طرحت الصين في أكتوبر العام الماضي سياسة استراتيجية تهدف الى تنسيق النمو الاقتصادي بين مناطق شمال شرقي الصين والمناطق الصينية الاخرى بواسطة اصلاح وإنهاض القواعد الصناعية القديمة في شمال شرقي البلاد. وبعد مرور أكثر من سنة على ذلك لم تدفع هذه السياسة بشكل فعال تطوير المؤسسات الحكومية القديمة في شمال شرقي الصين فحسب بل وفرت أيضا فرصا كثيرة لتطوير المؤسسات الخاصة في هذه المناطق .

جيانغ تي جون رجل أعمال قام بتأسيس شركة خاصة في مقاطعة لياو نينغ بشمال شرقي الصين تنتج الصمغ بمختلف أنواعه، وبعد عشر سنوات من التطور حققت شركته ازدهارا بعد اختراع نوع جديد من الصمغ أطلق عليه إسم " الاخوين " ويتمتع هذا الصمغ بشهرة كبيرة في الاسواق الصينية الداخلية، وأدرج من قبل الحكومة في قائمة البضائع الصينية الممتازة. وقال جيانغ تي جون إن السياسة الخاصة بإنعاش إقتصاد مناطق شمال شرقي الصين توفر فرصا كثيرة وتمنح قوة

دافعة للمؤسسات الخاصة في هذه المناطق. وعبّر السيد جيانغ عن أمله في تقديم المزيد من المساهمات لانعاش الاقتصاد المحلي من خلال تطوير شركته الخاصة.

"إن شركتي مثل سائر المؤسسات الحكومية والاهلية الاخرى في هذه المناطق قد إستفادت كثيرا من سياسة إنعاش اقتصاد مناطق شمال شرقي الصين. وأرست هذه السياسة أساسا متينا لتطوير أعمال الشركة. ونأمل في تقديم المزيد من مساهماتنا في إنعاش الاقتصاد المحلي في مناطق شمال شرقي الصين ... "

توجد الان في مقاطعة لياو نينغ إحدى المقاطعات الثلاث في شمال شرقي الصين أكثر من مليون وخمسمائة ألف مؤسسة خاصة أصبحت الان قوة واضحة تدفع بشكل فعال النمو الاقتصادي المحلي. وتحدث السيد ليو قوه تشيأنغ / نائب رئيس مقاطعة لياو نينغ حول خصائص هذه المؤسسات خلال تطورها في السنوات الاخيرة قائلا:

" تعتبر المؤسسات الخاصة من أهم القنوات لتوفير فرص العمل في المقاطعة. والى جانب ذلك تشارك أيضا في إصلاح هياكل المؤسسات الحكومية وزيادة تنشيط تداول رؤوس الاموال واستغلال الممتلكات لهذه المؤسسات وتدفع التحديث التكنولوجي وتحسين أنظمة القطاع الصناعي والقطاعات الاقتصادية الاخرى في المقاطعة. "

كان معظم المؤسسات الخاصة في مقاطعة لياو نينغ صغيرة الحجم وملحقة بالمؤسسات الحكومية. وبعد تطبيق سياسة إنعاش إقتصاد مناطق شمال شرقي الصين بدأ كثير من الشركات الخاصة في جنوب الصين والشركات الاجنبية التوجه الى شمال شرقي الصين لتوظيف استثماراتها هناك بحثا عن فرص تطوير أعمالها. وحظيت شركة السيد جيانغ تي جون المذكورة باهتمام بعض الشركات الاجنبية الراغبة في إجراء التعاون معها، وفي حديثه حول هذا الموضوع قال السيد جيانغ :

" بعد تطبيق سياسة إنعاش إقتصاد مناطق شمال شرقي الصين بدأ بعض الشركات الاجنبية الاتصال بنا لبحث سبل التعاون معنا. ومن بين هذه الشركات شركة هينكيل الالمانية وشركة سايلي الاسترالية وغيرهما ... "

وأدرك قادة المؤسسات الحكومية والخاصة في مناطق شمال شرقي الصين بوضوح أنه لا يمكن تطوير مؤسساتهم إلا ببذل الجهود لتحسين التحديث التكنولوجي وبهذا الاسلوب تستطيع المؤسسات أن تحافظ على حيويتها وقدرتها على التنافس الشديد في الاسواق. لذلك أولى مسئولو الدوائر الحكومية ورؤساء المؤسسات الخاصة المزيد من الاهتمام برفع المستوى التكنولوجي للمؤسسات الخاصة.

شركة دا ليان للبرمجيات مؤسسة أهلية تقع في مدينة دا ليان بجنوب مقاطعة لياو نينغ. تأسست برعاية الحكومة المحلية. وتقوم الشركة بشكل رئيسي باعداد المهندسين المبرمجين وتقديم برامج الكمبيوتر المتنوعة للشركات الاخرى بما فيها الشركات الاجنبية وخلال بضعة أعوام حققت الشركة تطورا سريعا جدا حيث أقامت علاقات تعاون مع كثير من الشركات الصينية والاجنبية بما فيها إثنتان وعشرون شركة من بين الشركات الخمسمائة العملاقة المشهورة في العالم.

وقال السيد داي يوي لين/ نائب عمدة مدينة دا ليان إن حكومة دا ليان المحلية قدمت وما زالت تقدم المساعدة والرعاية الممكنتين لتطوير أعمال هذه الشركة بعد أن أيقنت من مستقبلها المشرق للتطور في المستقبل :

" نشجع قطاع البرمجيات الذي يمكن أن يدفع بعد تطوره تطور إنتاج أجهزة الكمبيوتر. لان تطور هذين القطاعين له صلة وثيقة بتطوير صناعة الاليات والقطاعات الصناعية والاقتصادية الاخرى في مناطق شمال شرقي الصين ... "

ويرى الخبراء المعنيون أن تطور المؤسسات الخاصة سيمكنها من لعب دور أفضل لزيادة التبادل والتكامل بينها وبين المؤسسات الحكومية، وتقدم مع المؤسسات الحكومية مساهمات أكثر لدفع النمو الاقتصادي في مناطق شمال شرقي الصين .. "