إن هذه الهتافات جاءت من عشاق كرة القدم خلال مباراة اقيمت في ملعب تيانهه بمدينة قوانغتشو في اليوم السابع عشر من هذا الشهر. وأحرز قائد فريق كرة القدم الصيني لي وي فنغ الهدف السابع للفريق قبيل انتهاء مباراته مع خصمه – فريق هونغ كونغ الصيني. ولكن، بعد ذلك بدقيقة واحدة فقط، ساد الملعب الذي يسع لستين ألف شخص سكون شديد. رغم أن الفريق الصيني هزم خصمه بسبعة أهداف مقابل صفر في هذه المباراة المصيرية، إلا أنه خرج من مباريات المجموعات التمهيدية الآسيوية لنهائيات كأس العالم عام 2006. لأنه في المباراة الأخرى التى اقيمت في نفس الوقت، هزم فريق الكويت الذي تجمعه مع الفريق الصيني نفس المجموعة – المجموعة الرابعة هزم خصمه الماليزي بستة أهداف مقابل واحد. لذا، حصل كل من فريقي الصين والكويت على خمس عشرة درجة بخمسة انتصارات وخسارة واحدة لكل منهما خلال ست مباريات في المجموعة الرابعة، ويتساوى عدد النقاط التى حصل كلاهما عليها أيضا، إلا أن عدد أهداف الفريق الصيني أقل من خصمه الكويتي بهدف واحد فقط. لذا، خسر الفريق الصيني التأهل في هذه المجموعة لدخول المرحلة القادمة من المباريات التمهيدية، وأضاع مقدما فرصة مشاركة في نهائيات مباريات كأس العالم التى ستقام في ألمانيا عام 2006.
وبعد هذه المباراة، انتابت جميع أعضاء الفريق الصيني مشاعر معقدة جدا. وتحدث اللاعب شاو جيا يي الذي أحرز هدفين في هذه المباراة عن مشاعره قائلا:
"في ذلك الوقت، لم أدر أيضا هل دخلنا المرحلة القادمة من المباريات التمهيدية أم لا، وكنت أظن أننا سنلعب في المباراة الإضافية. وبعد أن مشيت من الملعب، رأيت أن الجميع كانوا كئيبين، وأدركت أن الحالة ربما لم تكن جيدة. وبذل الجميع جهودا مكثفة اليوم، وقدمنا فعلا مباراة رائعة لكل المشاهدين اليوم. ولم نحصل على التأهل للمرحلة القادمة من المباريات التمهيدية، إنه أمر مؤسف حقا بالنسبة الينا، وهكذا، ضاعت فرصة لدينا لمدة أربع سنوات."
يبدو أن أري هان من أهل هولندا كسير الفؤاد بصورة أشد. لأن الفريق الصيني لم يبق لديه حظ بعد للمشاركة في نهائيات مباريات كأس العالم في ألمانيا، وهذا يعني أنه سيترك منصب المدرب الرئيسي للفريق الصيني. مع أن اللاعبين ومسؤولي اتحاد كرة القدم الصيني يكنّون تقديرا عاطرا لأري هان، لكن وفقا لبند منصوص عليه في العقد الموقع بين أري هان واتحاد كرة القدم الصيني، فإذا خرج الفريق الصيني من مباريات كأس العالم التمهيدية، سيلغى هذا العقد تلقائيا. وقال أري هان كئيبا?
" أشعر بأن قلبي قد تم نزعه. وأشعر بحزن بالغ مساء اليوم. كما حزنت للاعبين ومسيرة كرة القدم الصينية والأشخاص المعنيين بالفريق الصيني. وفقدنا مساء اليوم فرصة لدخول المرحلة القادمة من المباريات، ويرجع السبب الوحيد الى أننا قد هيّأنا كثيرا من الفرص، لكننا لم نحرز أهدافا أكثر. وبنظرة عامة الى جميع مبارياتنا في مباريات المجموعات التمهيدية، فإن المشكلة التى تعرضنا لها لم تكن في مباريات على أرضنا، بل في مباريات على أرض الخصم. وقد أحرزنا هدفا واحدا فقط في كل من ماليزيا وهونغ كونغ، أما فشلنا في المباراة في الكويت فأدى الى تعرضنا لوضع سلبي على وجه العموم. "
وأكد أري هان أنه رغم أن الخروج من مباريات كأس العالم تعد ضربة خطيرة بالنسبة الى كل فريق، لكنه لن يكن نهاية لمسيرة كرة القدم الصينية، كما لا يمكن إنكار التقدم الذي حدث بسبب مباراة فقط. وتحدث عن النتائج المحققة خلال السنتين الماضيتين بعد توليه منصب المدرب الرئيسي للفريق الصيني قائلا:
" أولا، نسعى وراء رفع مستوى فريقنا وتعريف اللاعبين بالمعلومات المعنية بكرة القدم بصورة أفضل، وقد نجحنا في هذا الخصوص. ولا يمكن إنكار جميع إنجازاتنا المحققة خلال السنتين الماضيتين للفشل في مباراة، ربما ستدمر أحلامنا عند ذلك الوقت، لكنها لا تستطيع إيقاف خطوات مسيرة كرة القدم الصينية المتقدمة الى الأمام. ولكني أرجو أن أصدق الجميع أن هذا لن يكون نهاية لمسيرة كرة القدم الصينية."
وخلال العام الجديد الذي سيحل قريبا، سيستمر الفريق الوطني الصيني وكافة أوساط كرة القدم الصينية في التقدم أثناء التأمل والإصلاح.