عقدت اللجنة الدائمة للمكتب السياسى للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى مؤتمرا حول العمل الاقتصادى مؤخرا ببكين، حيث اكدت ان سياسات السيطرة الكلية على الاقتصاد الصينى التى اتخذتها الحكومة الصينية ساعدت فى وقف بعض العوامل غير الصحية، وتجنب حدوث تقلبات كبرى فى تنمية الاقتصاد الصينى . كما اعدت خطة للعمل الاقتصادى فى عام 2005.
واشارت الاحصاءات من لجنة التنمية والاصلاح الوطنية الصينية الى ان اجمالى الناتج المحلى الصينى وصل الى 9.3 تريليون يوان صينى فى الفصول الثلاثة الاولى من هذا العام بزيادة 9.5 فى المائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضى . كما انخفضت نسبة الزيادة فى مؤشرات اسعار الاستهلاك بنسبة 1 فى المائة تقريبا ليصل الى 4.3 فى المائة فى اكتوبر الماضى ، مقارنة مع شهر سبتمبر الماضى . وكشف المؤتمر ان زيادة انتاج الحبوب بالصين تعتبر نقطة تحول حاسمة ظهرت اثناء تطبيق السيطرة الكلية على الاقتصاد الصينى لعام 2004. الامر الذى ادى الى زيادة كبيرة فى دخل المزارعين. ومن المتوقع ان يصل اجمالى حجم انتاج الحبوب الى 455 مليار كيلوغرام بنهاية العام الحالى على عكس اتجاه مع احوال انخفاض المحاصيل الغذائية الذى ساد فى السنوات الاربع الماضية المتتالية ، ووصل معدل الدخل الفردى للمزارعين الى 2110 يوانات صينية فى الفصول الثلاثة الاولى من هذا العام بزيادة 11.4 فى المائة ، مسجلا اعلى قفزة منذ عام 1997.
كما اشارت الاحصاءات الى ان اجمالى الاستثمارات الصينية فى الاصول الثابتة بلغ 4.5 تريليون يوان صينى بحلول سبتمبر الماضى، بزيادة 27.7 فى المائة، لكن بانخفاض 15.3 نقطة مئوية و0.9 نقطة مئوية على التوالى مقارنة مع الفصل الاول والنصف الاول من عام 2004 . كما شهدت الصين انخفاضا واضحا فى الاستثمار فى بعض القطاعات التى شهدت تضخما مثل الصلب ، والاسمنت والالومنيوم ، والعقارات. ويعتقد بان السيطرة الصارمة على القروض واستخدام الاراضى لعبت دورا هاما فى كبح جماح الارتفاع المفرط فى الاستثمارات .
كما اشاد المؤتمر بالارتفاع المستمر فى الفوائد الاقتصادية ، والزيادة الكبيرة فى العوائد المالية وارباح الشركات ، وكذا التقدم الجديد فى اعمال التوظيف واعادة التوظيف. حيث حققت الصين عوائد مالية قدرها 420 مليار يوان صينى فى الفصول الثلاثة الاولى من هذا العام. وسجلت المؤسسات الصناعية اجمالى ارباح قدره 913.3 مليار يوان صينى فى الفترة ما بين يناير واكتوبر الماضيين هذا العام بزيادة 39.7 فى المائة مقارنة مع نفس الفترة . ومن المتوقع ان تتجاوز قيمة الصادرات والواردات فى الصين تريليون دولار امريكى ، لتحتل المركز الثالث فى التجارة العالمية.
كما وصف المؤتمر سياسات واجراءات الحكومة للسيطرة الكلية على الاقتصاد الصينى خلال العام الماضى بانها جاءت فى وقتها ، ودقيقة ، وفعالة " فى ظل تبنى المفهوم العلمى للتنمية. لكنه حذر فى الوقت ذاته من ان بعض المشاكل المتأصلة التى تعيق النمو الصحى للاقتصاد ، ما زالت قائمة .
ودعا المؤتمر لتعزيز الجهود لمعالجة العلاقة بين الية السوق والسيطرة الكلية للاقتصاد وتطبيق السياسة المالية والنقدية المستقرة و تعزيز التنسيق بين شتى اجراءات السيطرة الكلية على الاقتصاد حتى بلوغ مستوى معقول وتعزيز تعديل الهيكل الاقتصادى لدفع تنمية الاقتصاد بصورة سريعة ومستقرة .