أعلن العام الماضي رمز دورة الألعاب الأولمبية ببكين عام 2008، والآن تقام مسابقة لاختيار تعويذة خاصة بأولمبياد بكين وسيعلن التصميم الفائز رسميا في يونيو المقبل. وأثار هذا الأمر حماسة بالغة لدى الصينيين ومتابعي الرياضة. وتتألف لجنة الاختيار من خبراء في مختلف الأوساط، وسيعملون على تقييم كافة الأعمال المشتركة في هذه المسابقة لاختيار تعويذة مناسبة للدورة الأولمبية عام 2008، لا تتميز بالخصائص العصرية الحديثة للأمة الصينية فحسب، بل تحظى بحب وإعجاب عشاق الرياضة في مختلف دول العالم أيضا.
والمعروف أن اللجنة الأولمبية الدولية وكل اللجان المنظمة للدورات الأولمبية طلبات تصميم التعويذة مركزة على شيئين رئيسيين هما شرح أهداف البلد المضيف للدورة الأولمبية وتحقيق أهداف تجارية كثيرة له. وفي أغسطس هذا العام، بعثت اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية برسائل دعوة الى أجهزة التصميم المتخصصة والمصممين المتخصصين في كل العالم لجمع تصميمات خاصة بتعويذة دورة بكين الأولمبية عام 2008. وانتهت مرحلة الجمع في اليوم الأول من ديسمبر الحالي، وتجرى الآن سلسلة من الأعمال المعنية بالاختيار والاصلاح والمراجعة وحماية التسجيل القانوني وغيرها. ومن المقرر بشكل مبدئي إعلان نتيجة الاختيار رسميا في يونيو العام المقبل. وطرحت اللجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية شروطا مفصلة حول التعويذة خلال مرحلة الجمع. وفي هذا الصدد، قال السيد تشن بينغ – المسؤول عن المشاريع الثقافية للجنة التنظيمية لدورة بكين الأولمبية:
أولا، يتعين أن تكون التعويذة محبوبة وتلقى ترحيبا حارا لدى الأطفال كما تلقى إقبالا منقطع النظير لدى مختلف الجماهير. ثانيا، أن تكون حديثة المفهوم ومختلفة عن تصميمات التعويذات في الدورات الأولمبية السابقة وغيرها من الدورات والأنشطة الرياضية الضخمة. ثالثا: أن تتميز بالخصائص الثقافية الصينية وتجسد مفاهيم دورة بكين الأولمبية. رابعا: أن تستطيع إظهار وتصوير كافة الألعاب الرياضية فنيا وتقنيا.
وخلال العملية تبرز عدة خيارات محتملة، لكن أبرزها هي صورة البندا العملاق. وقال بعض الخبراء إن صورة البندا العملاق محبوبة جدا وتسهل على المصممين التعبير الفني، مشيرين الى أن اللونين الأسود والأبيض لفرو البندا ينسجمان بشكل رائع مع اللونين الأحمر والأسود في رمز دورة بكين الأولمبية. ولكن قال نائب رئيس اللجنة الأولمبية الصينية وو شو تشانغ قال عند حضوره ندوة بحث ومناقشة اقيمت في مقاطعة سيتشوان حول هذا الأمر إن البندا العملاق مرشح متفوق، ولكن نجاحه غير مضمون تماما، لذا فإن مسألة التصاميم مسألة حساسة وهامة. وحلل السيد وو شو تشانغ عدة مسائل موجودة في هذا الخصوص من وجهة نظر اللجنة الأولمبية الدولية قائلا:
اتخذت الدورة الرياضية الآسيوية عام 1990 البندا العملاق كتعويذة لها. وهي عقبة بالتأكيد، لأن صورة البندا العملاق قد أصبحت مألوفة جدا لدى الناس. وبالإضافة الى ذلك، ذاعت شهرتها بشكل كبير، وقد اختارتها كثير من الشركات والسلع كماركة مسجلة أو إسما لها. وتعتبر تعويذة الدورة الأولمبية ملكية فكرية خاصة للجنة الأولمبية الدولية، لذا، قد توجد عدة مسائل لحمايتها.
وأضاف السيد وو شو تشانغ متساءلا عن أسلوب تجاوز هذه العقبات قائلا إن الحل الحاسم لهذه المسألة هو إيجاد عمل فريد للتعويذة على نطاق العالم. ومن الضروري تحديد تصميمه على مستوى عال وبميزات جديدة وطريفة وفريدة وغيرها. والأهم من ذلك، أن تكون رمزا ممتازا يذكي الثقافة التقليدية والخصائص العصرية الحديثة الصينية ويوضحها لشعوب العالم.
ويرى السيد قو تشون نينغ – أحد مصممي "الختم الصيني" – رمز دورة بكين الأولمبية عام 2008:
"يجب أن تجسد التعويذة الأخلاق الأولمبية وتلعب دورا مهما في تحريك الأسواق. وأن تكون ملكية فكرية كاملة. ومن المؤمل رؤية تعويذة جديدة تماما وقوية تثير إعجاب الناظر ومحبوبة لدى الناس وتحمل جوهر الثقافة الصينية وذات تأثير قوي على مستوى العالم."
ومهما يكن من أمر، فإن القضية ستكون بين أيدي اللجنة المتخصصة بهذا الأمر، وستنظر وتفحص وتدقق في أكثر من ألف عمل مقدم لها، وسيقع اختيارها في نهاية الأمر على تصميم يتميز بخصائص قوية للثقافة التقليدية الصينية وقدرة تأثير قوي في العالم. وكما قلنا في بداية التقرير فإن الإعلان الرسمي للتصميم الفائز سيكون في مطلع صيف العالم المقبل، وسنكون معكم بالتأكيد لتغطية هذا الحدث الهام.