عقد مؤخرا منتدى صيني لحماية الاثار التارخية في المدن الصينية حضره كثير من العلماء والخبراء المعنيين، وطرحوا خلال جلسات المنتدى آرائهم واقتراحاتهم حول كيفية حماية الاثار التاريخية في المدن الصينية وخاصة حماية الاثار القديمة في الاحياء التاريخية والمواقع الاثرية المشهورة وإحياء الحياة التقليدية القديمة التقليدية في هذه الاحياء. ولقيت هذه الاراء والاقتراحات اهتمام قادة ومسئولي الدوائر الحكومية المعنية .

قال الخبراء إنه ينبغي أن تتمتع المواقع والاحياء التاريخية النموذجية بثلاث خصائص هى ملامحها القديمة الكاملة، وملامحها الحقيقية وملامح الحياة التقليدية القديمة فيها. وأشار الخبراء الى أن هناك أخطاء حدثت خلال عمليات حماية الاثار القديمة في المدن الصينية مثلا توظيف الاموال لانشاء بعض المباني بذريعة اعادة احياء المواقع الاثرية القديمة ولكن الهدف الحقيقي هو كسب العوائد السياحية. وبناء المباني التاريخية النموذجية في غير أماكنها الاصلية كبناء شارع أسرة تشينغ وشارع أسرة سونغ وشارع أسرة هان القديمة. وترحيل السكان القدماء من حي قديم ثم اعادة بناء هذا الحي بحجة حماية المواقع التاريخية القديمة، الامر الذي ألغى ملامح الحياة التقليدية القديمة الحقيقية في ذلك الحي. وأشار الخبراء الى أنه يجب

تجنب حدوث هذه الاخطاء في عمليات حماية الاثار القديمة في المستقبل. وفي الوقت نفسه يدعو الخبراء الى بحث وإيجاد طرق جديدة لحماية المواقع التاريخية والاثرية في المدن الصينية مثل اعادة بناء هذه المواقع بالاساليب والفنون المعمارية التقليدية وباستخدام مواء الانشاء التقليدية وفقا لطرازها القديم وتحديث أسلوب البناء على أساس الطراز الاصلي القديم وغير ذلك .....

وأشار الخبراء الى ظاهرة يجب تفاديها خلال اعادة بناء والمواقع التاريخية القديمة في المدن الصينية والمتمثلة بتحديد بقعة من الارض ليقوم المستثمرون بإنشاء مباني جديدة فيها ومن ثم بيعها للمجتمع. وقال الخبراء إن هذا الاسلوب غير مناسب لمشاريع اعادة بناء المواقع القديمة في المدن وخاصة في المواقع التاريخية والاثرية المشهورة. ولا يستهدف ذلك أي علاقات مالية أو أرباح للمستثمرين بل يهدف الى تحديد أساليب عمل مناسبة في هذا المجال . وفي هذا المجال تظهر بعض الحالات منها أن المستثمرين يسعون دائما الى كسب المزيد من الارباح بأسرع وقت ممكن، ودائما ما يرحلون السكان المحليين من احيائهم القديمة الى مناطق أخرى بينما لا يريد بعض هؤلاء السكان مغادرة بيوتهم القديمة وهو ما يعني مشاكل غير متوقعة. وأشار الخبراء الى أن مشروع اعادة بناء بلدة بينغ جيانغ بمدينة سوتشو بمقاطعة جيانغسو الصينية هو خير نموذج لحماية المواقع التاريخية القديمة حيث كانت عملية اعادة البناء فيها بسيطة وركزت تماما على حماية الثقافة المحلية والخصائص

الشعبية التقليدية فيها. لذلك أصبحت هذه البلدة أكمل وأحسن وأنجح موقع تاريخي بعد اعادة البناء، وما زالت هذه البلدة تتمتع بالخصائص الثقافية القديمة والحيوية الخلابة لدى الناس .

وأشار الخبراء الى ضرورة أن تحتفظ جميع المواقع التاريخية والاثرية التي تم إدراجها في قائمة التراث الثقافي العالمي قدر الامكان بكل صفاتها وخصائصها الاصلية القديمة بما فيها الاوضاع السكنية للسكان المحليين داخل هذه المواقع لأن حماية المواقع التاريخية والاثرية ليس مجرد حماية مبانيها ومناظرها القديمة بل الحفاظ على الحياة التقليدية فيها أيضا وقال بعض الناس أن حي /الدنيا الجديدة / أحد الاحياء القديمة في مدينة شانغهاي هو مشروع ناجح بين مشروعات اعادة بناء الاحياء القديمة في المدن الصينية. ولكن الخبراء اشاروا الى أن " الدنيا الجديدة " لم يلعب دورا كاملا في حماية المواقع التاريخية والاثرية في المدن الكبرى لانه حافظ على الصور القديمة للطرق والشوارع والمباني الاصلية فقط أما الحياة الحديثة في الوقت الراهن في هذا الحي فتختلف تماما عن الحياة التقليدية القديمة في هذا الحي المشهور .