أقيمت مباراة التحدي الصينية الأولى للعبة الجولف في أواخر أكتوبر الجاري ببكين، وهذه أرفع مباراة مستوى للعبة الجولف أقيمت في بر الصين الرئيسي حتى الآن.
نشأت لعبة الجولف في أوربا وبدأت تنتشر الى المناطق الأخرى في القرن الثامن عشر. وبدأت لعبة الجولف في بر الصين الرئيسي عام 1984، حيث تمّ تأسيس بعض النوادي والملاعب للجولف ببكين وشانغهاي وشينتشين بالتتابع. وفي عام 1985 تأسّس الاتحاد الصيني للجولف ببكين رسميا. وفي آسياد سيول عام 1986 ظهر لاعبو الجولف الصينيون في مباريات دولية لأول مرة.
إن مباراة التحدي الصينية الأولى للعبة الجولف التي أقيمت في الثالث والعشرين من أكتوبر الجاري هي أعلى مباراة مستوى للجولف في بر الصين الرئيسي حتى الآن. وشارك فيها اللاعب الكندي مايك وير المصنف السادس بين اللاعبين الرجال بالعالم، واللاعب الصيني المشهور تشانغ ليان وي والمصنّفة الأولى بين اللاعبات بالعالم -- اللاعبة السويدية أنيكا سورينستام، واللاعبة الكورية جريس بارك المصنّفة الرابعة بين اللاعبات بالعالم. ان اللاعبين الأجانب المشاركين جميعهم من أفضل اللاعبين بالعالم، وأعجب اللاعب الصيني تشانغ ليان وي – المصنّف الأول بين اللاعبين بالصين بمستوياتهم العالية جدا. وعند الحديث عن شريكته اللاعبة أنيكا سورينستام قال السيد تشانغ ليان وي:
"إن اللاعبة أنيكا سورينستام ممتازة نفسيا وفنيا حقا، لذلك يجب أن أتعلم منها."
مع أن لعبة الجولف شهدت تطورا سريعا بالصين، لكن مستوى اللاعبين الصينيين لم يبلغ مستوى واحدا مع اللاعبين الممتازين بالعالم. ومع الاعتراف بوجود الفجوة بادرت الأوساط الرياضية الصينية بوضع خطة تنمية لرفع مستوى اللاعبين الصينيين في هذه اللعبة بأسرع وقت ممكن. ووأوضح السيد شياو تيان نائب رئيس اللجنة الأولمبية الصينية أن الخطة ستتركز على تحسين الظروف بتطوير لعبة الجولف وإعداد اللاعبين الشباب كما تستفيد من خبرات الصين في تطوير الألعاب الأخرى بصورة كافية. وقال:
"أولا يجب تحسين ظروف ملاعب الجولف فضلا عن المعلومات عن الجولف. وعلى هذا الأساس يجب إعداد دفعة من اللاعبين الشباب لإجراء بعض التدريبات المنتظمة والمشاركة في بعض المباريات الدولية الكبيرة، وذلك مفيد جدا لرفع المستوى الصيني الكلي في رياضة الجولف. وفي هذا الصدد كانت للصين خبرات ناجحة عديدة في الألعاب الأخرى. وأرى أننا سنحقق تقدما كبيرا اذا استفدنا من هذه الخبرات واستخدمناها في لعبة الجولف."
وقد نضج قطاع الجولف بالصين بصورة أولية بعد نموه خلال 20 عاما مضت. وأفاد احصاء غير كامل أنه قد تم بناء أكثر من 200 ملعب للجولف بالصين في الوقت الحالي، ويتجاوز عدد هواة الجولف 4 ملايين و500 ألف فرد. كما أفاد احصاء من اتحاد الجولف الدولي أن الصين قد تفوقت على اليابان لتصبح ثاني أكبر الدول لإنتاج أدوات الجولف بالعالم بعد الولايات المتحدة، ومن المحتمل أن تتفوق على الولايات المتحدة خلال 3 سنوات لتحتل %70 من اجمالي حصص هذه السوق. وبعد تحسين المنشآت يركز الاتحاد الصيني للجولف على الأعمال الأساسية مثل تعميم ونشر هذه اللعبة وإعداد اللاعبين الشباب. وأوضح السيد لي يونغ نائب أمين عام الاتحاد الصيني للجولف قائلا:
"بالنسبة لنا يكمن محور أعمالنا في هذه السنوات في أداء الأعمال الأساسية مثل الاهتمام برعاية الناشئين والشباب وتعميم هذه اللعبة ورفع مستواها. اذ أننا قد أقمنا مسابقات رفيعة المستوى، ولكن قليلا من لاعبينا وصل الى مثل هذا المستوى. لذلك إن تعميمها ونشرها هما الأهم. ونعتبر أن لاعبينا الناشئين والشباب في الوقت الحالي لهم طاقات عظيمة. وسوف نصدر بعض السياسات لتشجيع عدد أكبر من الأطفال على المشاركة في هذه اللعبة."
كما كشف السيد لي يونغ أن الصين ستقيم مزيدا من مسابقات الجولف الرفيعة المستوى في المستقبل. قد أقامت الصين 5 محطات من مسابقة جولات الجولف بآسيا ومسابقة جولات بأوربا هذا العام، وحققت نجاحا كبيرا. وجلبت هذه المسابقات فرصا أكثر لتعلم اللاعبين الصينيين من اللاعبين الأجانب، كما أتت بفرص سانحة لهيئات ادارة الجولف الأجنبية للتعرف على أوضاع تطور لعبة الجولف بالصين وإجراء التبادل والتعاون مع الجانب الصيني. وسوف تصل مسابقة الجولف التي ستقام في العام المقبل وتكون في حيز المناقشة الى مستوى أعلى، حيث قد يسافر لاعبون عالميون مشاهير مثل أرني ألس الى الصين للمشاركة فيها في العام المقبل فضلا عن أن مسابقة الجولف العالمية قد تقام بالصين في العام بعد المقبل. وأعرب السيد لي يونغ في الختام عن أنه بالنسبة للعبة الجولف بالصين ستتوسع آفاقها وسيكون مستقبلها أكثر إشراقا.