لا تختلف مدرسة الكرخ النموذجية العراقية الواقعة في الضفة الغربية من نهر دجلة عن المدارس الثانوية العراقية الأخرى في مظهرها الخارجي إذ زرعت في حديقة المدرسة أشجارالنخيل لكن الطلاب في هذه المدرسة هم طلاب ممتازون من بين الطلاب العراقيين.
ورغم حوادث القتل والإنفجارات المتتالية ودخان الحرب المتصاعد فوق أجواء العراق غير أن المدارس قد إستأنفت نشاطها. ومن بين هذه المدارس المدرسة النموذجية التي يدرس فيها الطلاب الممتازون والتي تعتبر قاعدة وضمانة لهولاء الطلاب لإلتحاقهم بالجامعة.
في العراق أربع مدارس نموذجية ثانوية مثل مدرسة الكرخ النموذجية، إثنتان للبنين وإثنتان للبنات. وتأسست مدرسة الكرخ الثانوية للبنات في عام 1992 وقد أعدت حتى الآن أكثر من تسعمائة من الطالبات وإن المدرسة لا تقبل إلا الطالبة التي تجاوزت درجاتها في إمتحان القبول للثانوي 95 درجة.
ورغم أن التنافس على دخول المدرسة الثانوية النموذجية عنيف غير أن لطلاب المدرسة النموذجية مستقبلا مشرقا إذ يتمكن طلاب هذه المدرسة من الدخول إلى الجامعة التي يتطلعون إليها بسهولة عبر إمتحان القبول للجامعات. إذ من بين الطلاب العشرة الأوائل في إمتحان القبول للجامعات سبعة طلاب من المدرسة النموذجية.
يطبق التعليم الإلزامي في المدارس الإبتدائية والثانوية العراقية وأيضا في المدارس العراقية النموذجية. تتكون المدرسة النموذجية من ستة صفوف وتدرس فيها مادتان تعليميتان إضافيتان هما اللغة الفرنسية والكمبيوتر إلى جانب المواد التعليمية العادية مثل الرياضيات والتاريخ والفيزياء الأمر الذي وضع أساسا للطلاب لإيجاد العمل أو مواصلة دراستهم في الجامعة كما أتاح فرصا للطلاب الممتازين لمواصلة دراستهم في الخارج.
وقالت الطالبة أزاد البالغة 12 سنة من العمر لمراسلنا باللغة الإنجليزية "إن المدرسة النموذجية هي أفضل المدارس في بغداد. وإن جميع أفراد عائلتي مسرورون وفخورون بأن أدرس في مدرسة الكرخ النموذجية". هذا وإلتحقت الطالبة أزاد بهذه المدرسة ب99 درجة في إمتحان القبول للثانوى وقد عقدت عزمها على بذل جهودها في الدراسة لكي تصبح بعد تخرجها طبيبة تقوم بعلاج أبناء الشعب العراقي الذين تكبدوا خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات أثناء الحرب.
ويعتبر قسم الطب وقسم الهندسة قسمين يتطلع طلاب المدرسة النموذحية إلى الألتحاق بهما لأنهم يعرفون أهمية إتقان العلوم الطبية والهندسية لإنقاذ حياة مواطنيهم وإعادة بناء ديارهم أمام إراقة الدم والجرحى والقتلى وتدمير المباني.
يعيش العراق اليوم في مرحلة ما بعد الحرب إذ يسوده إطلاق الرصاص والتفجيرات وتحدث فيه بكثرة حوادث الإختطاف والجرائم غير أن المدرسة النموذجية لم تتأثر بهذه الحالة.لأن وزارة التربية والتعليم العراقية جندت من جميع البلاد خمسة عشر ألفا من رجال الأمن لحماية طلاب المدارس.ففي مدرسة الكرخ النموذجية وحدها عدد من رجال الأمن المسلحين لذلك قال بعض طلاب المدرسة إنهم لا يقلقون على أمنهم وإنهم يشعرون بالسعادة عندما يدرسون مع معلميهم وزملائهم.
غير أن الأمن العام في العراق ما زال لا يدعو إلى التفائل.إذ في أول يوم من السنة الدراسية الجديدة هذا العام كانت نسبة حضور الطلاب للمدارس النموذجية مثل مدرسة الكرخ النموذجية 100 في المائة أما نسبة الحضور لطلاب المدارس في كل العراق فكانت 80 في المائة فقط وأصبحت المدة الدراسية قصيرة بسبب المشكلة الأمنية.