفيما بعد فاطلق الناس على هذا السهل سهل نالاتى انه سهل على الهضبة جميل واسع ونظيف .
وقال سائح امريكى للمراسلة :
" اعجبت كثيرا بمناظر سهل نالاتى حيث شعرت ان الاعشاب هناك كالسجاجيد الخضراء الحريرية ومياه النهر صافية وهادئة كانه صورة فتوغرافية رائعة تشبه صورا فى سويسرا والمانيا . "