سافر فريق مكون من سبعة وعشرين لاعبا تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر عاما و تسعة عشر عاما من بكين في اليوم الثامن من ديسمبر الحالي الى مدينة باد كيسينقن للتدرب على كرة القدم لمدة سنتين. وتعتبر هذه المدينة موقعا سياحيا مشهورا بالمنابع الحارة في ألمانيا، وتلقب بحديقة زهور في أوروبا. ويسمى هذا الفريق بفريق النجوم الصيني لعام 2008، ويقوده في هذه الرحلة ثلاثة مدربين صينيين ومدربه الرئيسي الألماني يكهارد كراوتسون. وأوضح اتحاد كرة القدم الصيني أن تكوين فريق النجوم الصيني لعام 2008 يهدف الى إعداد أكفاء بارزين في كرة القدم للإشتراك في دورة الألعاب الأولمبية التى ستقام ببكين عام 2008.
وتعتبر ألمانيا دولة قوية في كرة القدم في العالم، وتبرز خاصة في إعداد اللاعبين الشبّان. وكان هؤلاء اللاعبون الصغار الصينيون يشعرون بانفعال شديد قبل سفرهم الى ألمانيا. وقال تشو سن – الظهير الأوسط في فريق الشباب لكرة القدم التابع لنادي تاي دا بمدينة تيانجينغ:
" نحن محظوظون نسبيا بالمقارنة مع اللاعبين الآخرين في نفس أعمارنا بينما نشعر بعدة ضغوط. وبعد وصولنا الى ألمانيا، يجب علينا أن نبذل جهودا للتكيف مع الظروف المحلية هناك، ونسعى وراء الاشتراك في مزيد من المباريات الرفيعة المستوى. وسيتحسن مستواي في التدريبات بالتأكيد ساعيا وراء الانضمام الى فريق كرة القدم الأولمبي الوطني بعد عودتنا الى الصين بعد سنتين حتى الاشتراك في دورة الألعاب الأولمبية التى ستقام ببكين عام 2008."
وعبر السيد يكهارد كراوتسون -- المدرب الرئيسي الألماني لفريق النجوم الصيني لعام 2008 عن أمله في تأهيل الفريقين الصيني والألماني للمباراة النهائية لكرة القدم للرجال في دورة بكين الأولمبية عام 2008. ويتمتع يكهارد كراوتسون بخبرات في التدريب استمرت خمسا وثلاثين سنة، وقال إنه تعرف على قضية كرة القدم الصينية للناشئين بصورة جيدة. ويرى أن كثيرا من هؤلاء اللاعبين الصغار موهوبون جدا في كرة القدم. ولكن المسألة التى تتعرض لها قضية كرة القدم الصينية ليست ضعف اللاعبين في قدرتهم الجسدية والتقنية، بل في الحقيقة، تنقصهم روح التضامن والكفاح. وقال يكهارد كراوتسون:
" إن هدفنا النهائي هو جعل كل هؤلاء اللاعبين يقدرون على التنافس نفسيا وفنيا مع أندادهم في نفس أعمارهم على أعلى مستوى في العالم. ونسعى وراء الحصول على ميدالية في دورة بكين الأولمبية. ونظرا لأن هذه الدورة ستقام في الصين، نرى أن فريق كرة القدم الصيني على الأقلّ سيتأهل للمباريات شبه النهائية فيها أمام العشاق والمتفرجين الصينيين. "
ويلزم وضع خطة تدريبية مفصلة من أجل تحقيق هذا الهدف الصعب جدا. لذا، وعد يكهارد كراوتسون واتحاد كرة القدم الصيني هؤلاء الفتيان بأنه خلال الفترة التدريبية في ألمانيا، يستطيعون الاشتراك في مباراة على مستوى عال على الأقل في كل أسبوع والاشتراك في مباراتين دوليتين على مستوى عال على الأقل في كل شهر والاشتراك في مباريات الدوري الألماني للشباب الذين أعمارهم أقل من ثمانية عشر عاما والاشتراك في مختلف التدريبات القصيرة الأمد التى ينظمها اتحاد كرة القدم الألماني واتحاد كرة القدم الأوروبي وغيرها.
ويهدف اتحاد كرة القدم الصيني الى إنشاء قاعدة لإعداد اللاعبين الناشئين الصينيين في أوروبا عن طريق إرسال هذا الفريق الى ألمانيا للتدريبات. وسيصبح الملعب التدريبي الخاص لهذا الفريق في مدينة باد كيسينقن أول قاعدة يؤسسها اتحاد كرة القدم الصيني في الخارج.
ونفذ اتحاد كرة القدم الصيني هذه التجربة على ضوء دراسته لأحوال قضية كرة القدم الصينية خلال عدة السنوات الأخيرة. وبعد فشل فريق كرة القدم الصيني في التأهل لنهائيات مباريات كأس العالم التى ستقام في ألمانيا عام 2006، أدرك اتحاد كرة القدم الصيني أن تخلف مستوى كرة القدم الصيني يرجع سببه الأصلي الى تخلف إعداد اللاعبين الناشئين، فقرر إرسال أكثر لاعبين صغار على قدر الإمكان الى الدول والمناطق المتقدمة في مجال كرة القدم للإعداد والتدريب. وقال السيد يان شي دو – نائب رئيس اتحاد كرة القدم الصيني:
" يتخلف مستوى قضية كرة القدم الصينية نسبيا بالمقارنة مع المستوى الكلي للرياضة البدنية الصينية. وهذه هي الحقيقة. وإنها ذات صلة معينة بالمسائل الموجودة حاليا في هذا الصدد. ولكن اتحاد كرة القدم الصيني أعرب عن ثقته في أنه سيعالج ظروف كرة القدم الصينية تتطور الى الأفضل ويرفع مستواها بفضل الجهود المشتركة المبذولة من قبل جميع أوساط كرة القدم الصينية. وطبعا، إذا أردنا لحاق مستوى كرة القدم في البرازيل أو في ألمانيا، ما زال أمامنا طريق طويل جدا، ولكننا سنقطعه تدريجيا."
وقد سافرت الآن مجموعة من اللاعبين الصغار الصينيين الى ألمانيا للتدرب على كرة القدم. ومهما تكن نتيجة الأمر، شهدت قضية كرة القدم الصينية التى تمر الآن بصعوبات آمالا جديدة.