يقوم اليونانيون من النوم متأخرا ويذهبون الى النوم متأخرا أيضا. يرجع سبب ذلك الى مناخ مناطق البحر المتوسط الحار جدا في النهار ويصبح باردا ومنعشا في الليل. دائما يمكن أن ترى في الساعة الثالثة أو الرابعة قبل الفجر الناس يتجولون في نسيم الصيف الليلي المنعش، أو يتجاذبون أطراف الحديث مع الأصدقاء في المقاهي على جوانب الشوارع، أو يتمتعون بوقت الراحة في مراكب على البحر. يشتهر سكان منطقة البحر المتوسط بلطف وحماسة، وفي ظلام الليل، يبدأ أهل أثينا حياتهم المرحة المتنوعة.
توجد على جوانب معبد الأكربول Acropolis المشهور كثير من المطاعم والمقاهي، وقد أصبح هذا المكان ملتقى السكان المحليين والزوار للأكل والراحة. تستطيع أن تستمتع بأطعمة يونانية محلية حقيقية، مستمعا الى الموسيقى المحلية الحيّة ومشاهد الرقص التقليدي. ففي مطعم صغير بجانب الدرب المخضّر، يعزف الموسيقيون الشعبيون على ألة موسيقية يونانية تقليدية Busuki، ويغنون أغانيا محلية تنتشر بين أهل السكان. أحيانا، يصعد أحد الزبائن في المطعم على خشبة العرض ويغني مع الموسيقيين، ويرقص الآخرون في دائرة مع كأس من خمر العنب في مركزها على الأرض، وفي نهاية اللحن، يأخذ أفضل راقص كأس الخمر بفمه ويشرب خمر العنب. ويصفّق الراقصون المحيطون به ويضحكون بفرح ومرح. بنيت ونشأت هذه المطاعم والمقاهي حول الأكربول Acropolis في السنوات الأخيرة، وتضفي جاذبية وجوا ثقافيا على المعبد العريق.
اذا قلنا إن المطاعم والملاهي حول المعبد القديم لها خصائص يونانية تقليدية شعبية قديمة، فيمكن القول إن ميناء مايكروليمانو Microlimano في جنوب مدينة أثينا هو ملتقى الشباب للراحة والمرح. Microlimano معناها "ميناء صغير" في اللغة اليونانية. على شاطئ البحر مصابيح وفوانيس مضيئة وملونة، وتطوف عشرات المراكب في الميناء، حيث تعطي الميناء جوا سحريا جميلا. وتتميز المباني حول الميناء بأسلوب معمار القلاع اليوناني القديم، تتباين مع المقاهي والبارات الحديثة على ساحل البحر، مما جعل المناظر حول الميناء عجيبة ومميزة للغاية. يتجمع في نادي Istioploikos للمراكب هواة المراكب من مختلف الأماكن، يرقصون مع الموسيقى الالكترونية الحديثة ويتمتعون بكوكتيل أو أكواب من البيرة، أو يجلسون للاستجمام على ساحل البحر ليتمتعوا بالمناظر الليلية البعيدة والهادئة وسط النسيم المنعش. وفي جوف الليل، يبدو البحر من البعد ساكنا ومظلما تماما في تباين مع الميناء المفعم بالحيوية والفرح، ويشعر الناس بجو خيالي جميل.
ويعيش سكان مدينة أثينا بحرية وراحة، ويوفر الليل لهم خشبة مسرح كبيرة لإظهار شخصيتهم وحماستهم في الحياة. إن مدينة أثينا في الليل قديمة بل حديثة، هادئة بل مفعمة بالحيوية. اذا أردت أن ترى حياة أثينا الحقيقية فلا بد أن تتجول في المدينة في الليل تحت نجوم السماء، وستجد عالما منعشا ومختلفا عما ترى في النهار الحار اللاهب.