إن الصين أكبر دولة نامية من حيث عدد السكان وعدد العائلات في العالم، وتوجد في الصين الآن ثلاثمائة مليون أسرة. وتهتم حكومة الصين اهتماما كبيرا بالتنمية العائلية بصورة شاملة وصحية. وستتخذ الصين المزيد من الاجراءات لتواجه التحديات في التنمية العائلية الصينية. وقالت السيدة قو شيوه ليان رئيسة اتحاد النساء لعموم الصين: "منذ سنوات طويلة تدرج الحكومة الصينية السياسة العائلية والمشاريع العائلية في استراتيجية التنمية الوطنية، وتتخذ اجراءات وأعمال لحماية العائلات، وتخلق بيئة طيبة للتنمية العائلية الصحية والمستمرة."
ومن أجل تفعيل التنمية الشاملة للسكان تزيد الصين استثماراتها في التربية والتعليم ولا سيما التعليم في الريف، ويبادر المزيد من المنظمات والهيئات الاجتماعية والخاصة الى مساندة الأطفال من العائلات الفقيرة ماليا للالتحاق بالمدارس. وفي عام 2000 حققت الصين في الموعد المقرر هدف تعميم التعليم الإلزامي لتسع سنوات ومحو الأمية بين الشباب والكهول بصورة أساسية، الأمر الذي رفع نوعية أفراد الأسر بشكل كبير.
ومن أجل رفع مستوى صحة المواطنين الصينيين ونوعية حياتهم تبادر حكومة الصين الى تعزيز مفهوم "الصحة التناسلية" بين الأسر الصينية مع تعميم معارف منع الحمل وتحديد النسل والرعاية الصحية، وتبذل جهودا لحماية حقوق الجماهير لمعرفة واختيار طرق منع الحمل، وفي نفس الوقت تؤكد واجب الرجال للاشتراك في تنظيم الأسرة وتحمّل المسؤوليات ازاء عائلاتهم، وتعمل على أن تساير سياسة تحديد النسل وعدد السكان وتنسجم مع حاجات التنمية العائلية الصينية.
وبالإضافة الى ذلك تعتبر الحكومة الصينية تحقيق المساواة بين الجنسين سياسة وطنية أساسية وتهتم بحماية مكانة النساء في الأسرة والمجتمع. وفي السنوات العشر الأخيرة وضعت الصين سلسلة من القوانين والأنظمة مثل "منهاج تنمية النساء"، وأعادت النظر في "قانون الزواج"، ودعت الى حرية الزواج ومنع العنف العائلي، وتفعيل تعليم النساء وعملهن، مما رفع مكانة النساء الاجتماعية والاقتصادية.
وقدّر السيد خالد مالك المنسّق للأمم المتحدة لدى الصين إنجازات الصين في تفعيل تنمية الصحة العائلية تقديرا إيجابيا حيث قال: "في العشرين سنة السابقة ساعدت إنجازات الصين الهائلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الكثير من الأسر والأشخاص على التخلص من الفقر، ونفذت الصين مشاريع إصلاح مختلفة، الأمر الذي يوفر المزيد من الفرصة لتتمتع الأسر في المدن والريف بحياة أفضل. وعلى العموم، ساهمت الصين مساهمة إيجابية في إزالة الفقر وتعميم التعليم الأساسي وتحسين الوضع الصحي للمواطنين."
ورغم ذلك ما زالت التنمية العائلية تواجه الكثير من المشاكل الناتجة عن التغيّر العميق في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الصين. مثلا، يشكّل وضع تحول الأسر الكبيرة الى أسر صغيرة مكونة من ثلاثة أشخاص ضغوطا ضخمة لنظام الضمان الاجتماعي، ولا تزال فرصة تنمية النساء تحت تقييد معيّن، وما زال عدد الأسر الفقيرة كبيرا. ولمواجهة هذه الأوضاع تعبر السيد قو شيوه ليان رئيسة اتحاد النساء لعموم الصين عن أن الحكومة الصينية ستعمل على المزيد من تحسين بيئة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين وتعزيز التبادل والتعاون مع المجتمع الدولي لتساهم في تفعيل التنمية العائلية بصورة شاملة وصحية.