مناظر جميلة في ضاحية مدينة تشانغ جي
كما عرفنا ان كثيرا من سكان المدن ، يشعرون غالبا بالملل والكأبة بسبب معيشتهم الدائمة فى المدن التى تحيط بها كل يوم الضوضاء والازدحام وتلوث البيئة، ويرغبون فى الذهاب الى ضواحى المدن او الارياف للتمتع بالمناظر الطبيعية وتجربة تواضع وبساطة الحياة . ولذلك ، ازدهر فى الصين فى السنوات الاخيرة نوع من السياحة الخاصة يسميه الصينيون " السياحة فى بيوت الفلاحين " والان نذهب الى ضواحى مدينة تشانغ جى حاضرة ولاية تشانغ جى الذاتية الحكم لقومية هوى بمنطقة شينجيانغ . اولا ، نطرح عليكم سؤال هذه الحلقة من مسابقة المعلومات عن منطقة شينجيانغ التى تنظمها اذاعتنا : ما هو اسم السياحة الخاصة فى ضواحى مدينة تشانغ جى ؟
تقع مدينة تشانغ جى فى مكان قريب من مدينة اوروموتشى حاضرة منطقة شينجيانغ ولا تبعد عنها الا خمسة وثلاثين كيلومترا ، اما ضواحى المدينة ، فهى تتميز بحقول الارز والقمح المنبسطة الواسعة ومزارع الفواكه المختلفة الكبيرة وغابات الاشجار ، كلما يحل فصلا الربيع والصيف ، تتفتح ازهار اشجار الفواكه المتنوعة على التوالى وتبدو الوانها زاهية جميلة وتفوح رائحتها العطرة من على البعد ، اما فى فصل الخريف فتصبح غصون اشجار الفواكه مملوءة بالثمار الثقيلة .
ومواكبة للنمو الاقتصادى المحلى، شرع بعض المحليين فى بناء قرية سياحية على ضواحى المدينة فى اواخر تسعينات القرن العشرين الماضى ، وذلك لاستقبال سكان المدن بصورة رئيسية واستضافتهم فى بيوت الفلاحين وتناول اطعمتهم وتجربة الحياة الريفية واستشاق الهواء النقى ، واطلقوا عليها اسما حديثا : " السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين " . ولم يخطر ببالهم ان هذه السياحة بمجرد طرحها تلقى ترحيبا حارا من قبل المدنيين ، وتزدهر ازدهارا مستمرا .
نصل الان الى قرية سياحية تابعة لمزرعة بستانية واقعة على ضاحية مدينة تشانغ جى ، وعرفنا دليل سياحى محلى ان هذا المكان كان منطقة جرداء قبل عدة سنوات ، ثم اصبح قرية سياحية جميلة بعد تطوير " السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين " . وبعد ان دخلنا فناء منزل بالقرية ، وجدنا فيه مجموعة من الاشجار ذات الاوراق الحمراء الزاهية ، وتقابلها مجموعة من اشجار الكمثرى الصفراء اللون ، وتوجد بين اشجار الفواكه المختلفة فيلتان على شكل اوروبى ومطليتان باللون الاحمر الى جانب اربع خيام لقومية منغوليا ، و تتجول بعض الاغنام والابقار بطمأنينة فى حقل معشب غير بعيد لتناول الاعشاب الطازجة ، يا لها من صورة ريفية جميلة .
وقالت السائحة لو يونغ تينغ للمراسل :
"شعرت براحة ممتعة بعد ان قضيت العطلة فى القرية السياحية، وفى فصل الخريف يمكن ان نقطف ثمار الفواكه من الاشجار بانفسنا، وتنمو فى كل مكان هنا النباتات الخضراء ونقترب منها كثيرا مما يجعلنا منشرحى الصدر، سازور القرية السياحية دائما" نعم، تجربة الحياة الريفية ومشاهدة المناظر الطبيعية الجميلة وتناول الاطعمة الريفية اللذيذة ، هو امر ممتع مفيد حقيقي لسكان المدن، الا ان المشاركة فى بعض الاعمال الزراعية واكتساب معارف زراعية جديدة يعتبر امرا مهما اخر. هناك "مزرعة ليو يه الخاصة بحماية البيئة الاحيائية"، تقع فى مجرى نهر جاف. ويقال ان ذلك المكان كان ارضا خصبة فى سبعينات القرن العشرين الماضى، ويمكن ان تجد ماء نقيا يتدفق من جوف الارض بسهولة كلما تحفر حفرة عميقة على الارض بالمجرفة ، ولكن ، مع اشتداد ظروف الجفاف المتواصل وانخفاض منسوب المياه الجوفية ، نضب النهر تدريجيا واصبح هذا المكان ارضا بورا قاحلة .
ذات يوم ، جاء السيد دو جنغ جى الى هذا المكان ، وبدأ يصلح هذه الارض حيث نقل اليها تربة صالحة للزراعة وزرع غابة من اشجار الحور والصفصاف والشجيرات المناسبة حتى تحولت الى ارض خضراء جميلة مرة اخرى . ليس هذا فحسب ، بل قام السيد دو وهو الان صاحب ومدير المزرعة ببناء البيوت الدافئة لزراعة الخضروات الطازجة دون استخدام الاسمدة الكيماوية وذلك لخدمة سكان المدن ودفع تطور السياحة الخضراء وقال للمراسل :
" الهدف من بناء مزرعتنا هو حماية البيئة ، وجميع الخضروات من انتاجنا طازجة وبدون استخدام الاسمدة الكيماوية ، لذا فطعمها طبيعى وصحى ومفيد للصحة ."
وقال المدير دو ان اعمالنا ليست من اجل زيارة السياح للمزرعة وتمتعهم بالمناظر الطبيعية فقط، بل نأمل فى اتاحة الفرصة لسكان المدن وابنائهم لزيادة معارفهم الزراعية ومعرفة ارياف الصين بصورة واقعية. هذه من جهة، ومن جهة اخرى فان تطوير "السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين"، لا يوفر مكانا مناسبا لراحة سكان المدن فحسب، بل يحقق دفع النمو الاقتصادى المحلى وكسب الاموال لتنمية المزرعة، وحسب الاحصاء ان عدد السياح الذين زاروا هذه المزرعة خلال الفترة من يناير الى سبتمبر الماضيين من السنة الحالية ، بلغ سبعين الف سائح ومعدل الدخل اليومى فى ذروة الموسم السياحى يمكن ان يصل الى عشرين الف يوان صينى . واستخدم المدير دو جينغ جى هذه الاموال فى تطوير السياحة ومواصلة التشجير وزراعة الاعشاب لتوسيع حجم المزرعة باستمرار املا فى تحويل هذه المنطقة الجرداء الى ديار فلاحين غنية وحديقة بستانية خلابة لسكان المدن.
هناك اغنية من قومية منغوليا المعروفة باسم "اغنية شرب النخب"، وجاءت هذه الالحان الرنانة من مزرعة اخرى تشارك فى تطوير " السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين" ، انها مزرعة تسمى "خيل اسود"، تتميز بصفات شعبية لقومية منغوليا وكل من يزورها يسكن ويعيش فيها بضعة ايام وفقا لعادات منغوليا مثل تناول اطعمة منغولية والنوم فى الخيمة وركوب الخيول المنغولية فى زيارات وجولات فى المزرعة وغيرها لمعاشة الملامح القومية الشعبية.
كانت السائحة وانغ لى تتجول بجانب نهر صغير وقالت للمراسل:
" احب كثيرا مثل هذه السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين والرعاة ، وهواء المزرعة نقى جدا ، وافضل كثيرا من مثيله بداخل المدينة التى تسودها الضوضاء الشديدة والتلوث ، اما هنا فهو مكان نظيف وهادىء يشرح صدور الناس."
وعندما تحدث السيد ما شيو دونغ نائب رئيس مصلحة السياحة المحلية بمدينة تشانغ جى عن مستقبل تنمية السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين والرعاة قال للمراسل:
"باختصار القول ان السياحة الخاصة فى بيوت الفلاحين والرعاة تزدهر ازدهارا مستمرا فى الوقت الراهن، وكيفية رفع مستواها وابراز خصائصها المحلية والقومية وتنظيم برامج سياحية رائعة، هى مركز ثقل اعمالنا فيما بعد. وانا على ثقة تامة بان تطوير السياحة المتخصصة وسيلة سليمة لدفع نمو الاقتصاد المحلى ."