في شهر أكتوبر الماضي افتتح مهرجان "عام الثقافة الفرنسية" الذي لفت أنظار العالم كله في بكين. واقتربت ثقافة فرنسا وفنونها الرومانسية والمبدعة من الصين وحياة الصينيين مع تمنيات الشعب الفرنسي الجميل. وفي الأيام الأخيرة، تم بناء حديقة ضخمة مفعمة بالنكهة الفرنسية في ضواحي بكين، الأمر الذي يعرّف الصينيين بجوهر ثقافة فرنسا القلاعية.
وتسمى هذه الحديقة بقلعة لافييت Laffitte Castle ببكين، وهى حديقة تجمع بين "ثقافة الخمر الفرنسية" وفنون العمارة والنحت والرسم والبستنة الفرنسية. تقع الحديقة في ضاحية "تشانغ بينغ" لمدينة بكين، وتبلغ مساحتها ثلاثة آلاف مو، وتغطى 95% من مساحتها غابات وأعشاب وبحيرات. وتبلغ مساحة مبانيها أربعة وعشرين ألف متر مربع، ويتكون المبنى من قلعة رئيسية وقلعتين ملحقتين. وأمام القلعة الرئيسية مصطبة زهور متميزة وضعت في وسطها مجموعة من تماثيل آلهة مفعمة بالحيوية مستوحاة من الأساطير الإغريقية. وخلف القلعة ميدان "ثقافة الخمر الفرنسية" وتبلغ مساحته عشرة آلاف متر مربع، ويحيط به رواق أعمدة رومانية. ويلتف بالقلعة مجرى نهر طوله ثلاثة كيلومتر ونصف، وتتكسى الممرات في الحديقة بخضرة الأشجار والأعشاب. وعند غروب الشمس يتصاعد ضباب خفيف فوق القلعة، وتشعر الناس بجو فرنسا القديمة في القرون الوسطى. وقد خطفت هذه المناظر الرائعة قلب السيد وانغ جيانغ الذي جاء خصيصا لزيارة القلعة حيث قال:"تأثرت كثيرا بالبحيرات خارج القلعة، فإنها منظر جميل للغابة وأشعر كأني في حلم جميل خيالي."
ويدعى الرجل الذي استثمر في بناء هذه القلعة تشانغ يو تشن. وهو يحب الثقافة والفنون الفرنسية حبا جما وسافر الى فرنسا مرات. وأوضح أن هذه القلعة استلهم تصميمها من أسلوب الكثير من القلاع الفرنسية، مما جسد أسلوب عمارة باروك BAROQUE الأوربية. وقال تشانغ، إنها أول مرة يقام فيها "عام الثقافة الفرنسية" في الصين، وتم بناء قلعة لافيتت في هذا الوقت الخاص ويسعده كثيرا وقال:"نقدم هذه المجموعة من المباني المتميزة بأسلوب فرنسا الرومانسي لعام الثقافة الفرنسية، ونحاول أن نعكس للزوار "أسلوب باروك الأوربي" من حيث فنون العمارة والمناظر والرسم وثقافة النبيذ، لتجسيد الفنون الفرنسية القديمة، وإظهار جوهر الفنون الملهمة في أوربا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من جديد."
وأوضح السيد تشانغ أن هدفا آخرا مهما لبناء قلعة لافيتت هو تأسيس "جسر تبادل بين الثقافتين الصينية والفرنسية"، ودفع التبادل بين الشعبين الصيني والفرنسي وتعارفهما في مختلف الأوساط الى الأمام. وقد جذبت هذه القلعة في بضعة أسابيع بعد افتتاحها زوارا كثيرين بمن فيهم الكثير من الفرنسيين الذين يعملون أو يدرسون في الصين. وزارت السيدة أونيون التي تعمل في السفارة الفرنسية لدى الصين حديقة قلعة لافيتت وشعرت بجو ثقافي جميل من دولتها حيث قالت:"تعجبني هذه الحديقة كثيرا، حيث الكثير من الأعمال الفنية الممتازة، ومن السهل على الزوار أن يتعرفوا على فرنسا."
وبفضل التقييم العالي لقلعة لافيتت من قبل أوساط فرنسا المختلفة وجاذبية القلعة الخاصة، سوف تقام الأنشطة المهمة العديدة للعام الثقافي الفرنسي في هذه القلعة.
ويرى السيد وانغ جيانغ أن إقامة أنشطة عام الثقافة الفرنسية في هذه القلعة المتميزة بالأسلوب الفرنسي فكرة جيدة لتبادل الثقافتين القديمتين الصينية والفرنسية، حيث قال:"تعجبني الثقافة الفرنسية، لها تاريخ عريق مثل الثقافة الصينية، ولكنها ثقافة مختلفة تماما. وأظن أن الصينيين سيتعرفون على المزيد عن الثقافة الفرنسية التي لا تقتصر فقط على الحياة الرومانسية."